لم يشهد السودان في تاريخه هذا العداء الموجه ضد حكومته من عدوان وقرارات دولية جائرة وظالمة بحق شعبه، ومن حصار اقتصادي وسياسات مجحفة كالت بمكيالين تفاقمت فيه اوضاعه وانعكست سلباً على تنميته واستقراره فظلت التحديات اكبر والمهددات جساماً تحتاج الى تعاون الجهود الشعبية المجتمعية الطوعية كقطاع ثالث يعمل إلى جانب القطاعين العام والخاص، ويمثل ب «القطاع التطوعي» لتتكامل مع الجهد الحكومي الرسمي الساعي إلى تعزيز الاستقرار والأمن بالبلاد. ومن هنا أتت اهمية العمل التطوعي الذي يتمثل في «القطاع الثالث» حديثاً.. الذي يمثل الحاجة اليه، وايضاً لتشعب مسؤولية الدولة وانصرافها الى هموم التنمية والخدمات، يضاف الى ذلك شح الموارد وضعف الناتج القومي والكساد الاقتصادي الذي ادى بدوره الى عدم قدرة الدولة على تلبية الاحتياجات الضرورية للحياة والتطلعات المتزايدة للمواطنين؟ وأيضاً لأن العمل التطوعي يعمل على اشاعة حالة السلام والأمن بين المجتمع، ويزيل حالة الشعور بالتهميش واللجوء الى العنف والحروب، ويعزز حالة الرضاء الوطني والمجتمعي بين المجتمع وأبنائه.. الذي بدوره سينعكس على الفرد ولاءً وحباً لوطنه ومجتمعه. فدور الإنقاذ تمثل منذ مجيئها في زيادة الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والإنسانية والطوعية الاخرى، فحقق النجاح والأثر الطيب للعمل التطوعي آنذاك، ودعم مسيرة التنمية والسلام رغم المهددات والمعيقات العدائية التي أجبرت حكومة السودان وشعبه أخيراً على التنازل عن نسب وميزانيات التنمية والخدمات الى70% او أكثر لصالح الأمن والدفاع للمحافظة على امنه واستقراره. فكانت إسكوفا «اتحاد المنظمات الوطنية» ومازالت تتطلع الى مواجهة ومجابهة التحديات الاجتماعية منها والأمنية.. فظلت تسارع الخطى منذ نشأتها في عام 1979م مدعومة بتوجه الإنقاذ في زيادة الاهتمام بالعمل الطوعي وسودنة المنظمات، فعملت في العديد من الجوانب الاهلية والاجتماعية لتساند ولتعاضد الدور الحكومي، حيث سعت إلى تأهيل وتدريب ورفع الكفاءات وتغطية الجوانب الإنسانية والاجتماعية وحتى الإعلامية. فكان أن لها نشرة شهرية تعكس وتشجع فيها المنظمات الوطنية والاقليمية على نقل الصور مباشرة خلاف التي تعرض في أجهزة الإعلام الخارجي المخالف للحقيقة والواقع. لكن اليوم يبقى السؤال هو: من أين الدعم لهذه الجهود والتوجهات لتقوم بدورها الرائد للعمل الطوعي ليتكامل مع الجهد الحكومي الرسمي؟؟ لنقول ان إسكوفا تمتلك الخبرات العملية والقدرات المعرفية امثال د. سراج الدين عبد الغفار رئيس مجلس ادارتها ود. سراج الدين عبد الباري وأ. عمر عثمان ومديرها التنفيذي النشط أ. ابراهيم محمد إبراهيم الذي ارتبط اسمه بإسكوفا وبقية العقد الفريد.. وكل هذا يتم وفقاً لنظام اساسي، وحالياً هو مسودة مشروع قانون تعمل اسكوفا لإجازته وفقاً للإستراتيجية الافريقية والاقليمية لضبط العمل الطوعي.. لذلك فهي بحاجة ماسة لتفعيل ومعالجة اسباب ضعف التمويل فيها حتى يتسنى لها القيام بمهام تستطيع من خلالها المساهمة في تأمين عودة الأمن والاستقرار، فهي تمثل العمل الجماعي الذي يجمع قرابة «250» منظمة وطنية، ولها علاقات صداقة مع كثير من الدول، فتستطيع مواجهة التصدي وملء الفراغ لشتى المجالات وتقديم الدعم لهم بكل اشكاله، والعمل على تصحيح الصورة المغلوطة والمشوهة التي تروج لها الدوائر المعادية للسودان، إضافة الى مقعدها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالامم المتحدة. فننوه بضرورة الوفاء للجهود التي دأب عليها اصطافها ولقرابة «3» عقود وبدون مقابل للرعاية والتكامل بين المنظمات المشابهة لسودنة المنظمات وتقويتها، إلى جانب إفساح المجال لها بالتشبيك لجذب الدعم والوجود العربي والإقليمي الداعم للسودان، ومساعدتهم الكريمة لتمكينها وإعادة سيرتها الأولى لضمان الأمن وإعادة الاستقرار، لاسيما أن السيد مساعد رئيس الجمهورية يمثل رأس الرمح لقيادة المجتمع المدني، إضافة الى أنه ذو قدرة معرفية وخبرة عملية واسعة في العمل الطوعي والمجتمعي بخباياه وخفاياه، مما يجعله يلعب دوراً أساسياً في معالجة ودعم أعمال المجلس ومنظماته المختلفة، ليكون مكملاً للجهد الحكومي الرسمي.