أصبحت آفة المخدرات الخطر الأكبر القادم الى ولايات السودان المختلفة، خاصة الحدودية منها، ومن عدة محاور ومن عدة شبكات مختصة في هذا المجال، وتهدد المجتمع برمته، وأصحابها يهدفون إلى جمع الاموال والحصول على الثراء على حساب الاستقرار والأمن الاجتماعي والعائلي.. إنها مشكلة يجب الا نخفيها فهي بارزة الي العيان والجميع يعلم بها ويدرك مخاطرها، لكن الي حد ما فالمجتمع لم يعد قادراً على التحرك لعدة أسباب، منها أن العديد من الأشخاص يحاولون زرع هذا السموم في عقول الشباب وحتي تلاميذ المدارس بالعاصمة والولايات، وإدارات مكافحة المخدرات ساهرة لتراقب وتتابع الأوضاع عن كثب، ولكن رغم هذه الجهود المبذولة الا ان الظاهرة في تزايد مستمر، وان شريحة الشباب تحت رحمة هذا الأخطبوط الذي يهدد أركان المجتمع والعائلة، وفي غياب المعطيات الحقيقية وانعدام بنك للمعلومات يصعب على أي مختص ان يشرع في دراسة هذه الظاهرة السلبية، لكن ما يخاف منه هو انتشار هذه الظاهرة في أوساط الشباب والطلاب، وبالتالي سيصعب التحكم فيها، كما ان علاجها سيكون باهظ التكاليف، وعليه فإن التدخل الصارم لمعالجة المشكلة من جذورها في أوساط الطلاب والتلاميذ اصبح امراً لا مفر منه لإنقاذ التلاميذ والطلاب من هذه السموم ومحاولة إبعاد هذه الظاهرة عن المدرسة والجامعة التي هي القلب النابض للمجتمع من حيث التربية وتهذيب النفوس، وإدارة المؤسسات التعليمية تبقى عاجزة عن فعل أي شيء في غياب الوسائل المادية والبشرية. وعلى مستوى شمال دارفور كشف واليها عثمان محمد يوسف كبر في وقت سابق مهدداً وصفه بالخطير يستهدف الشباب بنشر المخدرات بالولاية، وأصبح أمراً غير طبيعي وغير عادى، وقال انه مخطط ليس محلياً وإنما عالمي يستهدف تدمير الشباب وأخلاق الامه. كما أشار الى ان انتشار المخدرات خطر حقيقي يهدد الدولة، ولا بد من طرح مساحة لمعالجته. وقال في لقائه برئيس الاتحاد الوطني للشباب بالخرطوم في وقت سابق ان ترويج المخدرات وانتشارها أصبح مهدداً حقيقياً للمجتمع بشمال دارفور، وهذا ما جعلهم يقرعون الجرس ويقومون بتفعيل قانون مكافحة المخدرات، وتشكيل لجنة لمحاربة المروجين والمتعاطين. وفي ابريل المنصرم حصل جدال بين رئيس البرلمان الفاتح عز الدين وعضو البرلمان عن دوائر دارفور فاطمة عبد الرحمن. وإدارة مكافحة المخدرات بشمال دارفور عملت على تدريب الائمة والشباب، وقامت إدارة المخدرات بالشراكة مع الاتحاد الوطني للشباب بالولاية بتدريب اكثر من «250» شاباً وشابة في مجال التوعية والإرشاد، والعمل علي إزالة أشجار السيكران ببعض محليات الولاية، وأيضاً من برامجها أنها قامت بتدريب منسوبي المنظمة الوطنية لمكافحة المخدرات التي توجد رئاستها داخل الشرطة الشعبية بالفاشر، وعملت أن هذه الإدارة جامدة، وبالرغم من قلة امكانياتها قدمت عدداً من المحاضرات بالشراكة مع الاتحاد الوطني للشباب بالولاية برئاسة المجلس التشريعي للسلطة الإقليمية عن اضرار وسلبيات المخدرات في المجتمع والاسرة، وقامت بتقديم محاضرات للجنود بوحدة النقل والإصلاح بقيادة الفرقة السادسة مشاة بالفاشر التي كانت عن المخدرات واضرارها على مستقبل الشباب، وأيضاً الشؤون الاجتماعية شاركت بتبصير الائمة والدعاة لدعوة المجتمع لمحاربة المخدرات، لذا إدارة مكافحة المخدرات تحتاج لدعم قوى على مستوى وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة حتى تتمكن من أداء واجبها بصورة افضل، لأن هذه الإدارة خرجت عن الفاشر وبدأت تعمل على مستوى المحليات، وآخرها كانت بمحلية كبكابية، ودربت عدداً مقدر من شباب المحلية ليقوموا بالتدريب والدعوة للمجتمع من أجل محاربة المخدرات.