يعتبر مستشفى زالنجي من أعرق مستشفيات منطقة دارفور، حيث تأسس في خمسينيات القرن المنصرم، وكان وقتها مستشفى ريفياً يقدم الخدمات الأولية العادية مثله كبقية مستشفيات المنطقة في ذلك الأوان. ومع بداية الصراع في دارفور ودخول المنظمات والهيئات الخيرية الدولية والوطنية حدث تطور ملحوظ للمستشفى على مستوى الكوادر المتخصصة العاملة وعلى مستوى التأهيل والصيانة للأجهزة والمباني، حيث شكلت تلك الإعانات إضافة حقيقية تمكن من خلالها طاقم المستشفى من مقابلة ظروف الاحتراب في ذلك الوقت. وبعد تقسيم ولايات دارفور إلى خمس ولايات أصبح المستشفى مستشفى تعليمياً يقابل مطلوبات ولاية جديدة «أو هكذا ينبغي أن يكون» إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث بعد، حيث ظل الحال دون إضافات حقيقية تذكر حتى وقت كتابة هذا التقرير. هذا وقد جلست «الإنتباهة» إلى الدكتور حسين منصور الطاهر الذي أكد وجود مشكلات حقيقية تجابه المستشفى على كل المستويات المتعلقة بالأجهزة والمعدات، وتلك المرتبطة بالكوادر البشرية المتخصصة، فقسم الحوادث «أهم الأقسام» ليس به سوى معمل واحد فقط، وهو بدوره تنقصه كثير من المعدات والأجهزة. كما أن نقصان العنابر والأسرة خلق فجوة كبيرة، وقال منصور إن عنبر الأطفال مثلاً يفترش المرضى فيه الأرض لغياب الأسرة الكافية.. هذا ويضطر مرضى الكلى للسفر إلى ولايات مجاورة أو الخرطوم لغسيل الكلي وذلك لغياب مركز للغسيل بالولاية، وفي هذا الموضوع أكد المدير الطبي وجود الأجهزة المتعلقة بالأمر فضلاً عن وجود تصور متكامل لتأسيس المبنى بالمواصفات العلمية، إلا إنه مازال حبيس أدراج وزارة الصحة بالولاية لمدة عام دون تحرك ملحوظ تجاه الملف .. مبدياً قلقه الشديد من مغبة تخزين أجهزة بهذه الحساسية ولفترة طويلة في ظروف غير ملائمة للتخزين. غير أن أكثر ما يؤرق الدكتور حسين منصور هو عدم وجود أية عربة إسعاف لتلبية حاجة المواطن في الحالات الطارئة. وفي ذات السياق يعانى المرضى في زالنجي من غياب الكوادر المتخصصة خاصة الأطباء بمختلف درجاتهم، فالمستشفى يضم ثلاثة اختصاصيين فقط، ويحتاج بشكل عاجل لأطباء متخصصين في الأطفال، الباطنية والمسالك البولية. فالاعتماد الكلي الآن على الأطباء العموميين يعقد الوضع ويهدد بمشكلات من الصعب تفاديها «بحسب إفادة المدير الطبي». وعلى أية حال فإن مستشفى زالنجي التعليمي يعاني معاناة حقيقية من شح الإمكانات وقلة الكادر الطبي المتخصص وضعف الأجهزة وغياب واضح للخدمات، وليس أدل على ذلك من عدم وجود إسعاف وانقطاع للمياه وغيرها من الخدمات الملحة.. الأمر الذي يحتاج لتدخل عاجل من كل المستويات، فوزارة الصحة الولائية مع ما يحتاج إليه المستشفى من إعادة تأهيل في كل جوانبه سيكون من العسير عليها مقابلة الأمر بدون تدخلات من حكومة الولاية ووزارة الصحة المركزية، وتضافر الجهود من مختلف الجهات ذات الصلة «منظمات، مؤسسات» لسد النقص ولو بصورة إسعافية تمهيداً لرؤية مستقبلية واضحة المعالم.