لم تعد خسارة المنتخب الوطني الأول أو أي من المنتخبات الأخرى تثير في النفوس الحسرة أو الألم ،لأننا بالفعل قد أدمنا الفشل ،وكانت الإنتصارات أو التعادلات هي التي تثير الدهشة والإستغراب ولم يعد أحد يهتم بالمبررات التي يسوقها الجهاز الفني أو قادة الإتحاد للخسائر التي تتجرعها المنتخبات المختلفة ومن عجب بأننا ننسى وفي لحظة نشوة عابرة بانتصار صدفة كل الإخفاقات وكل الفشل وننثر كلمات الإشادة ونطلق لخيالنا العنان في عودة الإنتصارات والبطولات«أرجعوا لتصريحات دكتور معتصم جعفر وصحبه عقب الفوز على نيجيريا» المدرب محمد عبدالله مازدا لا يستطيع أحد أن يشكك في قدراته وعلمه وخبراته ،ولكن مازدا لم يستطع طوال ما يقرب من العقد من الزمان أن يحقق مع المنتخب الوطني ما يرضي الطموح عقب كل خسارة يتلقاها المنتخب الوطني لمازدا مبررات جاهزة ومعلومة حتى ان الكثير من الصحفيين يورد على لسانه عقب خسائر المنتخبت مبرراتها والتي تأتي غالبا بعد ذلك متطابقة لما قيل على لسانه لا نريد أن ندخل ونتجادل في المبررات التي يتحفنا بها عادة الجهاز الفني للمنتخب بقيادة مازدا او قادة اتحاد إدمان الفشل نعم مازدا صبر كثيرا لإيمانه بقدراته الفنية وربما هنالك أسباب أخرى تجعله يتحمل كل ذلك النقد اللاذع عقب كل خسارة يتلقاها المنتخب وما أكثر الخسائر التي يتلقاها المنتخب في كل انحاء العالم عندما يخفق المدرب في تحقيق النتائج المرجوة فإنه يتقدم بإستقالته قبل أن يقال، ولكن هذا التصرف الحضاري غير موجود في قاموسنا مازدا لم يحقق مع المنتخب الوطني أي إنجاز يذكر وحتى ما سميناه مجازا إنجازا والمتمثل في عودة المنتخب للعب في نهائيات الأمم الإفريقية بعد غياب دام أكثر من ثلث قرن من الزمان ثبت بأنه جاء بالصدفة والدليل على ذلك الخسائر المتتالية في النهائيات والعجز بعد ذلك في تكرار ما سمي مجازا إنجازا ليكف مازدا وقادة الإتحاد السوداني عن الحديث الممجوج وغير المقبول عن عجز الدولة في مساعدتهم في توفير متطلبات المنتخبات وهو حديث ثبت بالدليل القاطع عدم صحته، فالدولة وبالأرقام أثبتت بأنها ظلت تدعم المنتخبات المختلفة مازدا لن يستطيع أن يقدم شيئا للمنتخب ولن يحقق أي نقلة حقيقية للأمام ولذا عليه أن يقدم استقالته فهو ليس مجبورا على قيادة المنتخب وليس أكثر وطنية من المدربين الآخرين، ويكفينا الآن كل الخسائر والإنتكاسات التي تلقاها المنتخب على الإتحاد العام أن يبحث منذ الآن عن مدرب أجنبي لقيادة المنتخب وعلى المدرب الجديد وجهازه الفني المساعد وضع خطة وبرنامج مرحلي للمنتخب خلال فترة زمنية محددة يتم فيها إعداده بصورة تحقق آمال وتطلعات الجماهير. آخر الكلم ثقافة الإستقالة هي ثقافة لا نعرفها إطلاقا ولو كنا نعرفها على جميع المستويات لما كان هذا حالنا إقتصاديا وسياسيا وثقافيا ورياضيا وقس على ذلك كما يقول الصديق العزيز حسن عمر خليفة.