في الحوار الصحفي الذي أجراه معه الصحافي السوداني النابهة الأستاذ فتح الرحمن يوسف المحرر في جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية ونشرته في صفحتين من عددها الصادر يوم السبت 17ذو الحجة1435 ه الموافق11 أكتوبر2014م أعلن الريس البشير: «إن العلاقات السودانية السعودية ستشهد تطوراً كبيراً في المستقبل، مؤكداً زوال حالة الفتورالتي اعترت العلاقات خلال الفترة الأخيرة» ومما قاله في الحوار:« إن الحوثيين في اليمن أخطر من داعش». وفي نفس الجريدة ونفس التاريخ أعلاه في «الصفحة الأخيرة» أعرب الأستاذ «علي سالم» في مقاله بعنوان «الحوثيون والبحر الأحمر» عن مخاوفه على «أمن البحر الأحمر، ومما قاله: «إنني فقط أريد أن أنبه أنه لا أحد بعيد عن داعش والداعشية، ما يحدث للآخرين سيحدث لنا بشكل أو بآخر، داعش قريبة من كل البلاد والعباد».. وفي عددها الصادر في نفس يوم السبت 17 ذوالحجة1435ه الموافق 11 أكتوبر2014م نشرت جريدة «الحياة» اللندنية في صفحة الرأي مقالاً للدكتور«علي العنزي« تحت عنوان: «الحوثيون وتجاوز الخطوط الحمراء» ومما قاله فيه: «إن السيطرة على الدولة اليمنية بأكملها، ومصادرة قرارها السياسي والسيادي من الحوثيين في اليمن أمر في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، فالشعب اليمني عمقه الإستراتيجي وثقافته وكل تاريخه هو عربي ويتجه شمالاً على المملكة العربية السعودية وبقية الدول العربية التي تربطه معها روابط الدين والثقافة والأصول العائلية».. ويتفق ما قاله الرئيس البشير عن أن خطر الحوثيين في اليمن أخطر من داعش، مع ما أكده الدكتورعلي العنزي عن مصادرة الحوثيين للقرار اليمني السياسي والسيادي، وكلاهما نبهاني إلى دقة وأهمية ما كتبه الأستاذ علي سالم عن خطر الحوثيين على البحر الأحمر هو طفل البحار، عمره «7» ملايين سنة وأنا بدوري أقول إن الخطر الذي يهدد أمن وسلام وانتظام حركة الملاحة الدولية في هذا الشريان الإستراتيجي الحيوي قد يطول كل دولة من الدول العربية السبع المطلة على ساحلي البحر الحمر وهي: مصر والسودان وأريتريا في جانب من الساحل، والسعودية واليمن والصومال وجيبوتي في جانب الساحل الآخر، وجميعها تتعرض لاحتمال أن يتعرض أمنها الوطني واستقرارها السياسي لأي خطر يصيب طفل البحار الذي نشأ عند انفصال القارات، فياله من طفل ذي طالع سعيد وشقي! في عام 1974م، كنت ضمن زملاء دعوا لرحلة في مياه البحر الأحمر، أو بحر«القلزم» كما سماه العرب منذ قديم الزمان، وكانت الرحلة في سفينة صممت ك«مختبر علمي» لتحليل عينات من الرواسب الطينية التي تؤخذ من عمق ألفي متر من قاع البحر عند ما يسمى «أخدود أفريقيا الأعظم»، وجاءت التحليلات مؤكدة على أن العينات احتوت على عناصر معدنية منها: الذهب والفضة والحديد والكروم والزنك واليورانيوم وغيرها من المعادن ذات القيمة الاقتصادية العالية، وكنت أجلس بجوار أستاذ علم الجيلوجيا في كلية العلوم بجامعة الخرطوم الدكتور «الربيعة« فسألته عن معلومات عن هذا البحر فقال:«إننا نعتبره طفل البحار، لأن عمره حتى الآن «7» ملايين سنة، وقد ظهر للوجود الكوني بعد انفصال القارات. ولم أثقل عليه بالسؤال، لأنني تذكرت كتيباً صغير الحجم، قليل عدد الصفحات لفت نظري عنوانه وهو«البحر الأحمر» وذلك عند سور الأزبكية في القاهرة فاقتنيته، انقل للقراء جانباً من قصة هذا الشريان المائي العظيم الأثر أمنياً وتجارياً واقتصادياً، وإذ جاء وقت طالع نكده وشقائه، بعد أن تراجع طالع سعده! موقعه الفريد ودوره في ربط البلاد المحيطة به يقول مؤلف الكتاب الدكتور جلال يحيى في المقدمة: «للبحر الأحمر موقع فريد إذ أنه حلقة الاتصال بين البحار الشرقية والبحار الغربية، ويقع عند التقاء القارات الثلاث، وظل البحر الأحمرعلى مدى العصور عاملاً فعالاً لربط البلاد المحيطة به بعضها ببعض، وكان طريقاً للملاحة بينها، ووسيلة تسهل التبادل التجاري فانتفع كل بلد بما يوجد لدى الآخر، وساعد ذلك على ازدهار الحالة، وعندما تقدمت الملاحة، وبدأت المواصلات مع الهند والصين وبقية بلاد الشرق الأقصى، زادت قيمة البحر الأحمر إذ أن دوره لم يقتصر على توصيل تجارة ومنتجات هذه المناطق إلى بلاد الشرق الأدنى فحسب، بل أصبح هو الممر التجاري لتموين العالم الأوروبي بكل ما يلزمه من هذه التجارة ومن تلك المنتجات وأثر ذلك بالتالي على بلاد الشرق الأدنى وأهالي هذه المنطقة الذين جنوا ثروات طائلة من العمل في هذه التجارة، ومن فرضهم الضرائب عليها عندما تمر بأراضيهم، فظهر الازدهار في هذه المنطقة، وأثر ذلك بالتالي في العلوم والآداب، ولكن دار الزمن دورته، وقامت حركة الاستكشافات البحرية في غرب أوروبا، ونجحت هذه الحركة في العثور على طريق رأس الرجاء الصالح فسلب منطقة الشرق الأوسط أهميتها وثروتها نتيجة لوقف سريان التجارة العالمية في البحر الأحمر!» «يتبع» المصادر: 1- جريدتا الشرق الأوسط والحياة بتاريخ السبت 17 ذو الحجة 1435ه الموافق 11 أكتوبر2014م 2- من مقدمة كتاب «البحر الأحمر» للدكتور جلال يحيى الذي أصدرته المؤسسة العامة المصرية للطباعة والنشر في 15 ديسمبر عام 1962م.