الظاهرة التي اطفت سراج الاقتصاد السوداني في مجال اللحوم وكانت وبالاً على بائعي اللحوم داخل الخرطوم، وهي ظاهرة انتشار ذبح الحمير وقد عزا بعض المراقبين بان لجوء بعض فاقدي الضمير لبيع لحوم الحمير الى الوضع الاقتصادي الذي اصاب السودان موخراً، لذلك تتعدد الاساليب والمعنى واحد هو الفساد بالرغم من تباين الاراء حول هذه الظاهرة، وقد امتدت الى الولايات حيث نشرت «الإنتباهة» في وقت سابق وجود ذبيح «حمار» بشارع الخمسين بربك، وقد استنطقت «الإنتباهة» وزير الصحة دكتور حامد علي الذي نفي هذا الامر، مؤكداً بان ما اشيع عن ذبح الحمار ليس صحيحاً وانها مجرد «ماعز» ذبحت بشكل عشوائي وهذا الخبر قد نشر بكثير من مواقع التواصل الاجتماعي لذلك تعالت اصوات العاملين في هذا المجال بان الخبر قد اضر بمصالحهم في السوق، وقد استطلعت «الإنتباهة» هذه الشريحة لمعرفة مدى الضرر الاقتصادي الذي لحق بهم حيث أوضح ل«الإنتباهة» احد الجزارين بجزارة سوق ربك الرئيسة ويعول اسرة مكونة من ستة اطفال واب «مشلول»، انهم تعرضوا لخسائر كبيرة جراء الشائعة، فيما اوضح صلاح حاج الطيب رئيس اتحاد الجزارين بربك، ان شهود عيان اكدوا ان نعجة سقطت من شاحنة في شارع الخمسين ليلاً وان اطفالاً صغار من الجنوبيين تتراوح اعمارهم بين «14» و«15» سنة سحبوا النعجة الميتة في اليوم التالي مباشرة الى منزل مهجور جوار مبني البنك الزراعي وقاموا بذبحها وسلخها، ما احدث ربكة في السوق بربك وحالة من الركود لا زالت مستمرة، الا ان رئيس اتحاد الجزارين بربك قدّر الخسائر التي أصابت سوق الجزارين خلال الاسبوع الماضي بأكثر من «50,000» جنيه، ويقول صلاح الحاج الطيب ان اللحوم التي فسدت بسبب تخزينها في الثلاجات عرضت شرائح كبيرة من الجزارين لخسائر، واضاف بان سوق ربك، يمد الاسواق المجاورة في الكوة، والجبلين، وام جر الغربية، والجزيرة ابا، الأمر الذي الحق اضراراً بتلك الاسواق، ويؤكد بان: «بعض الاسر المقتدرة صارت تتشارك وتشتري عجلاً أو خروفاً وتذبحه رغم ان لحوم الضان لا علاقة لها بالشائعات، الا ان الاضرار لحقت بها»، وتتداول على نطاق واسع في مدينة ربك والمدن المجاورة معلومات صارت مؤكدة عن بيع لحوم الحمير بربك، ويقول صلاح: « للاسف نحن نتأثر بالشائعات لدرجة كبيرة لاننا انطباعيين جداً» الامر الذي جعل من وزارة الثروة الحيوانية بولاية النيل الأبيض، تصدر بياناً في اليوم التالي لنشر معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتقلت لبعض الصحف، نفت فيه صحة الاخبار التي تحدثت عن ضبط لحوم حمير تباع في سوق ربك، واضطرت الوزارة الى توزيع البيان على الجزارين الذين الصقوه على الجزارات لحث المواطنين على شراء اللحوم واستعادة الثقة من جديد فيهم، واشار البيان الى ان الطبيب المشرف على العيادة للكشف على الذبيح ان «اللحمة لحمة نعجة وليست حمير»، ولفت البيان الى ان النعجة كانت نافقة وليست مذبوحة و«غير صالحة للاستهلاك الادمي ومسلوخة من الخلف»، وذهب البيان الى انه عند التحري مع الشرطي الذي ضبط الحالة، اتضح ان النعجة النافقة ضبطت برفقة طفلين احدهما صاحب الكارو وانها لم «تضبط لدى جزارين»، واكد البيان: « كان الطفلان يطمعان في بيع جلد النعجة وليس اكلها أو بيع لحمها»، ويأمل الجزارون الذين الصقوا البيان بجزارتهم ان يستعيدوا ثقة الناس فيهم بسرعة والا فانها ستكون «ميتة وخراب ديار». وقد اكد وزير الصحة بالولاية دكتور حامد علي في حديث سابق ل«الإنتباهة»، بان مداخل الولاية هي مدخلان وبها مراقبة عالية وبها سلخانة واحدة بربك والاخرى بكوستي، وتحوطاً للامر صدر قرار بفتح سلخانة الدويم بالرغم من عدم اكتمالها والان كونت لجان لمراقبة الذبيح بالاسواق، وذلك تحسباً لاي مخالفات قد تحدث وقد استبعد حامد ظهور ذبيح حمير بالولاية مهما كان ضعف المراقبة ناهيك عن المراقبة اللصيقة بالسلخانات.