مستشفى أم روابة يحتضر انفجار الصرف الصحي بالمستشفى ينذر بكارثة صحية داخل العنابر ..المستشفى يفتقر للأطباء الاختصاصيين..بالمستشفى إسعاف واحد متعطل والصيدلية بلا أدوية تحقيق: (جميلة حامد – الإنتباهة) عندما هممت بدخول مستشفى أم روابة التعليمي لفت انتباهي لافتته التي كُتب عليها بخط لافت للأنظار يوحي للشخص الداخل له لأول مرة بأنه مستشفى مثالي لكن خاب ظني عندما وطئت قدماي باحته، فالغبار يعلو العنابر، وفناؤه غير مسفلت، مما تسبب في انتقال الأمراض المعدية للمرضى والعاملين بالمستشفى، وعند تجوالي به رأيت بأم عيني القصور الذي يعاني منه، وتأكدت أنه لا يمكن تسميته مستشفى بأي حال وإنما (شفخانة) في منطقة نائية فجميع الخدمات تحت الصفر، أما قصة العنابر فهي قصة أخرى حيث يختلط الحابل بالنابل خاصة عنابر الحوادث العامة حيث يقبع النساء والأطفال معًا في نفس العنبر، فضلاً عن النقص الحاد في الاختصاصيين ففني التخدير هو البديل عن الاختصاصي والأمرّ من ذلك أوضاع الحمامات السيئة فحدِّث ولا حرج فكل هذه التفاصيل وغيرها من المثير تجدها داخل هذا التحقيق: نقص في الكوادر قال مصدر مطلع بمستشفى أم روابة فضل حجب اسمه إن المستشفى يعاني نقصًا حادًا في الكوادر الطبية، فالمستشفى بأكمله ليس به سوى خمسة اختصاصيين فقط (باطنية وجراحة وأطفال وجلدية إضافة لاختصاصيي نساء وتوليد) وإضافة لذلك فإن بقية التخصصات مثل اختصاصيي الأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية والعيون والعظام غير متوفرة بالمستشفى مع العلم أنه في حاجة ماسة لتلك التخصصات مع العلم أن هناك أعددًا غفيرة من مرضى مدينة أم روابة وقراها بجانب مناطق (أبوجبيهة والعباسية وتبيسة) يلجأون لذلك المستشفى باعتباره الأقرب لتلك المناطق، وأضاف المصدر كذلك أن المستشفى يعاني نقصًا في الأطباء العموميين فيبلغ عددهم 8 أطباء فقط بجانب النقص في كادر الممرضين مما يجبر إدارة المستشفى على إلزامهم على العمل ورديتين صباحًا ومساء، ومضى قائلاً إن قسم الحوادث العامة بالمستشفى غير منفصل فأقسام الباطنية والجراحة والأطفال والنساء والتوليد مدمجة مع بعضها بجانب أن القسم يضم عنبرين فقط واحد للرجال وآخر للنساء والأطفال، إضافة لذلك فقسم الحوادث يضم طبيبًا عموميًا واحدًا فقط يشرف على جميع الحالات المرضية بجانب حوادث الحركة والتحويل من العيادات والمراكز الصحية، وأضاف المصدر فإذا كانت هناك وفرة في الأطباء يمكن فصل الحوادث العامة لأقسام مختلفة وكل قسم يكون له عنبر خاص به لكن هنالك نقصًا في الأطباء. سوء التهوية ومضى المصدر قائلاً: إن قسم الحوادث العامة مساحته ضيقة وغير مؤهلة ويفتقد للتهوية والتكييف، فالمراوح الموجودة معطلة منذ سنوات طويلة، كما أن دمج عنبر الأطفال والنساء من أكبر المشاكل التي تواجه المستشفى فهناك بعض النساء المريضات اللاتي يحتجن لتركيب قسطرة بولية أو لإعطائهن حقنة فهذا كله يكون تحت أنظار الأطفال مع العلم أن أعمارهم متفاوتة فهذا بالطبع يؤثر على الحالة النفسية للأطفال لذلك على إدارة المستشفى فصل العنبرين، وزاد: كذلك المعمل الخاص بالمستشفى يفتقد لبعض الفحوصات المهمة غير المتوفرة به مما يضطر المرضى للجوء للمعامل الخارجية لإجراء تلك الفحوصات بمبالغ كبيرة قد يصعب على المريض أحيانًا دفعها، وأضاف المصدر كذلك العملية الصغيرة بمستشفى أم روابة واحدة وغير منفصلة فمرضى الجروح الملتهبة والباردة يمكثون معًا في غرفة العملية الصغيرة مع العلم أن هناك مرضى جروحهم باردة أي غير خطيرة وبعضهم جروحهم ملتهبة فوجودهم معًا في نفس الغرفة يمكن أن يؤثر على مرضى الجروح الباردة ويعرض جروحهم للتلوث وإصابتهم بالتهابات إضافة لذلك فمرضى العمليات الصغرى يقومون بدفع رسوم لإجراء العملية الصغرى هذا غير جلبهم مستلزمات العملية ومضى المصدر طالما أن المريض يدفع الرسوم فمن باب أولى على المستشفى توفير مستلزمات العملية. روائح كريهة! وقال مصدر آخر من داخل المستشفى إن العنابر الداخلية تفتقد لدورات مياه لقضاء الحاجة فعندما يحتاج المريض للدورة يضطر للخروج خارج العنابر لقضاء حاجته نسبة لتعطل الحمامات الداخلية جراء وجود إشكالية في الصرف علما أن هناك مرضى حالتهم الصحية دعت الأطباء لتركيب قسطرة بولية لهم كذلك هم يضطرون للخروج خارج العنابر في الحمامات الخارجية، وأضاف أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنوات فيتم علاجهم مجانًا نسبة لقرار رئيس الجمهورية ولكن بمستشفى أم روابة فيتم أخذ رسوم لإجراء الفحوصات التي يجب إجراؤها مجانًا إضافة لذلك العلاج يتكفل به والد الطفل المريض، أما إشكالية الصرف الصحي فقد تمثل عقبة كبرى فمعظم الحمامات توقفت بسبب الصرف الصحي وأصبحت غير صالحة للاستعمال الآدمي وتفوح منها رائحة كريهة نسبة للأخطاء التي صاحبت بناءها. استراحة متهالكة وأوضح مصدر ثالث قائلاً: بالنسبة لاستراحة الأطباء فإنها موجودة كموقع بالمستشفى لكنها غير مؤهلة وتنعدم بها الأثاثات الضرورية كالأسرة وغيرها حتى أصبح منظرها يوحي بأنها مجرد (خرابة) فهي متهالكة تمامًا ولم تطُلها صيانة منذ زمن طويل حتى أصبحت كأنها وكر مهجور حتى الأطباء تركوا الإقامة بها، بجانب أن المستشفى يعاني نقصًا في اختصاصيي العظام فحالات إصابات الحوادث الكبيرة التي تنتج عنها كسور يتم تحويلها لمستشفى الأبيض، إضافة لذلك فهناك نقص في الأدوية كأصناف المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية الضرورية وأحيانًا يضطر المريض لشراء الدواء من صيدليات خارجية بأسعار مرتفعة نسبة لعدم وجود الأدوية بالمستشفى كذلك يعاني المستشفى من عدم وجود اختصاصي تخدير فالمستشفى تكتفي بفني تخدير فقط لإجراء كل العمليات، إضافة لذلك فإن المستشفى يحتاج لأسطوانات الأوكسجين فالمستشفى بأكمله يعمل بأسطوانة واحدة فقط وأحيانًا يتم نقل المرضى الموجودين بعنابر الإقامة الطويلة الذين يحتاجون لأوكسجين لقسم الحوادث نسبة لثقل وزن الأسطوانة لتحويلها من العنابر لقسم الحوادث، ومضى المصدر قائلاً: تهوية العنابر غير جيدة فمعظم المراوح معطلة بجانب أن العنابر تحتاج لتكييف، وحوافز الأطباء بسيطة مقارنة بالجهود المبذولة من قبلهم، فالورديات الليلية تعمتد على الأطباء فقط، والطبيبات نسبة لظروفهن الخاصة لا يعتمد عليهن في الورديات، إضافة لذلك فالمستشفى يمتلك عربة إسعاف واحدة ومتعطلة وعند الحاجة لعربة إسعاف يتم أخذها من المستوصفات والمراكز الصحية الأخرى، إضافة لذلك فإن المستشفى يفتقد لمبردات مياه أي (كولر) قبل فترة تبرع أحد الخيرين بمبرد مياه إلا أنه تعطل وإلى الآن لم تتم صيانته فهو متوقف، والآن يعتمد المستشفى على (أزيار) أحيانًا تكون مليئة بالمياه وأحيانًا أخرى تكون فارغة، بجانب أن هذه الأزيار موضوعة في حمالة وجميعها كاشف غير مغطاة مما يعرض الماء للتلوث. مدير المستشفى يمتنع نسبة لأهمية إفادة المدير الطبي لمستشفى أم روابة التعليمي د/ خليل النور أردنا أخذ إفادته حول تقديم الدعم من وزارة الصحة الولائية للمستشفى لإكمال القصور الحاد الذي ظلت تعاني منه المستشفى لسنوات عدة عن المستشفى إلا أنه أفادنا بأن وزارة الصحة لا تسمح لهم بالتصريح للصحف إلا بأخذ إذن من قِبل وزارة الصحة الولائية. الوزير مشغول! كذلك قمنا بالاتصال على وزير الصحة بولاية شمال كردفان د. إسماعيل بشارة بغرض إفادتنا حول عدم دعم الولاية لمستشفياتها التي تعاني من نقص المعدات الطبية اللازمة لإجراء فحوصات للمرضى إضافة لعدم توفر الأدوية والمعينات الأخرى وعندما اتصلنا بالوزير وجدنا منه قبولاً وردًا طيبًا للمكالمة، وقال إنه في اجتماع ولم يحدد لنا زمنًا معينًا لمعاودة الاتصال بحجة أن الاجتماع ليس له زمن ومن ثم قمنا مجدداً بالاتصال به في وقت آخر بعد يوم من تلك المكالمة وكذلك رد علينا وقال إنه في اجتماع وحدد لنا بعد ساعة معاودة الاتصال إلا إننا بعد اتصالنا به لم يعطِ الأمر اهتمامًا حيث إنه لم يستقبل المكالمة! والغريب في الأمر أننا أردنا التحدث إليه في أمر يختص بعمله وهو يقول إنه في اجتماعات يا ترى ما الذى يتم مناقشته في هذه الاجتماعات وأحد المستشفيات الذي يقع تحت مسؤوليته بهذه الحالة، ليس ذلك فحسب بل نرى مستشفيات ولاية شمال كرفان معظمها تعاني القصور. من المحررة اللافت للانتباه أن مستشفيات الولايات معظمها في حاجة ماسة للصيانة والتأهيل وبها نقص في الكوادر الطبية ولكن ولاة الولايات ووزراء الصحة لا يعطون الأمر اهتمامًا، ومن جانب آخر المواطن يعاني ويجد المشقة في سبيل العلاج أليس في هذا ظلم للمواطن؟.