تشكل قضية انتشار الاسلحة بيد المواطنين هاجساً كبيراً للسلطات لما تفرزه من سلبيات أبرزها الصراعات القبلية، فالمواطن يعتمد كثيرًا على سلاحه الناري لفض اي اشتباك بينه وبين آخرين، ما يسفر وقوع العديد من الضحايا الى ان تتفاقم المشكلة وتتحول الى حرب ضروس، في وقت نادت فيه الاجهزة الامنية المختلفة بضرورة نزع الاسلحة أو ترخيصها للحد من التفلتات الامنية بالبلاد، وتفادي الصراعات التي ولدت كثيراً من الضحايا والكثير من المتمردين، فالأمر وبقراءة الواقع يحتاج الى التنسيق وترتيب وإدماجهم بالقوات النظامية والادماج المجتمعي لنشر الأمن والسلام، وقد واجهت المفوضية المختصة كثيراً من العقبات لتنفيذ برنامج الدمج ونزع السلاح، وتوصلت إلى أنه حال دمج المسرحين يمكن أن تقضي على الأسلحة المنتشرة وتتمكن من حصرها. إعادة الدمج كشفت تقرير صادر عن المجلس القومي لتنسيق جمع السلاح والتسريح واعادة الدمج انه تمت اعادة دمج 68% من العدد الكلي للمسرحين، ويتوقع ان يبدأ برنامج اعادة الدمج الفردي خلال العام الجاري، واوضحوا ان اسباب تأخر تنفيذ البرنامج هو عدم الاستقرار الأمني مشروعات السيطرة على الأسلحة تم وضع ثلاثة محاور أساسية للسيطرة على الاسلحة بالتعاون مع برنامج الاممالمتحدة الانمائي، وقد شهدت الفترة الماضية كثيراً من التدخلات لمعالجة الاوضاع الامنية وتقوية الخدمات الاساسية، وكشفت المفوضية عن تنسيق مشترك مع وزارة الداخلية لانفاذ برامج التسجيل ووسم السلاح، واشارت الى تسجيل ووسم «14» الف قطعة سلاح بولايتي جنوب وغرب دارفور مع الالتزام باستمرارية العمل والدعم للآلية الاقليمية لسيطرة على الاسلحة. معيقات ومطالبات اكدت مفوضية نزع السلاح عن وجود كثير من المعيقات التي تحد من تنفيذ برامجها بالشكل المطلوب متمثلة في انحسار الدعم الوطني مما أدى الى طول الفترة الزمنية والانتظار بين التسريح واعادة الادماج وتعرض المسرحين للاستقطاب من قبل الحركات المتمردة، بالاضافة الى الانشقاقات المستمرة في الحركات المسلحة والصراعات في بعض الولايات والاضرابات الامنية بدول الجوار، مطالبين بالتنسيق مع مفوضية الترتيبات الامنية لاستعجال اعادة دمج مسرحي الحركات المسلحة، وشددوا على اهمية تولي الدولة تلك القضايا لتعافي البلاد وتحقيق الاستقرار الامني والسلام والتنمية. انتقادات الأعضاء وصف عضو مجلس الولايات الفريق أول ركن آدم حامد موسى سياسة دمج المتمردين للقوات النظامية بالخاطئة، وقال: لا يفترض ان تلحق الجماعات المتمردة بالقوات المسلحة حتى لا تفقدها قوتها، واضاف ان المسرحين بعد دمجهم للقوات يأخذون راتبهم من القوات المسلحة ومن الحركة التي يتبعون لها قائلا: «زي أبو شريحتين»، واتهم اعضاء مجلس الولايات خلال جلسة المجلس اتهم الدولة بعدم الاهتمام وضعف المكون الوطني، بجانب عدم اكتمال هيكلها الاداري مما أدى الى تفاقم الصراعات القبيلة بالولايات ولم تفلح المصالحات في كبح جماحها، وشددوا على ضرورة الالتزام بمخرجات الحوار الوطني حتى لا تحدث تفلتات ويتجه الشعب السوداني باكمله لحمل السلاح، وكشف الاعضاء عن جاهزية الف شاب بمعسكر بليلة بولاية جنوب للتمرد نتيجة البطالة وشعورهم بالتهميش. اعترافات وزارية أكد وزير الدولة بمجلس الوزراء احمد فضل وجود اتفاق مبرم مع الحكومة بالحاق المتمردين للقوات النظامية في حال استيفائهم الشروط باعتبارها أخف ضرراً من إبعادهم وتركهم دون معالجات، مشيراً إلى أن برامج الدمج قابلها كثير من الإشكالات والتحديات وليس امامهم سوى المواصله فيه. وفي ذات السياق أكد رئيس المجلس القومي لتنسيق نزع السلاح والتسريح والدمج صلاح اونسي استمرار عمليات التمرد مما يصعب احصاؤها، واضاف ان قبائل الغرب تحتاج إلى السلاح لحماية مواشيها مما يعقد عملية جمع الأسلحة، واشار الى انهم حاولوا اقناع الأفراد بتسليم السلاح مقابل المال.