اقسم لي مراسل «الإنتباهة» بولاية الجزيرة الصديق احمد الطيب، انه لاول مرة يزور منازل مشروع لوتاه بولايته. تلك المنازل التى لا تبعد كثيراً عن حنتوب ويفصلها الشارع المسفلت فقط من العريباب، ظلت مصدر حيرة لأحمد الطيب غيره من اهل الولاية. ولمشروع الشيخ سعيد لوتاه قصة طويلة سنسردها عبر «الإنتباهة»، ولكن تلك المنازل كانت بداية الاستغراب من مراسلنا وابن الولاية احمد الطيب. ففي الطريق من تلك المنازل الرائعة قال لي المنصور «يبدو ان هناك ايدي خفيه لا تريد للزراعة في الجزيرة ان تقف على رجليها من جديد». تذكرت هذا الحديث وانا اطالع الزميلة «اليوم التالي» وهي تنشر خبراً عن «تقاوي فاسدة» توزع في مشروع الجزيرة. عدد من أهل الشان في الولاية قابلتهم اثناء زيارتي للجزيرة وخبر «اليوم التالي» كان يتصدر الاسئلة الحائرة وسطهم. الا ان الحيرة الاكبر كانت لدي عثمان سمساعة مدير مشروع الجزيرة. سمساعة قال لي عبر الهاتف ان لديهم مائتين وسبعين الف جوال من التقاوي زنة الواحد منها خمسون كيلوجراماً. وخلاف هذه هناك تقاوي النيلين التي وزعت عبر مؤسسة التمويل الأصغر. التقاوي وزعت على المزارعين بعد ان مرت بكافة الفحوصات التى اكدت جودتها ومازالت منها بقية في المخازن. المهم في هذا الموضوع ان التقاوي متوفرة ونوعيتها جيدة ، هذا ما اراد سمساعة ايصاله. وما نسعي ان نصل اليه نحن هو ماذا يحدث في الجزيرة ومشروعها؟ حكي لي احد اهل الجزيرة الافاضل عن سنوات مجد وعز مشروع الجزيرة وهو في قمته. وحتى قبل ان يتدهور كثيراً كانت للمشروع قوته ورصيده. قال لي ذاك الشخص انه في سنوات الحرب الضروس سيرت الجزيرة قافلة اولها في الخرطوم وآخرها في ولايتهم بفضل خيرات المشروع. وخلاف ذاك الحديث اذكر جيداً اصدقاءنا الذين عاشوا سنوات من عمرهم في سنوات مجد المشروع. عافية مشروع الجزيرة تعني عافية كل السودان. ونرجو وغيرنا من اهل الولاية ان تعود الجزيرة لعافيتها عبر مشروعها ومشروع كل السودان. مازال صديقي احمد الطيب يصر على ان هناك ايدي خفية تعبث بمشروع الجزيرة، وجميعنا نرجو ألا يكون حديثه صحيحاً. تقاوي المشروع سليمة مائة بالمائة ومتوفرة حسب حديث سمساعة. نرجو أن يشهد مشروع الجزيرة نهضة ويعود أفضل مما كان عليه في السابق، حتى تعود العافية للاقتصاد السوداني.