إذا كانت ولاية النيل الأبيض قد تمكَّنت بفعل مجهودات الجهات الأمنية والشرطية من الحيلولة دون تسرب كميات كبيرة من المخدرات على دفعتين إلى داخل الولاية باعتبارها ملتقى طرق قبل عدة أيام مضت فإن الولاية الشمالية لم تخلُ من ظاهرة المتاجرة بهذه السموم التي أضحت مهدداً رئيسياً للنسيج الاجتماعي ولاقتصاد الدولة في آن واحد، ولذلك وضعت السلطات المختصة بالشمالية خطة محكمة لمنع دخول كميات كبيرة من هذه الآفة إلى الولاية عبر نقاط التفتيش في مدخل الولاية وفي عدد من المواقع على الطريق الرئيسي «أم درماندنقلا» كما استطاعت هذه الجهات من إلقاء القبض على العديد من المروجين الذين ما فتئوا يمدون شباب الولاية بهذه السموم القاتلة والمدمرة للعقول وبمحلية البرقيق فقد تمكّنت شرطة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على عدد من المروجين قبل موسم عيد الأضحى المبارك، وامتدح معتمد البرقيق جعفر عبد المجيد عثمان مجهودات لجنة الأمن وشرطة مكافحة المخدرات التي بذلت مجهودات كبيرة وتمكنت من ضرب أوكار المروجين بعد إلقاء القبض على عدد من المروجين، وأوضح معتمد البرقيق في حديثه ل «الإنتباهة» أن المحلية وضعت خطة محكمة عبر ثلاثة محاور للقضاء على هذه الظاهرة أولها يتمثل في المحور الأمني والذي يهدف إلى مراقبة منافذ الترويج والتوزيع مشيراً إلى تواصل العطاء الأمني في مجال مكافحة الخمور البلدية أيضاً، أما المحور الثاني فيتمثل في توظيف الشباب وليس بالضرورة أن يكون توظيفاً حكومياً وفي ذلك نسعى في تمليك الشباب لوسائل إنتاج عبر بنك الأسرة والذي بدأ بفاعلية بداية بتمويل الذين تقدموا بواقع «عشرة آلاف جنيه» ونأمل أن يفي البنك المركزي بوعوده ليصل التمويل إلى «عشرين ألف جنيه» مناشداً الشباب بضرورة طرح مشروعاتهم لتمويلها من البنك مشيراً إلى أن هناك مجهودات مبذولة لملء الفراغ لدى الشباب يتمثل في دعم وتأهيل الأندية ومراكز الشباب التي تصل إلى أكثر من (149) نادياً ومركزاً للشباب بالمحلية، أما المحور الثالث فيتمثل في المحور الدعوي الذي بدأ العمل فيه قبل شهر رمضان وشاركت فيه جامعة القرآن الكريم بفاعلية وعدد من الشخصيات الإسلامية مشيراً إلى الإيجابية التي تحققت من هذا المحور ومن ذلك مخاطبة أكثر من (24) ألف فرد عبر الندوات والمحاضرات كما تم تدريب أكثر من (40) داعية وإمام مسجد، وبما أن الزراعة هي العمود الفقري لاقتصاد المحلية فقد اشتكى العديد من المزارعين من تأخر انتظام الكهرباء بالمشروعات غير أن معتمد البرقيق كان له رأي آخر عندما قال: «إننا نولي إنجاح الموسم الشتوي اهتماماً كبيراً وتمكناً من كهربة (200) مشروع زراعي صغير من جملة (393) مشروعاً»، أما المشروعات الكبيرة فقد تم توصيل مشروعي الدفوفة والبرقيق بالكهرباء وعدد من المشروعات التعاونية بينما يوجد حوالى (20) مشروعاً ما بين تعاوني وجمعيات ولدينا إشكاليه في عملية توصيلها بالكهرباء موضحاً أن هناك خطة موضوعة لتوفير الجازولين بأسعار مخفضة بينما تم توفير المدخلات الزراعية من تقاوي وأسمدة عبر البنك الزراعي ولكن تكمن المشكلة الحقيقية في توفير الجرارات والتي نسعى لتوفيرها عبر القطاع الخاص، واعتبر معتمد البرقيق أن ضيق المساحات والمواقع السكنية من أهم القضايا التي تؤرق مضاجع المحلية مشيراً إلى زحف المد السكني إلى نحو الجزر، وهذا ما جعلنا نضع خطة للتخطيط السكني بالتنسيق مع «الدار الاستشارية بجامعة الخرطوم» والتي تمكنت من وضع خطة سكنية متكاملة باتجاه طريق «دنقلاحلفا» وتطرق معتمد البرقيق في حديثه إلى الجانب الخدمي بالمحلية مشيراً إلى أن المحلية تمكنت من سد النقص في كوادر المعلمين عبرالتعيين بالإحلال إلا أن واحدة من القضايا المزعجة لدينا في هذا الجانب تتمثل في النقص الحاد بالنسبة لمشرفات الأطفال بالمحلية كما امتدح انتظام برامج الجهد الشعبي بمحليته والتي أسهمت في تأهيل مدرسة الشيماء الثانوية للبنات بينما أوضح أن غلاء المعيشة والحد من ارتفاع الأسعار قد بذلت المحلية مجهودات مقدرة لمعالجته عبر جمعية حماية المستهلك مشيراً إلى أنه وبعد عملية «تنظيم وترتيب التعدين الحرفي في الذهب» ستتم معالجة هذه المشكلة نهائياً كما تطرق إلى خطة المحلية في عملية إصحاح البيئة والتي تمثلت في «تكوين جهاز هيئة نظافة وتجميل محلية البرقيق» وقال: «إن هذا الجهاز أُضيفت له وحدة رش للصحة الوقائية مؤكداً انتظام حملات الرش الضبابي بالمحلية لطور البعوض الناقل للملاريا وناشد معتمد البرقيق عبر «الإنتباهة» جميع المزارعين بمحليته ورؤساء المشروعات الزراعية بضرورة زراعة كل المساحات الزراعية لضمان موسم شتوي ناجح، وأوضح معتمد البرقيق في ختام حديثه أن هذه الجهود مجتمعة نسعى من خلالها لتحقيق الهدف المنشود لنصل إلى محلية رائدة ذات استثمارات زراعية وصناعية وسياحية وبشركاء أكفاء وبموظفين مدربين ومؤهلين من أجل مواطنين أصحاء ومكتفين ذاتياً».