عقد وفدا الحكومة والحركة الشعبية المتمردة قطاع الشمال أول لقاء مباشر أمس، في ثاني يوم لانطلاق الجولة السابعة من مفاوضات منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وسادته روح تفاؤلية. وأبدى رئيس وفد الحكومة أ.د. إبراهيم غندور تفاولاً بإمكانية إحداث اختراق في الجولة الحالية وقال غندور، في تصريحات صحيفة عقب الاجتماع المباشر الذي ضم الوفدين، إن الروح التي سادت الاجتماع كانت إيجابية، وقدم كل طرف ورقة مكتوبة تحمل رؤية كل وفد للمفاوضات، وأوضح أن الاجتماع عمل على مراجعة المواقف السابقة، وتم التأمين على المضي قدماً في إكمال الاتفاق الإطاري الذي انتهت إليه الجولة السابقة، وأكد غندور أن الاجتماع تطرق بشكل شامل لعملية وقف إطلاق النار الشامل بالمنطقتين، وجدد غندور تمسك وفده بموقف الحكومة الثابت بضرورة التفاوض حول المنطقتين وفقاً لقرار مجلس السلم والأمن «2046». وقال إن رؤية وفده واضحة تركز على ضرورة مناقشة قضايا التفاوض عبر اللجان الثلاث، الأمنية والسياسية والإنسانية. من جهته، وصف المتحدث الرسمي باسم وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال مبارك أردول الاجتماع المشترك بالجيد، غير أنه هو الآخر جدد تمسّك الحركة الشعبية بضرورة إيجاد تسوية شاملة لقضايا المنطقتين إضافة إلى دارفور. الى ذلك دعت حركة الإصلاح الآن إلى اعتماد وثيقة إعلان المبادئ التي تم توقيعها أخيراً بين آلية الحوار الوطني والجبهة الثورية كأساس للتفاوض بين الحكومة والقطاع، في وقت وصفت فيه تمسك رئيس وفد قطاع الشمال بتوسيع الحوار ليشمل دارفور بأنه محاولة للالتفاف على المفاوضات. وقال القيادي بحركة الإصلاح الآن د. أسامة توفيق ل«إس إم سي»، إن وثيقة إعلان المبادئ أجازتها الجمعية العمومية بعد التوقيع عليها مع ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية ووقعت عليها كذلك مع الحركات المسلحة هي التي ينبغي اعتمادها للتفاوض مع قطاع الشمال، وأضاف توفيق: «لا يوجد مبرر لتوسيع الحوار ليكون حواراً شاملاً، خاصة أن وثيقة إعلان المبادئ وضعت إطاراً موسعاً». وكشف توفيق عن اجتماع يعقد للمكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن لمناقشة مجريات الأوضاع في التفوض بأديس أبابا والموقف من قضية الانتخابات. في غضون ذلك أكدت حركات دارفور الموقعة على السلام، دعمها لخط الحكومة الرافض لمحاولة خلط أوراق قضايا منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وملف دارفور في المفاوضات الجارية حالياً بأديس، في وقت قطعت فيه تمسكها بوثيقة الدوحة كأساس لأية تسوية سلمية يتم التوصل إليها حول دارفور. وقال رئيس حركة تحرير السودان جناح الوحدة عثمان البشرى ل«إس إم سي»، إن حضور مناوي وممثل حركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان لأديس تعتبر خطوة إيجابية حتى ولو كانت على سبيل الحضور والتشريف فقط، ولو لم يخوضوا في أية مسائل تتعلق بدارفور، باعتبار أن المفاوضات تخص الحكومة وقطاع الشمال فقط، لافتاً إلى أن حركة مناوي لا سبيل أمامها سوى السلام من واقع الظروف الصعبة التي تمر بها حالياً والانشقاقات المتواصلة التى أدت لإضعافها عسكرياً. في السياق، أبان نائب رئيس حركة التحرير والعدالة أبو العباس عبد الله جدو ل«إس إم سي»، أن قضايا المنطقتين تختلف تماماً عن مشكلات دارفور، فالأولى مربوطة ببروتكولات محددة يتم النقاش عبرها، والثانية محكومة باتفاقية الدوحة للسلام.