الحدود الطويلة التى تربط ولاية غرب دارفور بدولتين إفريقيتين مجاورتين قد يكون له الكثير من الفوائد التى تعود على أهل غرب دارفور بالخير الكثير ولكن في ذات الوقت فإن هذه الحدود لها بعض السلبيات التى تؤرق مضجع الكثير من مسؤولي الولاية، في مقدمة هذه السلبيات دخول بعض البضائع المهربة التي قد تشكِّل خطراً على المواطنين، ويرى بعض خبراء الاقتصاد أن دخول بضائع بطرق غير قانونية قد يكون له الكثير من الآثار السالبة على الاقتصاد السوداني مشيرين إلى أن أخطر البضائع المهرَّبة عبر الحدود هي تلك التي ترتبط بصحة الإنسان مشيرين إلى أن ولاية غرب دارفور تواجه مشكلات كثيرة بخصوص الأدوية المهربة التي تشكِّل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان وبالتالي تؤثر على إنتاجه، واتفق صاحب إحدى الصيدليات بمدينة الجنينة مع ما ذهب إليه خبراء الاقتصاد، وقال الصيدلي محمد جمعة إنهم يواجهون مشكلة كبيرة بخصوص الأدوية التي تدخل للمدينة بطرق غير مشروعة مشيرًا إلى أن المواطن قد يتضرر كثيراً من هذا النوع من الأدوية وبالرغم من ذلك يُقبل عليها جاهلاًً مخاطرها على صحته، فيما أبدى مدير الدواء الدوار بالولاية دكتور حسين الغالي حارن انزعاجه من دخول أدوية مهرَّبة للولاية، وقال إن العامل الأساسي الذي يساعد على دخول هذه الأدوية هو طول حدود الولاية واشتراكها مع دولتين مجاورتين غير مفعّلة فيهما القوانين الصحية مضيفًا ل«الإنتباهة» أن الأدوية التي تدخل للولاية بهذه الطرق غير المشروعة جلها غير فعالة مما يتطلب منا إشرافًا إداريًا فعالاً وتوفير الأدوية في الزمن المناسب، وفي المقابل انتقد عدد من المهتمين بهذا الشأن وزارة الصحة بالولاية وقالوا: كان يجب على الوزارة إجراء حملات توعية وتعريف المواطن بخطورة هذا النوع من الأدوية وقالوا: لابد من تكثيف الإعلام الدوائي من قبل برنامج الدواء الدوار والجهات المعنية بهذا الشأن، فيما يرى حارن أنهم يبذلون جهودًا مقدرة من أجل توعية المواطن بمخاطر الأدوية المهرَّبة إلى جانب تطبيق شعارنا الثابت وهو توفير الدواء بأسعار أقل مع الجودة، وأكد أنهم يعملون بهذا الشعار ويتم توفير الدواء حتى لو كان عدد السكان محدودًا والدواء باهظ الثمن من أجل تقديم خدمة مميَّزة للمواطن، ويرى حارن أن الحل لمحاربة الأدوية المهرَّبة يكمن في توفير الأدوية ومنافذ الخدمة وتكثيف الإعلام الدوائي، وقال إن الأدوية التي تتوفر في صيدليات الدواء الدوار هي نفسها المتوفرة في الصيدليات الخاصة مع اختلاف أسعار الأدوية المهربة التي تعتبر أقل سعرًا ولكنها تشكل خطورة على المواطن، وقال دكتورحسين إنهم من أجل محاربة تهريب الأدوية للولاية يعملون على توفير الأدوية لكل صيدليات الطوارئ بالمستشفيات إلى جانب توفير بعض الأدوية للمنظمات العاملة في الولاية وذلك بعد أن يعرضوا لنا نواقصهم من الأدوية، وقال حسين إن جل المشكلات التي تواجه المشروع طبيعية حيث تتركز في بُعد المسافة بين الخرطوم والولاية، وقال إن الشاحنة تقطع هذه المسافة في شهر تقريبًا إلى جانب المعاناة الكبيرة التي نجدها في فصل الخريف موضحًا أنهم يسعون دائمًا لتوفير الأدوية قبل هذا الفصل من العام حتى لا تواجهنا عقبات ونواقص للأدوية، ودعا حسين الجهات المختصة للإسراع في الانتهاء من طريق الإنقاذ الغربي مما يُسهم كثيرًا في حل هذه المعضلة، وأكد حسين أنهم وضعوا خطة للعام المقبل لتغطية المحليات البعيدة بعد استقرار الأوضاع الأمنية إلى جانب محاربة التهريب، وقال حسين إنهم يعملون بجهد كبير من أجل توعية المواطن بخطورة الأدوية المهربة وذلك من خلال اللقاءت الإذاعية في عاصمة الولاية وتوزيع الملصقات والإعلام الشعبي. فيما انتقد البعض عمل مشروع الدواء الدوار بالولاية وقالوا إنه يفتقر للكثير من توفير الأدوية في المحليات المختلفة، إلا أن دكتور حسين كان له رأي مخالف حيث قال إن إنشاء الدواء الدوار في غرب دارفور كان في نهاية العام 2005 وهو من المشروعات التي تعد من مشروعات الحزمة الثالثة في الولايات الشمالية، وأضاف حسين أنهم بدأوا بالجنينة بصيدلية واحدة ومخزن وكان سقف المديونية من هيئة الإمدادات الطبية يقدر بمائة وخمسين ألف جنيه ولكن بفضل التطور الذي شهده المشروع زادت الصيدليات بنسبة 100% وتغير سقف المديونية ثمانمائة ألف، وأوضح حسين أنهم الآن لديهم إحدى عشرة صيدلية موزعة على المحليات مشيرًا إلى أنه بنهاية العام المقبل سيتم تغطية جميع محليات الولاية، وقال حسين إنهم يُجرون دراسة سنويًا لتقييم وضع الأدوية بالولاية مضيفًا أنهم يعملون على توفير الأدوية الأكثر استهلاكًا للمواطن إلى جانب الأدوية المنقذة للحياة وغيرها من الأدوية التي يصعب على الصيدليات الخاصة توفيرها لضعف استخدامها وصعوبة تخزينها.