عجائب الدنيا سبعة وعلمناها! ولأن الدنيا في حد ذاتها عجيبة لا نضمن أن تزيد عن تلك السبعة.. ومن عجائب الدنيا والحياة ذلك المدعو الحُزن.. حزننا على من فقدنا.. حزننا على أنفسنا.. حزننا على حالة كنا فيها وأخرى صرنا إليها!! ولأننا لا نملك إلا الصبر والإيمان سنداً كنا صابرين؛ حزمنا الحزن فينا حتى لا ينفلت وننفلت وراءه ولا ندري حتى ماذا؟! ونفاجأ كيف هي طبيعتنا في الحزن يخترقنا عميقاً ويزيد كيف أننا نصمت أمامه وكيف نحتمل هذا الصمت ونستغرب كيف تتمرد تلك القطرات وتبللنا ولاتبالي ..! ونحزن وينقطع منا الهواء وينطبق الصدر ونعود وهذه بشريتنا تناوشنا هماً وكدراً وفسحة من أمل يقاومنا ندعوه حيناً ويفلتنا ونلحقه ورحمة من الله نرجو ونستعين.. وفي حزن أصابنا نحسبه أكبر من أيامنا في هذه الدنيا أدركنا واقعاً أن الحزن كم من السنوات توضع فوق أعمارنا ونكبر في ساعة حزن عمراً فوق أعمارنا ويزيد وهذه عجيبة كيف في لحظة تنهد الدنيا فوق رؤوسنا وأمام ناظرنا ولا نأمل شيئاً لكنا نعود أي قوة تسحبنا وترجعنا سبحانه لطيف خبير.. وأدركنا وسط الحزن الكبير نبل الآخرين من حولنا وحقيقة أن الناس بالناس والكل برب العالمين ونذهل كيف كنا نسير في هذه الدنيا ولا نقدر معنى المشاركة حق قدرها وهذا بعض جهل وبعض سذاجة وبعض عفوية وكثير أمان للدنيا!! وأدركنا أن لا نأمن للأيام فبقدر روعتها يكمن فيها ألم عظيم وعلينا أن لا نغفلها ولا نتجاوزها لا فرحاً ولا أملاً غير حذر.. وكلما تذكرنا فرحنا بالأيام وذلك الأمل الممتد والساذج ندعو الله أن لا نعود له أبداً وأن نعي درسنا جيداً ورغم حنيناً يراودنا للعفوية وأمان الأيام التي كنا نحسبها حنينة كالأم ووجدناها قاسية ولا فرق إن كنا أحببناها يوماً أم لم نحبها.. ألفناها يوماً أم لم نأمن لها أبداً.. اللهم إنا عبيدك وبنو عبيدك كن عوننا على الأيام وأدم علينا نعمتك وبارك لنا فيما لدينا وأرحمنا وأرحم موتانا أجمعين وتقبلهم قبولاً حسناً وأكرمهم وأكرمنا بالصبر وحسن العزاء.