ليست هي المرة الأولى التي نتناول فيها واقع المستشفيات بمدينة الفاشر ومستشفى الفاشر التعليمي يعتبر من المستشفيات القديمة جداً ومرجعية بالولاية تأسس في عام 1927م إلا أن القصور المستديم ما زال سيد الموقف خاصة فيما يتعلق بقسم الأطفال والباطنية نساء فالأطفال تجدهم ثلاثة في سرير، والنساء اثنين في كثير من الأحيان، وشكا عدد من المواطنين الذين أبلغوا (الإنتباهة) من القصور خاصة في قسمي النساء والأطفال، مشيرين إلى أن أطفالهم من أكثر الشرائح تعرضاً للأمراض وأن أجهزة الاوكسجين غير كافية للمرضى من الأطفال خاصة أن معظمهم يحتاجون الى عمليات تنفس عاجلة في ظل الاكتظاظ الذي يشهده قسم الأطفال وإدارة المستشفى ووزارتها تعلم ذلك، كما أن المستشفى ينقصه حتى المقومات الطبية كالجوينتات والشاش وبعض أدوات التعقيم في الوقت الذي يدخل المريض أو المصاب لمستشفى الحوادث بالرسوم وإلا ليس هنالك مقابلة والبوابات الرئيسة تتحصل المبالغ من الزوار ليل ونهار والخدمة كما هي فأين تذهب تلك الحصيلة من الرسوم والمتابع لأمر المستشفيات قبل فترة ليس بالقليلة قامت جمعية المسيحيين باليوناميد من توفير مقاعد من الكراسي بالالمونيوم بقسم الحوادث إلا الآن تبقي قليل جداً، أما البقية فتكسر وتم تكويمهم من الناحية الغربية ولا أحد يفكر في تصليحه، وأيضاً الكهرباء مشكلة أساسية والانارة بالعنابر غير كافية واغلبية المراوح متعطلة، فالكوارث لا تتوقف في مستشفيات الفاشر عند حوادث الاهمال التي يمكن تفسيرها في بعض الحالات على خلفية الامكانات المتدنية ونقص الاجهزة والادوية، بل يصل الامر الى حوادث لا يمكن تفسيرها إلا بالاهمال المتعمد، والاستهانة بأرواح البسطاء الذين يلجأون الى مثل هذه المستشفيات التعليمية لتلقي العلاج بالمجان فيضطر البعض منهم إلى شراء المستلزمات التي يحتاجها الطبيب المعالج على نفقتهم الخاصة، بدءاً من الحقن والشاش والادوية مروراً باكياس الدم والقسطرة من الصيدليات الخارجية المجاورة للمستشفى لعدم توفرها بصيدلية الطوارئ التي تفتقر إلى كل شيء، فنقص الدواء مشكلة أخرى يواجهها المرضى بمستشفى الفاشر التعليمي ومستشفى النساء للتوليد، فالخدمة المجانية الوحيدة وبرضو مدفوعة القيمة بمستشفى الفاشر التعليمي تنحصر في الكشف الذي يجريه الطبيب بالحوادث، أما بالنسبة للمستشفى التخصصي للنساء فالمرضى ومرافقوهم يشكون من عدم الاهتمام من قبل الكوادر الطبية وانا شاهد في اليوم الرابع من نوفمبر الجاري والتي وافق الثلاثاء أن هنالك واحدة جاءتها حالة نزيف وهي أتت للمستشفى في الساعة الثامنة صباحاً إلا ان العملية اجريت لها في الرابعة مساءً وأخرى كذلك جاءتها حالة الولادة اضطر أهلها بتوليدها داخل العنبر، فلماذا يا وزارة الصحة؟ ويقول طبيب فضل حجب اسمه أن كثيراً من القصور ناتج عن الصراعات داخل وزارة الصحة وان كل مدير إدارة يريد أن تعمل بإتقان يقوم اخرون بكتابة تقارير عكسية عنه وان هذا السبب الذي ادى إلى تدهور العمل الصحي ويضيف بان هنالك مديرين للإدارات منذ أكثر من خمس وست سنوات، وأضاف أن المستشفى التعليمي من العام 2006م وحتى الآن تعاقب على إدارته أربعي مديرون وكذلك الحال بالمستشفى التخصصي للنساء، ويقول يجب تغيير كل الإدارات المتمسكة بالشؤون المالية والادارية حتى لا تكون لوبيات تأتي بمن تشاء وتطيح بمن يشاء، أخيراً نود ان نلفت انتباه مجلس ولاية شمال دارفور بالوضع الآن ووزير الصحة وهو حديث في كرسي هذه الوزارة أن يدرك جيداً ان الوضع بالمستشفيات والوزارة على رأسها يحتاج لعمل وقرارات عاجلة في سبيل تغيير الوضع الماثل وأن داعي الضرورة إلى جقلبة الإدارات بالوزارة والمستشفيات الذين لسنوات عديدة لم يتمكنوا من تغيير الواقع.