الطالب الذي طلبوا منه ان يكتب عن سياسية بسمارك الخارجية في امتحان التاريخ فكتب بخط انيق : (قبل الخوض في سياسية بسمارك الخارجية يطيّب لي ان اعرج اولا للحديث عن سياسة بسمارك الداخلية). وانداح ليك في السياسة الداخلية لبسمارك..باعتبار انه مذاكر سياسة بسمارك الداخلية جيدا ..اما سياسته الخارجية فهو لا يعرف عنها شيئا ..فهو قد عزّ في نفسه ان يجمع الورقة فاضية...فكتب عن سياسة بسمارك الداخلية. قال يمكن الاستاذ يقدّر احساسه.
القصة اصبحت مدخل ثابت لي اي زول يسأل عن موضوع فيتحدث عن موضوع اخر ..وقد استهلكت تلك الحيلة كثيرا في عالم الصحافة وضرب بها المثل في الكثير من الاحداث.
لكن نحن اليوم نحدثكم عنها في قالب اخر.
على طريقة سياسة بسمارك الداخلية ...احدثكم الان ..واطبق لكم النظرية في قوالب اخرى نعيشها في الحياة.
اصلو ما بجيب ليكم حاجة من برة.
يعني مثلا مرات في زول يقول ليك نمشي (بكا) ناس حسن ، عندو خال مات ..تقول ليه جدا ..والله انا ذاتو عاوز امشي ليهم لكن ما عارف البيت.
حسن دا ما قاعد يقصر في زول.
يقوم الزول السايقك للبكا ..في الطريق يقول ليك : (عاوز اغشى ناس خليفة عندهم بنتهم عيانة)....اصلهم في طريقنا.
تكون انت لا بتعرف خليفة ولا بتعرف بنتو ..لكن مجبور تمشي ليهم طالما انت في عهدة ذلك الشخص.
اها الحكاية دي عليكم الله ما زي سياسة بسمارك الداخلية دي.
الحاجات دي بالتأكيد مرت عليكم كتير.
زول يعزمك سمك.
يحلف عليك ويصر.
تمشي ليه ..يقول ليك قبل ما نجيب السمك ...عندنا فتة عدس ظريفة كدا.
ما بتقدر تقول ليه حاجة ..لكن بينك وبين نفسك بتقول : (اول في فتة عدس ظريفة)..دي ما سمعنا بيها قبل كدا.
تأكل فتة العدس ..اقنع من السمك.
زول يقول ليك نمشي المولد.
تقول ليه نمشي المولد.
يقول ليك نغشى نشرب لينا (شيشة).
في علاقة بين المولد والشيشة.
طبعا لا.
مرات بتمشي الدكان ...عشان تجيب ليك (طحنية) ..بتاع الدكان يقول ليك طحنية ما في لكن في (المربة) دي.
يمد ليك (المربة) في وشك ..ما تقدر تقول ليه حاجة.
تشيل (المربة) عملا بي سياسة بسمارك الداخلية...تقطعها في قلبك.
وقد تجد صاحب دكان (اشتر) من سابقه ..تسألو من (الطحنية) يقوم يشيلك دقيق سيقا.
ما في اي علاقة بين الطحنية ودقيق سيقا.
يقنعك بي انك تمشي تحلي بي قراصة بالزيت والسكر...بدل الطحنية.
ما بتقدر تقول ليه حاجة.
في اصحاب دكاكين (شتر) كدا.
انا سيد الدكان من القاهو اليوم كلو بلف حول قدرة الفول ..بعرفو ليك زول اشتر.
في سيد دكان (اشتر) من الشتارة دي.. تمد ليه (50) جنيه عشان تشتري ليك (صابونة)..يقوم يقول ليك اسمع فكة ما في اديك بالباقى (حلاوة لبان).
تشترى ليك حلاوة لبان ب (46) جنيه ..عشان ما في فكة.
والله الكلام دا افضل منو سياسة بسمارك الداخلية.
مرات (المرا) في البيت ..تضرب ليك تلفون ..تقول ليك : (جيب معاك رغيف للغدا).
قبل ما تصل البيت (المرا) تاني تضرب ليك تقول ليك جيب معاك (بيتزا)..ما عاملة حاجة للغدا.
طيب من الاول في داعي للرغيف!!.
الكلام دا ما قاعد يحصل عليّ انا ..دا بحصل لي واحد صاحبنا...(عشان بس تكونو عارفين).
مرة مشيت لي (سمسار) مفتح لمن غلط...فيه (21) عين.
سمسار مفتح بالجد.
قلت ليه عاوز لي شقة فيها (5) غرف ..مع منافع خارجية وداخلية ..وتكون كمان طابق ارضي ومساحتها كبيرة..وفي الرياض.
اول حاجة (السمسار) دا اقنعني ليك انو الشقة التى تتكون من (5) غرف ..ما في ليها اي داعي.
قال لي عاوز بيها شنو (5) غرف في البرد دا ...غرفة واحدة كفاية...الزمن بقى صعب...والشقة ابو خمسة غرف ما بتقدر عليها.
قلت ليه ما مشكلة.
بعد شوية اقنعني ليك ان (المنافع) ما ضرورية.
جاملتو ليكم ..قلت ليه ما مشكلة...وقت انت شايف كدا.
تاني قال لي شقة بالمواصفات دي في الطابق الارضي ما في ..إلا في الطابق العشرين.
قلت ليه هي وينها المواصفات ..انت بتلعب ولاّ شنو؟.
دخلت ليك معاه في جدل ..لمن اقنعني.
بعد ما اقتنعت بالحاجات دي كلها ..قال ما لقينا ليك شقة في الرياض..شقتك دي إلاّ في (جبل جاري).
قلت ليه لكن (جبل جاري) فيها عمارة من عشرين طابق.
قال لي انت مالك بس ..وافق ..نحن بنلقى ليك شقة نضيفة في جبل جاري.
قلت ليه لكن (جبل جاري) ما بعيدة...(جبل جاري دي محطة تقع في منتصف المسافة بين شندي والخرطوم).
جبل جاري دي برة ولاية الخرطوم ..دي وفي ولاية نهر النيل ذاتها.
قال لي بعيدة شنو؟..والله مع (الزلط) دا ما في حاجة بعيدة.
قلت ليه لكن تكون نضيفة..وبي كهربتها ومويتها.
قال لي انت الكهربة والموية عاوز بيها شنو؟...دي اعباء اضافية ساكت.
بعدين (الهوا) هناك طبيعي ما بتحتاج ليك لي كهربة ...والموية البحر جنبك.
قلت ليه : قلت كدا ...ما مشكلة.
مشيت معاه جبل جاري ...طلعنا ليك في جبل ..(قرد) ما يطلعه...وقال عاوز مقدم (6) شهور.
يا الله..الله ..قبل بي مقدم (4) شهور ..بعد ان اقنعني اني لو فوت الفرصة دي تاني ما بلقاها.
تقول الفرصة دي ح تلعبني في كأس العالم.
اها نوع دا ..ما هي سياسة بسمارك الداخلية.
هذه الاشياء تحدث في النطاق الداخلي للشخص.
في تطبيقات لسياسة بسمارك الداخلية (عالمية)...تطبيقات على المستوى العام.
ممكن مسؤول كبير ..يقولوا ليه اعمل لينا مدرسة في الحتة الفلانية ..ويمسكوه المزانية والسيخ والاسمنت.
يقوم يقول قبل المدرسة دي لازم اعمل بيتي خمس طوابق.
يكب ليك قروش المدرسة كلها في بيتو.
او يمكن يجيبوا ليك مسؤول كبير ..ويمسكوه ليك ميزانية (كبري)..يقولوا ليه اعمل لينا (جسر) في نهر النيل.
يقوم المسؤول يقول ..يا جماعة قبل (الكبري)..عاوز اعمل لي (مصنع) موية ساكت كدا.
قروش الكبري كلها يكبها في مصنعو.
دا خلوها.
تجيبوا لينا مشاكل ساكت.
مرة مشيت لي وكالة سفر ..قلت ليهم عاوز لي تذكرة سفر لي (الدوحة).