تزوج أحمد بهناء زواجاً شهد له الجميع بالروعة والانسجام، ومرت الأيام وأنجبت هناء مولودها الأول ووسط فرحة وسعادة الجميع، أرادت هناء أن تكون أماً رائعة لابنها وزوجة محبة لأحمد، وربة منزل مجتهدة فأحاطت أحمد بكمية هائلة من الرعاية والاهتمام كانت تستيقظ قبله من النوم وتعد له الشاي والإفطار وحتى ملابسه وتودعه إلى الباب وهي في أبهى حلة، وعندما يعود تتلقاه بالابتسامة وتفاجئه بأنواع مختلفة من الأطعمة اللذيذة والعصائر تسرع إلى ملابسه قبل أن تتراكم وتغسلها وتقوم بكيها. ويشهد له الجميع بحسن هندامه ومظهره الأنيق، حتى أهله كانت تبرهم وتحترمهم وتساعدهم سواء طلبوا أو لم يطلبوا بهمة وسعادة حتى أدمنوها، وكذلك الجيران كانت اجتماعية من الطراز الأول لها حضور قوي ما أن تخرج حتى يناديها الكل في الشارع «هناء سلام » «هناء إزيك» «دايرنك بعدين هناء ».... الخ. وبعد مرور ثلاث سنوات بدأ أحمد يشعر بالملل والغيرة من هناء، فهو مشبع حد التخمة منها وشعر كما أنه أحد مهامها التي تبرع في إنجازها بمهارة، فهو مشبع جنسياً واجتماعياً وعاطفياً وحتى إداره الأمور المالية للمنزل تتولاها هناء بجدارة شراء متطلبات المنزل وملابسه وعطره.... فجأة شعر أحمد بأنه محاصر ومسيطر عليه هى تسلبه إرادته تنجز كل مهمه ببراعة أصبح لا يستطيع ان ينتقد أو يلومها على اى شيء لانه لا يستطيع ان يجاريها النظام والانضباط يسود العلاقة لدرجة انه لا توجد مساحات للأخطاء إلا ما ندر شعر أحمد انه لا قيمة له ولا حاجة، فأصبح يشعر بالضيق والاكتئاب، ظهرت له زميلة العمل ليس لها حظ في الجمال لكن لها أنوثة طاغية فى التعامل تحكى له دوما عن انها تخاف ولا تفعل اى شيء وحدها هى دائما تريد احداً بجانبها أخوها دائما برفقتها لا تنام وحدها وعندما ينشغل عنها الآخرون تبكي لحاجتها لهم وووووو ، شعر أحمد بالإنجذاب لها وتطور الأمر إلى أن أعلن ارتباطه بها وسط ذهول الجميع!!! يا قارورة: إن نفسية الرجل قائمة دائما على انه يستطيع ويقدر ولا يقبل اي أمر خلاف ذلك أو تشكيك، لان ذلك يشبع فيه إحساس أن له قيمة وفائدة وأنه محبوب وليس وحيداً، يزيد او ينقص ذلك الإحساس حسب طريقة التنشئة التى عاشها طفلاً اذن أنت تتعاملين مع حصيلة سنوات تربية فانتبهي له وركزي ولاحظي أسلوبه فى التعامل معك ومع أسرته خاصة وجيرانه وأصدقائه لتلمسي الى أي مدى هو يحتاج الإشباع، ولاحظي طريقتك معه هل هي مقبولة له أم لا واذا لا لماذا؟؟ وإياك أن تغرقيه حباً لدرجة الإلغاء له فسيهرب ليس لعيب فيك، وإنما ليجد نفسه فلا تقتليه حباً.