البلبل من الطيور الجميلة، وهو من فصيلة العصفوريات ومن الطيور المغردة والهازجة، وله عدة أنواع وألوان رائعة ومدهشة. لكنه اشتهر اكثر بصوته الفتان وتغريده الحالم الاخاذ، الشيء الذي دفع الشعراء والمطربين ليتغنوا به مقلدين ومقتدين. ومن القصائد الشهيرة في الأدب العربي القصيدة الطريفة الشهيرة ل «الأصمعي» التي استفتح بها ب «البلبل» امام الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور الذي كان مولعاً بالشعر ومنتداه عامر بالشعراء الجهابذة.. وكان الخليفة يحفظ كل قصيدة تلقي امامه بسرعة فائقة، وعند انتهاء الشاعر من القائها يقول الشاعر انها قديمة فيعيد القاءها عليه، واستخدم الخليفة لذلك خدعة حيث كان بمجلسه غلام نابغة وجارية يحفظان القصيدة لأول مرة، وحينما يعيدانها امام الشاعر باعتبار انها قديمة كان الشاعر يعجب لذلك. وحتى ظهر عليه الشاعر «المقرم» «الأصمعي» الذي اكتشف السر والقى امام الخليفة قصيدة تعجيزية استعصت على الغلام والجارية والخليفة، فنال بذلك الجائزة. وكان مطلع القصيدة بطلها «البلبل» تقول: صوت صفير البلبل.. هيج قلبي الثمل الماء والزهر معاً.. مع زهر لحظ المقل وأنت يا سيد لي.. وسيدي ومولى لي الخ القصيدة التعجيزية الذائعة الصيت. ويظل البلبل بتغريده الرائع هو دائما ملهم الشعراء وباعث الوجد والحنين، ولقد زخر حتى ادبنا وفننا وشعرنا السوداني بالبلبل، منها القصيدة التي يتغنى بها الراحل مصطفى سيد احمد: بلابل الدوح ناحت على الأغصان طرب وسرور مالت فروع البان ولا ننسى أنه من اعجابنا بالبلبل.. سميت به حتى النساء والمطربات وربما الرجال.