كان مهرجان السياحة بولاية الخرطوم في نظري إهداراً للمال العام.. والسياحة المفترض أن تشكل دعامة اقتصادية للدولة.. نجدها هنا عبئاً عليها ومضيعة لمال المواطن المفترض يجده في المرافق الخدمية المختلفة.. ويتهمنا الموظف الأممي الزعتري بأننا نفتح أفواهنا للمساعدات الدولية التي لم نرها، وفي نفس الوقت تهدر ولايتنا أموالنا في برامج ترفيهية لكبار المسؤولين فقط، وكأن البلاد وصلت درجة الرفاهية، وكأننا لم نبعث بالوفود إلى أديس أبابا، بقواتنا المسلحة إلى مناطق التمرد. ما معنى السياحة؟!.. ننتظر إجابة حكومة الولاية على هذا السؤال. إذا كان معناها الترفيه فلم يصل المواطن إلى هذه المرحلة.. وإذا كان ترضية المسؤولين فيكفيهم الأمكنة والمطاعم الفاخرة التي غطت بها حكومة الولاية منظر النيل في أهم ضفافه قرب مقرن النيلين في الخرطوم وأم درمان. فلم يجد المواطن المنظر ولم يجد المال المهدر. يا والي الخرطوم.. لا نستطيع بهذه السطور أن نحمي أموال الشعب من الإهدار في مهرجانات ليست أولى من معسكرات النازحين في دارفور حتى لا يقول سفيه وحقير مثل الزعتري إننا نعيش على المساعدات. دعنا نسير بهذه الأموال التي تهدر في مهرجانات السياحة المعتدى عليها القوافل الجوية إلى الذين يرى الزعتري أنهم يعيشون على المساعدات. يا والي الخرطوم.. خذ الكتاب بقوة.. وأنت تدير الولاية.. ربما في الأشهر المتبقية لك.. حتى تضع بصمة المراجعات في سيرتك الذكية.. لوعزت عليك بصمتي الإنجازات على صعيد الأولويات لا على صعيد الثانويات والكماليات. لا بد أن تبروز النيل ببرواز أسفلتي لكي يكون واقعاً بين النيل والمباني والحدائق والجدر النباتية التي تحجبه من عين المواطن والزائر دون سبب. لا بد من طريق اسفلتي وتلتوار بين النيل وبين المجلس الوطني وجامعة القرآن الكريم وسوق السمك والريڤيرا والسرف والطوابي وما بعد ذلك باتجاه الشمال وكذلك في الخرطوم لا بد من طريق الاسفلت بين النيل وبين منتزه المقرن العائلي وما جاوره وجاور ما جاوره. فليس من العدالة السياحية والترفيهية أن يُحتكر منظر النيل في أهم المناطق من أجل العائد المادي.. والعائد المادي يمكن أن يستمر. فلن يمنعه البرواز الاسفلتي بين النيل وبين المحال الاستثمارية. على طريقة فندق الفاتح والفندق الكبير وفندق السودان. يا والي الخرطوم.. أكبر عيب سياحي في الخرطوم أن تنتصب المباني بين النيل وبين الاسفلت. ثم ان الاختناق المروري في مركز الولاية يحتاج تنفيسه الى اضافة طرق مسفلتة بين النيل وبين الاماكن الحاجبة له. يا والي الخرطوم.. إن السياحة الطبيعية تبقى أفضل من السياحة الحضارية، وفي الخرطوم نملك السياحة الطبيعية ونملك مشهد ملتقى النيلين، فلماذا نتعامل معه بدون حس سياسي؟! ولماذا لا نفكر في استثمارات عقارية وفندقية بدلا من بناء المطاعم؟! يا والي الخرطوم بعد أن عدّ اليوبيل الفضي لحكومة الإنقاذ دون الاحتفال به. فهل ننتظر الاحتفال باليوبيل الذهبي وعسى أن يأتي لحكم الخرطوم من سيدر الإيرادات المالية من الاستثمار العقاري والفندقي حينما ينشئ البرواز الاسفلتي للنيل لكي ينفس به الاختناق المروري ويمتع المواطن والزائر بمشهد النيل من الملتقى إلى كبري كوبر ومنه إلى كبري شمبات بالضفتين؟!.. يا والي الخرطوم.. تحتاج إلى الجلوس إلى وزير الاستثمار ووزير الداخلية ووزير المالية لهذا الأمر. وأنت عضو معهم في مجلس الوزراء.