قال مدير المنظمة الخيرية للموظف المقرب إليه وكاتم أسراره : بالله يا حسان في خطاب عند السكرتيرة عايزك تراجك يتعلق بالموضوع بتاع العربات وممكن تكربو كويس طبعاً أنت محترف في كتابة النوع ده من الخطابات ما زي } جداً يا دكتور وعلي الطلاق أخليهم أول من يقرأوه يظبطوا الحكاية وإن شاء الله طوالي نستلم . هنا يبستم المدير بخبث بينما يقف حسان الملقب بالحوت بجانب السكرتيرة ينظر إلى شاشة الكمبيوتر وهي تطبع ثم أزاح الكرسي وتعمد أن يكون ملاصقاً لها وحين نظرت إليه ابعد الكرسي قليلاً وقال : بسرعة يا ظريفة الخطاب كان ضرب معانا فيه ملايين وأنا عارف حاجة تطبيعها أنتي مامكن تروح ساكت ، ثم يحاول الأقتراب منها مرة أخرى لكنها ترمقه هذه المرة بنظرة حادة فيقف هذه المرة ويتحرك نحو الباب الخارجي . خلاص يا ظريفة أنا بمر عليك بعد دقائق تكوني خلصت الخطاب وعندما تنتهي منه تدخل إلى المدير وتسلموا الخطاب وهي مقطبة الجبين وقالت : } يا دكتور الزول البايخ الأسمو حسان ده ثقيل وما محتمل أبداً أيوه أنا عارفو لكن هو عمل شنو ؟ } ما عمل حاجة تذكر لكن أحسن لو هويتو من هنا يكون أحسن المشكلة أنو زي ما عارفه مصالحنا معاه وهو زول حبرتجي وبعرف المداخل وكويس } لكن هو في نهاية زول فنطوط وأنت لو ما وزول عندك مركز هو ما كان يقدر يعمل حاجة هسه لو كان أعلنا زواجنا من بعض ما كان حيقدر يجرأ يعاين لي ساكت معليش احتملي بكره تهون هنا يدخل حسان بإبتسامة صفراء ويوجه حديثه إلى السكرتيرة } خلاص كربتي الخطاب يا ظريفة تكتفي السكرتيرة بنظرة حادة وتخرج من المكتب وهنا يضرب المدير يده بالمنضدة قائلاً يا حسان ألف مرة قلت ليك ما عندك شغله بالبت دي خليك معاي بس في البزنس ما تخلينا نخسر بعض } خلاص يا دكتور لومك على كان اتكلمت معاه تاني لكن كده خلينا في موضوع بتاع الصفقة هنا يناوله المدير الخطاب ويقرأه بتأني ويقول : } الخطاب مافيهو كلام بس في حاجة صغيرة أنا عايز أضيفها طوالي قولو وما عندك مانع ما أنت الخبير في دنيا الهمبتة يفتعل حسان ضحكة مجلجلة ويقول بصوت هامس } طبعاً نحن تلاميذك يا دكتور وأنا كنت عايز أضيف عبارة طبعا قولوا طوالي ما في زمن } العبارة هي لاشك أن السيارات تساعدنا على الحركة الدوؤبة لخدمة الرسالة ونحن نثق في في حرصكم على تحقيقها وبسطها في المجتمع يدفعكم الأمر الذي سيدفعكم لتقديم تلك السيارات قرباناً رخيصاً لها ودمتم لخدمة المشروع وهنا يصفق المدير ويتهلل وجهه ويقول بأداء مسرحي كأني أرى الآن العربات دي واقفه في حوشنا ده والمشترين جوه والكراتين أتملت بابي خمسين } من حشمك للسماء يا دكتور أنا عارف فراستك دي ما بتخيب أبداً يا راجل فراسة شنو بلاش بكش أنت عارف البير وغطاها } برضو فيك خير أصلو الفهلوة دي جانب والعمل الصالح ده جانب تاني يا خوي ما تخرمج ساكت وكت انطمسنا أحسن ما نخرمج في الدين كمان خلينا بس مع اللهطي والهبر والذي منو ثم يطلق المدير ضحكة مجلجلة بصوت أجش تهتز فيها بطنه البارزة وتمرجح في كرسيه الوثير حتى أن ضحكات الموظف حسان أبتلعها الضجيج كما تبتلع هدير الطائرة العملاقة أحاديث الواقفين قرب المدرج وقبل أن ينصرف رمق المدير نظرة ماكرة وقال : المهم أنا برضو لمن أشوف غرة صلاتك دي بحس أنو فيك برضو مسحة صلاح بس عايزه ليها دفرة دفرة نلاقها وين مع الشيطان أمثالك ويغوص حسان أفندي في موجة هسترية من الضحك في حين أخذ المدير الآلة الحاسة لحساب أرباح الهبرة المنتظرة .