الأمانة تقتضي أن أنقل بعض العبارات والمعلومات التي تستحق أن توزن بالذهب، وهي ما جاءت به ندوة الاتحاد الوطني للشباب السوداني التي أقيمت أمس بداره وسط حضور مكثف من أعظم خبراء وعلماء الرياضة في بلادنا.. فقد شارك بالأمس أكثر من ثمانية يحملون درجة الدكتوراة والأستاذية في الرياضة.. وشارك من قادة الاتحادين المحلي والعام مولانا أحمد حسب الرسول بدر، وحضر الدكتور العلامة كمال شداد، وشاركت من الإعلاميين الفئة التي تستحق الاحترام ولا تلهث وراء الإداريين. من أبرز الموضوعات التي أثيرت في الندوة واعتبروها من آفة الكرة السودانية ومن أبرز سلبيات مرحلة التسجيلات التجنيس .. وكنت أول أمس مشيداً بالاتحاد العام الذي أوصى رئاسة الجمهورية بوقف هذه الممارسة القبيحة. وأشدت بالرئاسة لاستجابتها، ولكن للأسف نما إلى علمنا أن الرئاسة تراجعت أو على الصحيح لم تناقش الموضوع أو ربما استجابت لضغط المشجعين الكبار في دواوين الدولة أو في الأندية الكبيرة، وسمحت ومنحت ثلاث جنسيات سودانية عزيزة لثلاثة من الأفارقة الأجانب حتى يتمكن النادي من ضمهم لكشوفاته، وطبعاً الممارسة الغرض منها التحايل على القانون واللوائح التي تمنع تسجيل أكثر من ثلاثة لاعبين أجانب، فتقوم الأندية الكبيرة ذات النفوذ بتجنيس ثلاثة أو أربعة أو أحياناً خمسة، وبذلك تكون تشكيلة الفريق في المباراة الواحدة بثمانية أجانب ولا يلعب من أبناء الوطن إلا ثلاثة أو أربعة، فلتذهب الوطنية والروح الرياضية والتنافس إلى الجحيم كما تذهب جنسية الوطن في سوق التسجيلات. من الهلال كانت مشاركة فاعلة ممثلة في نائب رئيس النادي الأستاذ أحمد عبد القادر وعضو اللجنة الفنية الدكتور كابتن علي قاقارين، وبكل شجاعة أشارا لما لاحظوه من سلبيات وتدخلات إعلامية في عملهم ولكنهم لم يهتموا بها، وأطلق الأستاذ أحمد عبد القادر عبارة «أي إدارة تتابع ما يكتب في الصحف لا تستحق الاحترام»، أما قاقارين فقد توقع نجاحاً كبيراً لتسجيلات الهلال لأنها جاءت من رؤية فنية شارك فيها الكابتن الدكتور محمد حسين كسلا وأمين زكي وشخصه. البروفيسور مبارك آدم أوضح أن الأزمة في الاعتماد على محترفين مستواهم أقل من المحليين، وهذا يخالف القاعدة الاحترافية التي تشير إلى أن من يستحق الاحتراف من ينطلق من انجازات سابقة ويضيف إنجازاً جديداً، كما عرج على الأزمة الكبرى للكرة السودانية المتمثلة في غياب منافسات الناشئة والمدارس. فاجأنا الدكتور مكي فضل المولى الرياضي المدرب الأكاديمي المعروف حين عرض عن تجربة مدرسة المريخ السنية التي كان يشرف عليها البروفيسور حسن المصري وأنها نجحت وأعدت مواهب ولكن لم ينجح النادي في المحافظة عليهم وانتشروا نجوماً بعد ذلك، ومن الأمثلة لاعبو ونجوم اليوم عبد اللطيف بوي وأطهر الطاهر ورمضان عجبنا وبركة عباس، وهذا يعني أن المريخ فرط في رمضان عجب مجاناً وأعاد تسجيله بمئات الملايين. ونالت الصحافة الرياضية نصيبها من المسؤولية في السلبيات، ووصفها البعض بالمشارك الأساس في السمسرة، وقال الدكتور عبد الحفيظ عبد المكرم رئيس قسم الإعلام الرياضي بكلية التربية الرياضية بجامعة السودان إنها بعيدة عن المهنية والأصول وليست أكثر من مشجعين.. وقال مولانا أحمد حسب الرسول إن الصحافة السودانية صارت مهنة من لا مهنة له. وجدنا وكيل اللاعبين الأستاذ أبو بكر مصطفى بيننا لنسأله عن بعض الحالات وللدفاع عن الاتهام لهم كوكلاء بتوريط الأندية في أشباه محترفين كما سألناه عن قضيتي بكري المدينة وهيثم مصطفى، فنفى عن نفسه الاتهامات، وأفتى بأحقية المريخ في بكري المدينة وهيثم مصطفى لارتباطهما بعقد مع النادي تم توقيعه في الاتحاد العام الذي يشترط ذلك. نجدد شكرنا للاتحاد الوطني للشباب السوداني لاهتمامه بالرياضة، ونأمل أن ينجح في إعداد ما خرجت به الندوة من توصيات وآراء لأصحاب الشأن وهم مؤهلون لذلك، ونأمل منهم مواصلة هذا الجهد وهذا الاهتمام بالرياضة بنفس اهتمامهم بالشباب.. فالرياضة شباب، كما يمكن تنظيم ندوات في موضوعات مهمة أشارت إليها ندوة الأمس مثل التجنيس والرياضة المدرسية ومنافسات الناشئة.. وتحديد سقوف للتسجيل والشطب والإعارة.