يحتفل العالم في كل عام باليوم العالمي للغذاء في 15 أكتوبر، حسبما أعلنته منظمة الاغذية والزراعة العالمية «الفاو». وتحتفل به الدول بغرض رفع الوعي بالقضايا المتعلقة بالجوع وسوء التغذية والقضاء على الجوع والفقر وتحسين سبل العيش، في وقت يعد فيه الحصول على المواد الغذائية ليس بالأمر اليسير والسهل في كل دول العالم وخاصة الدول النامية، وبات المستهلك يعاني من ندرة الانتاج او وفرة غير مستغلة في ظل تفاوت الاحتياجات في دول العالم، ولعل الانفجار السكاني وظهور مشكلات الغذاء ادى الى ظهور التصنيع الغذائي كعامل قادر للتصدي لحل مشاكل نقص الغذاء وحاجة الجيوش والشعوب الى اغذية محفوظة، بالاضافة لتحسين اقتصاد البلد وتشجيع الاستثمار فضلاً عن توفير فرص للخريجين والاكتفاء الذاتي بجانب توفير العملة الصعبة، وقد أثبتت الاحصائيات في عدة دول نامية بان الفاقد من الانتاج الزراعي اثناء وبعد حصاده والى حين وصوله للمستهلك قد يصل إلى «30%» من الانتاج بسبب سوء وسائل الترحيل والتخزين، في ذات السياق شكا الاستاذ بقسم تقانة الاغذية كلية الزراعة جامعة امدرمان الاسلامية خضرابراهيم عبد الحكم، من كثرة استخدام المواد المضافة للاغذية بغرض اطالة مدة حفظها او لعدم تعرضها للتلف او تحسين عمليات التصنيع اوالطعم واللون والرائحة، في وقت ثبت علمياً مدى خطورتها، وانتقد خلال حديثه بملتقى جمعية حماية المستهلك حول اليوم العالمي للغذاء عدم وجود توزان بين الانتاج الغذائي وطرق ووسائل النقل والتخرين، واقترح تخفيض استيراد الاغذية بجانب تشجيع تصدير الفائض ما يساهم في الدخل القومي والعملات الصعبة، واضاف ان وجود جهاز رقابي يوفر الثقة لدى المستهلكين في جودة وسلامة الغذاء بجانب انتعاش التجارة، في وقت كشفت المديرة التنفيذية لمنظمة الغذاء والتغذية هدى محمد عثمان، عن ازدياد معدلات الاصابة بمرض الفشل الكلوي لاسباب ناجمة عن الغذاء، واضافت ان الزراعة اصبحت عبارة عن املاح ومبيدات منتهية الصلاحية، والغذاء مواد حافظة وطرق العرض له غير صحيحة، فيما رجحت عدم صلاحية الزيوت بعد «6» شهور من تخزينها وناشدت هيئة المواصفات والمقاييس باخذ عينات من مصانع زيوت كل فترة لفحصها بجانب سن قوانين رادعة، ومن جانبها شككت هدى في الرقابة على المنتجات الحيوانية وقالت انه لا توجد رقابة بسبب ارتفاع اسعارها بصورة سريعة، وتحسرت على تحطم الزراعة في كل اقاليم السودان ما نتج عنه هجرة للخرطوم، ودعت الى احياء الزراعة لمنع الهجرة، ومن جهته انتقد رئيس اللجنة القانونية بالجمعية المنصور عزالدين تغيير الدورة الزراعية لمشروع الجزيرة، واضاف ان المزارع بات يزرع على مزاجه فقط، كمية من الاصناف في مساحة صغيرة. أجمع خبراء على عدم وجود رقابة على الاغذية، بجانب عدم وجود معامل ومختبرات الاغذية وان وجدت غير مطابقة ومواكبة للتطورات، وطالبوا بضرورة دعم السياسات الزراعية ومعرفة حاجة المزارعين وتثقيفهم ومراجعة ساسيات الوارد والصادر، لان الاخير اصبح عبئاً ثقيلاً، وانتقدوا عدم قيام اي جهة باخذ عينات لمعرفة حجم اضرارالاغذية، وقالوا ان المواطن بات يعيش في فقر وعدم قدرة واصبحت حياته تعيسة، واعتبر عضو غرفة مصدري ومستوردي الخضر والفاكهة مجاهد محمد الامين الرسوم والجبايات معوقاً كبيراً للصادر، بينما انتقد رجوع مواعين الاستيراد فارغة لعدم مطابقة المنتجات المحلية في الخارج لعدم وجود خدمات ما بعد الحصاد، واضاف ان مشاكل الحرب في كل من سوريا ومصر أسهمت في تدني الانتاج وقلة الصادر ما اتاح فرصة رجوع دول الخليج للاستيراد من السودان. وكشفت اختصاصية التغذية بوزارة الصحة وفاء بدوي، عن وفاة شخص كل ثانية في العالم بسبب سوء التغذية ما يعادل «4000» شخص كل ساعة اي وفاة «100,000» يومياً، وفي المتوسط وفاة طفل كل «5» ثواني اي «700» طفل على رأس كل ساعة اي ما يعادل «16,000» طفل يوميا اي نحو «6» ملايين طفل سنوياً بمعدل «60%» من جملة وفيات الاطفال في العالم، واكدت ان «923» مليون فرد في العالم يعانون من سوء تغذية في العام 2007م، ونوهت الى ان «80%» من الاطفال يعانون سوء التغذية في الدول النامية رغم انها تنتج غذاءً فائضاً، يكفي لسد احتياجات كل فرد من الغذاء والذي يصل الى «6» مليارات نسمة، وعلى الرغم من ان الانتاج العالمي اليومي يكفي لاطعام ضعف السكان الموجودين اي «12» مليار نسمة، ورجحت خلال حديثها بملتقى المستهلك امس، ان الاستثمار في مجال الزراعة يعتبر الحل الاستراتيجي، وللاستفادة من الانتاج يجب مراقبة الاسعار وتغيير أساليب الإنتاج الزراعي وضخ استثمارات للبنية التحتية.