دار «ششر» لتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة واحدة من أكبر المراكز التأهلية للأطفال المعاقين بولاية الخرطوم، وهي واحدة من «250» داراً عالمية أسسها رولاندو ششر وهو أول من رمى بالقذائف في الحرب العالمية الاولى، وتستقبل الدار سنوياً ما لا يقل عن «300» طفل، من ولاية الخرطوم لوحدها، وكذلك بقية ولايات السودان المختلفة ويبلغ عدد من يصلون الدار «10» آلاف طفل سنوياً، وبالرغم من مساهمة الدار في التأهيل العلاجي، وتقديمها تأهيلاً توعوياً لأفراد المجتمع، من أجل حماية الأطفال من الإعاقات، وإنذارهم مبكراً لتجنُّب حدوثها من خلال عدد من البرامج، إلا أن هذه الجهود تقابلها العديد من العقبات والاشكاليات، لمعرفة دار ششر عن قرب جلسنا مع الأستاذة منال مصطفى، مديرة دار ششر لتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة وخرجنا بالحصيلة الآتية. في البدء دعينا نتعرف على الدار التأسيس والنشأة وما تقدمه من مساعدات لهذه الشريحة؟ ساهم في بناء الدار مجموعة من الخيّرين، وأصحاب الفضل، منهم البروفسير عبدالله الطيب، عليه الرحمة، الذي منحنا المنزل الذي أعطته له جامعة الخرطوم، وكان مقره شرق الري والحفريات، أو ما يعرف ب «شارع الفاشر»، كان ذلك في العام 1963، المنزل يتكون من غرفتين، عيّادة وغرفة للعلاج الطبيعي. أيضاً من الكثيرين الذين أسهموا في هذا المشروع، باجتهادٍ، مستر آدم فضل الله. هؤلاء جميعاً كانوا يُشاركون في حل مشكلات العمليات، بتحويل الاطفال لمستشفى سوبا. أما بقية أنشطة التأهيل، فقد كانت تتم بالدار. ظلّت دار ششر بذات مبناها القديم، حتى العام 1995م، بعدها قدّم مجلس الادارة طلب تمويل من السوق الأوروبية، تم عبره بناء الموقع الموجود الآن، الذي تمّ افتتاحه في العام 1996م، بمساحة «2600» متر. ثم من بعد تطوّرت الخدمات، وأصبحت هنالك عيادة ووحدة علاج صغيرة، الى جانب وحدة علاج متكاملة، وبعد أن كانت الإقامة محدودة لعددٍ من الأطفال، صارت هنالك عنابر كبيرة. كم سعة هذه العنابر الآن؟ قبل إنشاء الدار، كانت العنابر تسع ل«40» طفلاً، لكن بعد إنشاء المبنى الجديد، اصبحنا نستضيف الطفل ووالدته، للتغييرات التي استدعت تواجد الام من اجل رعايتها لطفلها. لأنّ الأطفال الوافدين اصبحوا في سن صغيرة، تحتاج لرعاية عكس الاعوام السابقة، حيث كان الوافدون في أعمار كبيرة. ما هي السن القانونية لأطفال الدار؟ تستقبل الدار الاطفال من عمر يوم الى «18» عاماً، وذلك حسب نص قانون الطفل. *حسب إحصاءات الدار هل توجد زيادة في عدد الوافدين ؟ _ نعم هنالك زيادة كبيرة جداً. ما حجم تلك الزيادة ؟ - دعيني أولاً أوضح، الكيفية التي نحصر بها الاطفال في الدار. فنحن لا نستطيع حصر الأطفال بالعدد، لاننا نتعامل مع أطفال في أنشطة التأهيل المستمرة، وهى تُعتبر فترة طويلة، يمكث فيها الطفل من عمر يوم الى«10» سنوات. وهنالك من يتحوّلون لمؤسسات اخرى عند وصولهم لسن معينة. كما أن الاعاقة في بعض الاحيان لا نستطيع معالجتها تماماً لذلك نقوم بأنشطة تأهيلية لتقليل أثر الاعاقة اكثر من ازالتها تماماً. ولكن بشكل مجمل عندما نعمل الاحصاءات الجديدة نأخذ عدد الحالات الجديدة التي دخلت الى العلاج الطبيعي، وعدد الحالات الجديدة الداخلة للعيادة وهكذا، ونستقبل سنوياً ما لا يقل عن «3000» حالة جديدة، واذا اضفنا لهذا العدد حالات المتابعة يصل العدد الى «10» آلاف حالة، فيما يصل عدد الملفات داخل الاحصاء الى «29» ألف. إلى ماذا تعزين هذه الزيادات؟ - الغريب في الأمر أن هذه الزيادات يدعمها عاملان «سلبي وايجابي». الجانب الايجابي مرتبط بوعي الناس وذهابهم لمراكز العلاج والتأهيل، كما إن الأسر أصبحت تُقارن بين الطفل العادي والمعاق، وهنالك جانب آخر سلبي، وهو عدم الوعي ببرامج الحماية من الإعاقة والتدخل المبكر، لأنّ برنامج الحماية يعمل على وقاية الطفل من الإعاقة بالتغذية السليمة للأم والرعاية من المؤسسات وتجنيب ألم وضع طفل معاق، بجانب الاسباب المتعلقة بالولادة نفسها من نقص الأكسجين وجر الطفل. هذه حالات يموت فيها الاطفال بكميات كبيرة، ومن لا يموتون يصابون بإعاقات ويؤدي نقص الاكسجين للشلل الدماغي، والذي يؤدي بدوره لإعاقات ذهنية أو اي نوع اخر من الاعاقات. كما إنّ هنالك إعاقات يتم الحماية منها بتناول العقاقير مثل مرض «اسباينا بفيدا»، أو ما يسمى ب «ثُقب النخاع الشوكي»، باستخدام «الفُولك اسيد». * ما هي أبرز ملاحظاتكم على الحالات الجديدة التي تأتي للدار؟ - من ملاحظاتنا للحالات الجديدة، أنّنا نستقبل أسبوعياً- ما لا يقل عن «30» حالة جديدة. وما لايقل عن «100» حالة شهرياً. وتتزايد الحالات في فترة الإجازات الصيفية، ربما يعود ذلك لتفرّغ الأمهات من مسؤولية الاهتمام بمدارس أبنائهن. وهل للأسر دور في التأهيل العلاجي؟ - لا نعتمد في التأهيل العلاجي على الدار فقط، ولكن تُشاركنا الاسر في ذلك، وتُسهم فيه الأم بشكل فعال، حيث لا يأتي الطفل يومياً للعلاج وعليه يتم تدريب الام لعمل تمارين لطفلها في البيت وبعد الثلاثة شهور يتم تقييم الطفل واحتياجاته الجديدة. هل يُغطي الكادر الطبي العامل بالدار احتياجات الأطفال؟ - العاملون في مجال العلاج الطبيعي في كل السودان قليلون، وأجورهم مرتفعة جداً. لكن نحن في الدار استطعنا حل هذه المشكلة بالاستعانة بشباب متطوعين تمّ تأهيلهم في برنامج التأهيل المجتمعي. بعدها تم استيعابهم تحت اشراف العيادة والمختصين في العلاج الطبيعي. * ما هو عدد العمليات التي تجرى سنوياً؟ - نُجري سنوياً ما بين «300» الى «340» عملية سنوياً. حيث أنشئت وحدة الجراحة في العام 2002م، وتتم فيها عمليات للحالات المستقرة وغير الطارئة لجراحة العظام، ولدينا سنوياً ما لا يقل عن «300» الى «340» عملية، ويتم التحويل في حالات معينة لمستشفى سوبا. * خلال حديثك أشرت إلى إشكاليات بينك ومفوضية العون الإنساني ما هي الإشكاليات التي تواجه الدار؟ - هنالك اشكالية في تسجيل الدار واعادة تسجيلها في الشؤون الانسانية، حيث لا يوجد وضع ثابت وهذا يفترض ان يكون من مهام المجلس وتقييمه لعمل المنظمات العاملة واذرعه التي تدعم الاعاقة، خاصة واننا نشارك الدولة في هم القضية التي يعاني منها المعاقون، هنالك اجراءات غريبة من المفوضية ظهرت مؤخراً، قديماً كنا نقدم تقرير السنة السابقة. اما الان اصبحنا مطالبين بتقرير السنة قبل ان تنتهي، وانا لا اقول ذلك من اجل انتقاد طريقة التسجيل لكن قد يصادف ان تسجل لك الولائية وترفض تسجيلك الاتحادية. وقد اثر عدم تسجيلنا في اكمال مباني دار ششر الجديدة، ما افقدنا فرصاً نادرة للتمويل. * هنالك مادة في قانون المعاقين تسمح باستيراد معينات المعاقين مجاناً ألا تسهم في تقليل تكلفة المعينات؟ - بالعكس هى لا تقلل التكلفة لان العجلة المستوردة من الصين هى عجلات ليست مصنوعة لبيئتنا ولا ارضنا ولا ناسنا المعاقين وبعد شهر أوشهرين تتكسر، واذا كان لدي مواد في السوق المحلية لماذا استورد من الخارج، والخامات الموضوعة في القانون هى معينات مثل الكراسي عصي المكفوفين ونحن نحتاج فقط لاكسسوارات لاتمام العمل واذا جلبناها نحاسب عليها جمركياً، لا توجد مرونة من المتعاملين في ان الاكسسوارات هى مكملة للمعين. حدثينا عن برنامج الدعم المجتمعي والهدف منه؟ هو برنامج ممول من الاتحاد الاوروبي هدفه الاساسي دعم المجتمعات المحلية ورفع وعيها في كيفية التعامل مع الاطفال ذوي الاعاقة، المشروع مدته سنتان ويشتمل البرنامج على عيادات وورش نصل فيها الاطفال في مناطقهم وقد كان دعم هذا المشروع قد توقف من الداعم الاساسي في 2010م وكان يقدم خدمات كبيرة، توقف التمويل أدخلنا في مشكلات كبيرة مع المتطوعين ووصل الأمر حد تقديم شكوى من قبلهم لمكتب العمل باعتبارهم موظفون بالدار، رغم انتفاء شرط كونهم موظفون. ما هي المناطق المستهدفة في تنفيذ البرنامج ولماذا؟ هنالك «33» منطقة يستهدفها المشروع وادخلنا منها اربع فقط وهى منطقة جبل اولياء واحدة من المناطق والتي بها عدد كبير من الاطفال المعاقين وتحتاج لعمل كبير جداً، بالاضافة الى منطقة سوبا، ومايو، والسبير في ولاية الجزيرة، ونلاحظ انه كل المناطق هى مناطق طرفية وبها اعداد كبيرة من الاطفال ذوي الاعاقة لم يصلوا الى مراكز التأهيل.