يتمتع السودان بتنوع مناخي وأراضي شاسعة جعلت منه مكانا متنوعا لجميع الحيوانات البرية الشيء الذي جعل السودان واحداً من البلدان التي تجذب هواة الصيد والسياحة خاصة وجود أنواع متنوعة من الحيوانات وكثرتها فهو من البلدان الثرية من حيث الثروة الحيوانية والحياة البرية. الصيد أو القنص إرث ثقافي متوارث في الكثير من القبائل ومرتبط بكثير من الصفات التي كان يحبها الشباب أن يتصفوا بها مثل الشجاعة والفراسة فكانوا يتباهوا بما يصيدونه فكلما كبر نوع الصيد زاد إعجاب أهل قبيلته به، هناك الكثيرون ممن يقدموا للسودان من أجل رحل السفاري والصيد وخاصة الهواة من دول الخليج فيدفعوا أموالاً طائلة من أجل الاستمتاع بالصيد وهم يعلمون أنهم سوف يجدوا ما يريدونه في السودان. عادة قبلية والصيد عند الفور من الأشياء المتوارثة والإرث الذي يحافظون عليه جيلاً بعد جيل حيث يتم تربية النشء على الصيد والقنص منذ الصغر حيث قال حسن الذي يقطن شمال دارفور في قرية صغيرة الصيد يمثل جزءاً مهماً من حياتنا فمنذ الصغر يتربى الأولاد على الصيد بجميع أنواعه سواء كان عن طريق القنص بالنبال والأدوات الأخرى أو نصب المصائد والفخاخ وأحياناً يكون من أجل التسلية والمتعة وأحياناً عندما يشكل الحيوان خطراً على أهل القرية وفي بعض الأحيان يكون من أجل الضرورة حيث تنعم مناطقنا بالكثير من الحيوانات منها ما يكون مصدر ضرر خاصة تلك التي تتلف الزراعة مثل (أبو شوك) وهو حيوان ينفض أشواكه في جميع الاتجاهات عندما يحس بالخطر وهو شبيه بحيوان أبو القنفذ الذي أيضاً يتم صيده والاثنان يتلفان الزرع لهذا نقبض عليهم ولحومها شبيهة بلحم الأرانب وهناك أيضاً أبو نضلاف كما يطلق عليه محلياً وهو (أكل النمل) يتم صيده أيضاً وهو حيوان قوي وسريع إذا لم تستطع أن تمسك بشرك رجليه الأربعة ففي مرة جر خلفه أخي لحفرته لمسافة طويلة أما في جبال النوبة حيث الطبيعة الساحرة والتنوع المناخي تعيش الكثير من الحيوانات وخاصة في الغابات المتاخمة للجبل فتلك الغابات تأوي أعداداً كثيرة من الحيوانات بعضها خطر للغاية ويتطلب صيده شجاعة كبيرة ممتزجة بالمهارة والخبرة مثل النمر والأصلي والخرتيت وكلها حيوانات شرسة ولكنها تدر عليهم الكثير من الأموال ولهذا يتم تدريب الشباب على الصيد منذ وقت مبكر فقال آدم وهو من أبناء النوبة ارتبط القنص والصيد بأهل النوبة فهم معروفون بقوتهم ومهارتهم في الصيد خاصة بالنسبة للحيوانات الشرسة التي لا تستطيع الكثير من القبائل صيدها فنحن منذ أن كنا صغاراً تعلمنا طرق الصيد واستعمال جميع الأسلحة وهو إرث من القدم فالرجل عندنا في القبيلة يقنص ويدافع عن أهله هي مهمته، أما بقيت المهمات للنساء ففي السابق كان الرجال يخرجون للبحث عن الصيد بالشهور ولا يعودون لا وهم محملون بالأنواع المختلفة ويمكن أن يقضي الرجل أكثر من ثلاثة شهور خارج عن أهله لأنه من المعيب العودة دون الصيد وعندما يكونوا في القرية يتسلون بصيد بعض الحيوانات الصغيرة مثل الكيكو ويسمى أيضاً يطلق عليه بقز هو حيوان شبيه بالفار وحجمه مثل الأرنب يعيش في الجبال ويكون سريعاً في الأرض الحجرية فيم يكون ضعيفاً في الأرض الترابية وأيضاً بعض أنواع القرود. هواية للبرجوازية وبعد التحول الذي حدث في المجتمع أصبح الصيد مجرد هواية للمقتدرين مالياً والذين يدفعون مبالغ كبيرة من أجل الاستمتاع بالصيد حيث يحشدون كل إمكاناتهم للوصول لمناطق الصيد التي تحتاج لمركبات من نوع خاص وأسلحة معينة فقال لؤي مبارك وهو يعمل في وكالة للسفر والسياحة: إن السياحة في السودان تعتمد بشكل كبير على رحلات الصيد وخاصة من الجنسيات العربية، والسودانيون الذين يعيشون في الخارج هم من يذهبون في رحلات صيد شرعية ومستوفية لكل المطلوب من تصاريح ومعدات السلامة وأسلحة مسموح بها، أما السواد الأعظم من هواه الصيد ممن يمتلكون الوسائل اللازمة فيقومون برحلات صيد دون تصريح ويتسببوا في الكثير من المشكلات بالصيد العشوائي مما يدمر الثورة الحيوانية فيما اعتبر طلال أن رحلات الصيد التي يقوم بها بعد كل فترة هي فترة للتعايش مع الطبيعة فقال نقوم برحلات صيد في الخلاء والصيد والقنص حيث تستغرق مثل هذه الرحلة من ثلاثة أيام إلى أسبوع فنقوم بصيد بعض الطيور مثل القمري والصبرأ والأرانب وفي النادر نصادف غزلان ولكن تكون رحل في غاية الروعة، كنا في السابق نذهب عن طريق المكاتب السياحية التي في الغالب لا تعرف شيئاً عن أماكن الصيد بل تأخذ من الذين يرغبون أموال فوصل سعر الرحلة في بعض الأوقات إلى ألفي دولار للشخص الواحد دون أن يقدموا لهم خدمات ففي مرة كان معنا شخص من شركة سياحية لا يعرف أماكن الصيد ولا الطرق جيداً مما جعلنا ندور لمدة أربعة أيام دون أن نجد شيء نصيده وفي النهاية عدنا أدراجنا دون أي شيء. مشكلات وعقبات واشتكى الكثير من هواة الصيد من بعض المشكلات التي تعترضهم خلال رحلتهم للقنص منها الاحتكاك مع المواطنين المحليين في تلك المناطق ففي كثير من المرات حصلت مواجهات بين من يبحثون الصيد وبين الأهالي في مناطق عدة حيث يمنع الأهالي الغرباء من الصيد بالقرب من مناطقهم وبعضهم يطلب أموالاً نظير السماح لهم بصيد الشيء الذي دفع الكثير منهم تفادي بعض المناطق رغم ثرائها بالطرائد المختلفة مما يزيد من تكاليف الرحلة التي هي في الأساس تحتاج لميزانية كبيرة ومن هنا نجد أن الرغبة في ممارسة الصيد هي صفة بشرية محضة فحتى من تربوا في القصور وبعيداً عن الطبيعة القاسية يبحثون عن المغامرة وصقل تجاربهم الحياتة بالصيد.