{ وموسيفيني الذي يطلق تصريحه ضد العرب في السودان قبل أسبوعين.. يعد سلفا كير بدعمه عسكرياً. { وموسيفيني يقولها.. ثم يلتفت ويجد عيون ذئاب الأشولي تحت الليل.. تنتظر اتجاه جيوش موسيفيني شمالاً إلى السودان لتتجه جنوباً إلى كمبالا. { وكينيا تعلن محكمتها العليا دعمها لقرار أوكامبو.. { وكينيا التي تجعلها امريكا الأسبوع الماضي ترسل جيشها الى داخل الصومال ينقلب جيشها عائداً وهو يجري تحت سحب كثيفة من الغبار والهلع بعد ان استدار المجاهدون الصوماليون من خلفه. { وسلفا كير يهم بإرسال جنوده إلى أبيي.. وسلفا كير يلتفت فيجد أن «أطور» ينتظر عبور قوات سلفا إلى هناك ليجتاح جوبا في ساعة ونصف الساعة { وسلفا كير وموسيفيني وصاحب كينيا كلهم يعلم أنه يقطع عنقه بيده. { لكن كلاً منهم يفعل ما يفعل لأن ذراعاً أخرى هي التي تقود الأمر كله. { وكينيا التي إن خرج أحد جنودها من العاصمة الكينية ذبحته القبائل تتحول أمريكا عنها إلى إثيوبيا.. وترسل الآن قوات إثيوبية إلى الصومال. «2» { والطوابير التي تضج حول السودان تمشي كلها وعيونها على الخرطوم. { والخرطوم تفتل حبلها بهدوء.. {والخرطوم تنظر جنوباً.. وتكتفي بإغلاق أنبوب البترول. { وتنظر إلى كينيا وبسطر واحد توقف استيراد الشاي من كينيا «85%» من ورادات السودان من الشاي تأتي من كينيا. { والخرطوم تنظر إلى إثيوبيا وتشاد وتجعل لكل منهما «مربط» في ميناء بورتسودان «والمربط شيء له كل مواصفات السفارة». { والعالم ينظر ويجد أن الأمر كله يتخطى الإرادة السياسية إلى نوع من الارادة القدرية. { والحسابات تجد أن كل شيء الآن يتجه إلى «قسمة حاسمة كاملة» { قسمة تجعل الشمال «العربي» شمالاً والجنوب «الزنجي» جنوباً { والسودان وتونس ومصر وليبيا دول تتكامل الآن بصورة لم تخطر ببال أحد. { ودولة الجنوب الزنجية ويوغنداً الزنجية وكينيا تلتقي { ودارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل مناطق كان العراك فيها هو إكمال للقسمة هذه { وشيء جديد وعميق يكتمل الآن. «3» { والتمييز المحدد هذا هو ما يصنع التمييز المحدد الآخر. { التعامل { والتعامل يجعل الخرطوم أمس الأول تنقر باب الجنوب بالعكاز تطالب بتسديد الدين وتعلن إيقاف «الجرورة» { والتمييز هذا يجعل الجانب الآخر الزنجي يتجه إلى تميز آخر { ومعركة زنجية/ زنيجية تشتعل الآن في كل مكان { والجنوب الذي يرسل برلمانه أمس الأول رسالة حب إلى الخرطوم ويطلب زيارة الخرطوم لاحتساء أكواب الأغنيات هو ذاته الجنوب الذي يعلن في اليوم التالي إعداد جيش لتحرير أبيي وقبلها يعلن ما أعلنه مع موسيفيني وقبلها يعلن ما أعلنه في أمريكا من اتهام للطيران السوداني { والجنوب هذا يكشف أنه عشرون جنوباً في حقيقة الأمر. { والخرطوم تعرف أن جهات جنوبية هي التي تغني أغنية الفروسية لسلفا كير حتى يشتبك مع الشمال { عندها يقوم الشمال بإنجاز مهمة الذبح التي عجزوا عنها للعام هذا كله. { والخرطوم تعرف أن الوفد القادم وفد برلمان جنوب السودان الذي سوف يهبط الخرطوم ولو زحفاً على البطن سوف يزأر أولاً بالحديث عن المياه. { رداً على إيقاف البترول { بينما الخرطوم تعرف أن المياه «114» مليار متر مكعب 93 مليار منها تهطل بها أمطار الهضبة ثم تنحدر بحيث لا يمسكها شيء { وإن تسعين مليارًا منها يتبخر { والحديث عن اتجاه الجنوب إلى شحن خام النفط بالشاحنات ينظر إلى الأمطار هذه شرقاً ويجد أن الشاحنات الجنوبية سوف تحتاج إلى «المجاديف» وليس الدواليب للإطارات. { وأن عبور الشاحنات هذه إلى ممبسا يجعل سعر الجالون يومئذٍ يبلغ مائة دولار فقط. { والوفد الجنوبي يعلم هذا { والخرطوم في اللقاء القادم بعد أن زهجت تماماً سوف تتقدم بطلباتها قبل التفاوض. { وبعض الطلبات لعله يطلب : أن يقوم باقان بتقليد نوم العازب.. وأن يقوم لينو برقصة الرقبة.. وأن يقوم سلفا كير بطبخ والتهام عشرين كيلو جرام من سفاهاته وتصريحاته. { وإلا فلا تفاهم ولا بترول { بقي أن سلفا كير والآخرين كلهم يقول ما يقول وهو ينظر من فوق كتفه إلى أمريكا. { وحديث أمريكا الآن نقصه غداً إن شاء الله أغرب حديث...