مشروع الجزيرة حمل جمل الشيل ومطمورة السودان الدائمة لتوفير الغذاء لنا ولجيراننا ولوقت قريب كانت الدولة تعتمد عليه في موازنتها وعلى وجه الخصوص الفصل الأول وتوفير مرتبات العاملين بالدولة ولكن بفعل الأيدي الخفية التي ساهمت في تدمير البنية التحتية للمشروع أصبح اليوم يشكو لطوب الأرض وعلى الرغم من اهتمام الدولة في أعلى قمتها في الرئاسة إلا أن الخراب والدمار الذي حدث للمشروع كان كبيراً والأموال التي تم رصدها لإصلاح حال المشروع بندق في بحر ودون المطلوب لا تساوي قطرة في محيط وبلغة البيان بالعمل وليس من رأى كمن سمع دخلت المشروع وتجولت في داخله بعيداً عن الأضواء فتكشف لي العجب العجاب ولاحظت من خلال هذه الجولة أن هذا المشروع إذا لم تحسم أمره الدولة وأعني رئاسة الجمهورية فإن المشروع سيصبح في عداد المفقودين عليه الرحمة والمغفرة. لأول مرة في تاريخ المشروع الطويل تظهر ظواهر سالبة داخل التفاتيش والأقسام المختلفة بالمشروع خاصة بعد أن استبدل النظام القديم والذي كان سائداً بقانون 2005م الذي جاء على المشروع بالساحق والماحق وقضى على الأخضر واليابس ودونك فوضى روابط المياه وترك الحبل على القارب للمزارع أن يزرع مايشاء وكيف يشاء وكشكول من المحاصيل في نمرة واحدة دون مراعاة للجانب العلمي في الزراعة ونوع الآفات التي تصيب المحصول ناهيك عن التخبط في الري والدمار الشامل الذي حدث للبانكيتات «المنظمات» والقنوات وترك الجانب الفني لناس عنقالة مما ادى ذللاً كبيراً في عدم انسياب المياه من القنوات والترع إلى داخل الحواشات (Overdigging) .. وهذه مقدمة لندخل في موضوعنا والمتعلق بشجرة المسكيت اللعينة والتي تفشت كالنار في الهشيم بالإضافة للمبيدات التي بدأت تشكل مهدداً خطيراً لحياة المواطن والمزارع داخل المشروع. فهنالك مكاتب وتفاتيش داخل المشروع غطتها شجرة المسكيت تماماً ففي معتوق والمناطق المجاورة وعلى مد البصر نجد أن شجرة المسكيت ومن غير مقدمات بدأت تستوطن وتأخذ حيزاً كبيراً في داخل الحواشات والقنوات مما ينذر بالخطر الذي بدأ يهدد مستقبل المشروع وإن استمر الحال على هذا المنوال فسوف يأتي يوم نجد أن مشروع الجزيرة حررت له شهادة وفاته.. وكذلك في تفتيش دلقا بمنطقة الحلاوين وفي أثناء تجوالي إبان عطلة عيد الأضحى المبارك فقد شاهدت المسكيت قد سد القنوات والميجر الرئيس الذي يقع على مرمى حجر من عاصمة الحلاوين مدينة مصطفى قرشي التي يوجد بها قبر الشهيد البطل والفارس المغوار عبد القادر محمد إمام ود حبوبة بل داخل الحواشات لا تستطيع أن ترى المحصول المزروع وإن رأيته تجده مختلط بأشجار المسكيت ولوقت قريب أن هذه التفاتيش لم تعرف أشجار المسكيت بل كان المزارعون بمشروع الجزيرة يسمعون بالمسكيت في مشروع حلفا الزراعي وفي دلتا القاش بكسلا ولكن من أين جاءت هذه الشجرة اللعينة التي أصبحت الآن تشكل هاجساً كبيراً ومهدداً للاقتصاد الوطني وللمزارعين في المقام الأول.. فإدارة مشروع الجزيرة ومجلس الإدارة في نوم عميق ونحن من جانبنا ندق ناقوس الخطر وننبه الدولة في قمتها وعلى وجه الخصوص رئاسة الجمهورية بأن يتداركوا هذا الخطر قبل أن يستفحل ويمتد لبقية التفاتيش بالمشروع أما الخطر الثاني والذي أصبح يشكل بعبعاً مخيفاً لكل أهل الجزيرة بصفة عامة وعلى وجه الخصوص المزارعين والمتمثل في المبيدات المخزنة والمنتهية الصلاحية سواء أكان ذلك داخل المخازن أو في العراء أو المبيدات والنفايات التي تم دفنها بمنطقة الحصاحيصا منذ زمن والتي أصبحت آثارها السالبة تظهر لحيز الوجوه من تفشي مرض السرطان بسبب هذه المبيدات التي عفى عليها الدهر وأكل وشرب وكذلك من أسباب تفشي مرض السرطان الذي لم تعرفه الجزيرة لوقت قريب هو وجود مطار رش الطائرات الذي يقع بالقرب من أربجي والذي تضرر منه المواطنون كثيراً بظهور أمراض الأزمة والحساسية بصورة كبيرة ومزرية ولكل أهل المناطق والمدن الواقعة على الضفة الغربية أو الشرقية للنيل الأزرق وكذلك من المواقع الملوثة للبيئة وجود شركة الطرق «بتروكست» والتي حازت على أراضي الخطة الإسكانية لمدينة الحصاحيصا وبدأت تشكل مهدداً كبيراً لسكان الحصاحيصا والدقالة وأم دغينة وأربجي حيث ظهرت أمراض الصدر والحساسية والأزمة.. ونخلص من كل ذلك أن مشروع الجزيرة مهدد بالزوال والسكتة القلبية الفجائية بسبب انتشار شجرة المسكيت التي غطت على أجزاء واسعة من المشروع فإن تسارعت الخطى اليوم قبل الغد وتم استئصال هذه الشجرة من جذورها فسوف ينتهي هاجس المزارع التعبان الغلبان ويتفرغ لزيادة الإنتاج والإنتاجية وإن لم يتدارك الأمر في حينه فيا دنيا عليك السلام.. وكذلك موضوع المبيدات الخطر القاتل للإنسان والحيوان. فيا ولاة أمورنا ويا عقلاء بلادنا فهل منكم رجل رشيد يفك الريق ويعدل الطريق ويستأصل المسكيت ويقضي على المبيد، اللهم أشهد قد بلغت.