*كل بلد له أكلة شعبية تميزها عن بقية البلاد... وكذلك في بلد القبائل لكل قبيلة أكلة خاصة تميزها عن بقية القبائل الأخرى.. وهي تمثل ثقافة خاصة في الحياة الاجتماعية. * المملكة العربية السعودية من الدول التي اشتهرت بأكلة الكبسة وهي لحوم المندي بالرز وقد تصل اللحوم حتى أن يكون خروفاً كاملاً وهو جالس يقدم للضيوف في صورة كرم هذا الشعب السعودي العربي الأصيل... وأحياناً لحم (العتود) هو الأفضل والأطعم والأصلي. * نحن في السودان اشتهرنا لدى السعوديين في هذا الجانب باللحم السواكني... والسعوديون هم الذين يطلقون على خرافنا بالسواكنية... وهي عندهم أهم أنواع اللحوم وأغلاها. * وفي السودان من أكلاتنا الشعبية (أم رقيقة) والبامية والويكة والخضرة، نسميها ب (الملوخية) وكلها تؤكل بالكسرة... فيها الفطيرة والحادقة حسب الطلب... وهذه القبائل الكثيرة بالسودان لكلها وجبة خاصة لأكلة ثابتة فالقراصة ذات الطبقة التخينة أي (السميكة) هذه للدناقلة... والشوايقة أخف وطأة وهكذا... وتؤكل (بالملوحة) أو بالملوحات جمع ملاح زي ملاح نعيمية أو غيره... واشتهر السودان بمشروب الحلومر والآبريه الأبيض حتى الحلومر يسمونه بالآبريه الأحمر أحياناً. * هذه المقدمة بمناسبة الحديث عن الملحقية الثقافية للملكة العربية السعودية وهي بالتضامن مع الطلاب السعوديين بالجامعات السودانية والسفارة السعودية يحتلفون بالعيد الوطني هنا في الخرطوم قبل أيام مضت وهذا بالطبع هو الدور والنشاط الذي تهتم به الملحقيات الثقافية الممثلة لدولها في البلاد الأخرى، دورها أن تعكس كل الثقافات المختلفة لدولهم من عادات وتقاليد وسلوك اجتماعي حتى يتعرف عليها إنسان البلد الذي تقبع فيه السفارة. * الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بدأ بفندق السلام روتانا كاحتفال رسمي شرفه سعادة السيد السفير السعودي بالسودان وممثلي حكومة السودان... وهو يوم يكون جميل جداً حيث تتعرف الشرائح السودانية فيه على نشاط المملكة في كل العالم وتتعرف كذلك على الشعب السعودي بكل عاداته وتقاليده لذا سمي باليوم (الوطني) لأنه يعبر عن وطن كامل بأدق تفاصيله... وامتد الاحتفال حتى اليوم الثاني بالملحقية الثقافية برياض الخرطوم بدعوة كريمة شملت حتى السيد السفير الذي خاطب الحضور النوعي في دعوة الأخ الأستاذ منيع بن مويس المطيري الذي أقامها على شرف هذه المناسبة الوطنية الجليلة حيث أتاحت لنا فرصة التعرف على الكثير عن المملكة العربية السعودية وكيف أنها دولة ووطن له من الارث الثقافي الضارب بجذوره في عمق الحضارات العربية وأنها دولة دين واسلام بحق وحقيقة لما تقوم به من دور متعاظم في خلال الحج والعمرة وكيف يتسع صدرها حكومة وشعباً لاستضافة كل هذه الشعوب بمختلف عاداتها وتقاليدها دن كلل ولا ملل. * كانت الجلسة حقيقة في جو سعودي سوداني أصيل تبادل الناس فيه الكلمات وكأنه يوم عيد حفاوة وكرم الشعب السعودي متمثلة في اعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين كانت هي الظاهر والمسيطر على الموقف. * والمطيري الملحق الثقافي هو الذي بدأ الخطاب مرحباً ومنهنئاً باليوم الوطني لكل السودانيين والطلاب السعوديين والسيد السفير السعودي فيصل بن حامد معلا... وهذا الرجل أنا قلت فيه من قبل أنه كاد يصبح سوداني كامل الدسم... فهو محبوب وسط السودانيين مما جعل السودان يضع للسفارة كل تقدير واحترام على الأقل الرجل كسفير حافظ على استقرار العلاقة طيبة إلى أن عادت أقوى وأمتن مما كانت عليه سابقاً. * في هذا اليوم حيا السيد المطيري كل الشعب السوداني نيابة عن أعضاء ملحقيته... حيا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير مقرن بن عبد العزيز وحيا المطيري معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن ممد العنقري ودائماً أقول أن الدكتور العنقري محل تقدير واحترام بحكم أهمية وزارته بالمملكة وأن الملحقية الثقافية تتبع إليه تمثيلاص بالسفارة هنا بالخرطوم. * الذي يجب الاعتراف به أن السعودية هي ركن مهم جداً في حياة الشعب السوداني والمدينة المنورة سر عشقهم وحبهم لهذه المملكة العربية السعودية... لذا لا أعتقد أبداً أن تتضرر السعودية من السودان يوماً ما... وهذا سر يعلمه الله تعالى... خاصة أن المملكة تعلم الكثير من أبنائها بالجامعات هنا بالخرطوم السودان وأن السودانيين العاملين لديها دائماً هم محل تقدير ومحبة واحترام متفرد. * الملحقية الثقافية بالسودان تقوم بأدوار كبيرة لها أثرها الكبير بالتعريف بالسعودية في السودان... خاصة ما ظلت تقدمه من معارض وبالمناسبة من أكثر المعارض أدباً وأخلاقاً واحتراماً في كل الأجنحة بالمعرض هو المعرض السعودي أو الجناح السعودي... فقط يقدم ما هو مفيد دون ضوضاء أو حقد أو سوء نية لذا يحبونه السودانيين عكس الأجنحة الأخرى التي قد لا تعي هذا السلوك السعودي المنضبط في كل الأحكوال وتستفيد منه. * نحن كسودانيين خبرنا السعوديين تماماً وصرنا نحن وهم شعب واحد يعيش منفصلاً في دولتين ذات جوار مشترك... نعيش في هدود ومحبة ليوم الدين إن شاء الله... هم لا يريدون منا شيئاً ولا نحن كذلك غير المحبة الإلهية التي بيننا. * التحية للملكة العربية السعودية حكومة وشعباً... التحية لسفارتها هنا بالخرطوم وهم خير ممثلين لدولتهم الكبيرة العظيمة هذه المملكة العريقة... وللسيد السفير فيصل بن حامد معلا والأستاذ الجليل منيع بن موسى المطيري.. الذي يعطيك إحساساً حين تلتقيه أنه يعرفك منذ زمن من حسن استقباله الطيب ومعاملته الراقية... نحن نريد أن يفهم السعوديين أننا نحبهم كما يحبوننا بل نحترمهم ونقدرهم بالمثل وكثير من الأقلام السعودية كتبت عن تفرد الإنسان السوداني هناك لديهم... ونحن هنا نقول أن السفارة والملحقية خير ممثل للمملكة فنحن نحبهم ونحترمهم وبالتالي نحب المملكة جميعها (تكبير).