يمكن الجزم بأن زيارة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف للسودان في جانبها الخاص بالعلاقات الثنائية كانت واضحة النجاح سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وتجارياً وتقنياً وعسكرياً، خصوصاً أن تأكيد نجاح الزيارة والتفاهم الذي ساد المباحثات بين الجانبين جاء من الجانب الروسي، وبلسان وزير الخارجية نفسه سيرغي لافروف، وقبل الإعلان رسمياً عن النتائج التي حققتها المباحثات الثنائية، كان الرئيس البشير وخلال لقاء سابق مع مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بارغيلوف في عام 2011 ثمن مواقف روسيا تجاه السودان، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها متميزة، إذ جرت المباحثات في ذلك اللقاء حول التعاون بين البلدين في كل المجالات، ومن جانبه أعرب النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن بكري حسن صالح أمس الأول أمام المنتدى العربي الروسي، بمواقف روسيا الداعمة للسودان بمناسبة زيارة وزير خارجية روسيا الاتحادية للسودان ومشاركته ومرافقيه في أعمال المنتدى العربي الروسي الذي انعقد في الخرطوم. بعض أهم التصريحات من مسؤولين في البلدين وبهذه المناسبة أعيد هنا بعض أهم التصريحات الصحفية السودانية والروسية التي تم الإدلاء بها قبل سنوات، فأشارت في حينها لتطورات منتظرة في علاقات ثنائية ستغطي جميع مجالات التعاون السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتقنية والأمنية والعسكرية بين الخرطوموموسكو، وهي التطورات التي مهدت لها عدة زيارات متبادلة بين مسؤولين سودانيين ومسؤولين روس قبل سنوات «ذكرت تفاصيلها في مقالي السابقين عن العلاقات السودانية الروسية»، وقلت إن تلك الزيارات المتبادلة غطت مختلف القضايا الإقليمية والدولية عموماً، وتركزت على العلاقات الثنائية خصوصاً، الأمر الذي أكدته الآن النتائج الطيبة التي انتهت بها زيارة لافروف ومرافقيه للسودان. وبالرجوع إلى تلك الزيارات السابقة التي مهدت لما بعدها، وما صاحبتها من تصريحات صحفية في موسكو وفي الخرطوم، منها تصريحات الدكتور نافع علي نافع عندما كان يشغل منصب مساعد الرئيس التي أعرب فيها عن متانة العلاقات السودانية الروسية، وذلك خلال لقائه في القصر الجمهوري في الخرطوم الخبير والباحث الروسي في الشأن السوداني « سيرغي بورنيتش، وفي ذلك اللقاء قال الدكتور نافع: «إن روسيا ظلت دولة صديقة للسودان في كل المجالات الدولية». - ومن جانبه وصف رئيس السلطة الإقليمية في دار فور الدكتور التجاني السيسي العلاقات السودانية الروسية بأنها قوية ومتينة، وأعرب عن تقديره لجمهورية روسيا الاتحادية على دعمها المتواصل لجمهورية السودان خاصة في المحافل الدولية، وفي مجلس الأمن، وأضاف السيسي أن السودان يرى أن العلاقات الثنائية ستنمو ونتتطور. 22- كما أكد مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور إبراهيم غندور على متانة العلاقات السودانية الروسية، وذلك أثناء مباحثاته في القصر الجمهوري مع سفير روسيا حول علاقات التعاون المشترك، وسبل تطويرها، ومن جانبه أعلن السفير الروسي أسيرغيات أن الفترة القادمة ستشهد مزيداً من التطور في العلاقات بين الخرطوموموسكو، مؤكداً على متانة العلاقات بين البلدين في كل المجالات، خاصة الدبلوماسية والاقتصادية منها، وكشف عن زيارة لوزير الخارجية سيرغي لافروف للسودان في شهر نوفمبر. -3- لننتظر ردود فعل واشنطن وأوروبا لنتائج زيارة لافروف للسودان من المؤكد أن يكون لأمريكا وأوروبا ردود فعل لمجرد زيارة وزير خارجية روسيا للسودان الذي تفرض عليه أمريكا عقوبات أحادية، وسعت بكل نفوذها السياسي والدبلوماسى والاقتصادي لتحريض دول العالم ومؤسسات التمويل الدولية على مقاطعة السودان وحرمانه من أي تعاون معه، وكذلك فعلت دول أوروبية تقاطع السودان الذي يمثل لأمريكا«منطقة نفوذ خاصة»، وتعتبر بعض ثرواته ذات العلاقة بالطاقة والطاقة البديلة من حقها هي وحدها، وقبل سنوات أعلنت واشنطن لبعض الدوائر الدولية والإقليمية أن«نفط السودان من حقها وحدها وأنها ستخرجه عندما ما تحتاجه، وكذلك ثرواته المعدنية مثل معدن النحاس ومعدن اليورانيوم»، ومن أجل هذه الثروات السودانية تحارب أمريكا أية حكومة سودانية تخرج من طوعها مثل الحكومة الحالية، فإما أن تركع وتقبل بالهيمنة عليها وبالسيادة الوطنية المنقوصة، أو بالعقوبات والحرب التي يديرها المتمردون من حملة السلاح ضد الحكومة بالوكالة عنها، ولذلك نفهم تصريح الرئيس البشير أمس الذي تناقلته الصحف المحلية، وقال , فيه: «سياسة أمريكا استعمارية»، وأعتقد أن رد فعل هذه السياسة الأمريكية الاستعمارية لزيارة وزير خارجية روسيا للسودان، والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها لن يتأخر طويلاً، عندها يمكن أن يكون للسودان موقف. المصادر: 1- سونا 7/2/ 2013 2- سودان سفارى 4/4م/ 2013 المركز السوداني للخدمات الصحفية -3-