أصيب «فلان» بداء فشلت معه الإسعافات الأولية لإنقاذ حياته. المركز الصحي العتيق امتلأت ساحته بأشجار المسكيت والخدمة اصبحت شبه متعطلة فيه. المباني التى بدأتها وزارة الصحة بالخرطوم اصبحت وكراً للمجرمين وغيرهم من ضعاف النفوس. ان اردت اسعاف مريض من ام القرى بالريف الجنوبي «السليمانية غرب» فانك تحتاج الى سائق بمهارة عالية جداً لتفادي «المطبات» في الطريق الذي يربط القرية مع اقرب شارع مسفلت بقرية جبيل الطينة. شيوخ وشباب السليمانية «فتروا» من المطالبة باكمال مباني المركز الصحي وتوفير الخدمة به. نساء واطفال السليمانية اصبحوا فاقدي الامل في حديث المسؤولين بالخرطوم وهم يقطعون الوعود في كل مرة ثم يخلفون ذاك الوعد. اخر تلك الوعود كان من والي الخرطوم د.عبدالرحمن الخضر الذي شارك في مراسم الزواج الجماعي بالقرية. توقع اهلنا في السليمانية ان لا يمضي وقت طويل من توجيه الخضر لوزرائه باكمال المركز ولكن مضي الوقت وضاع التوجيه. ان خطة وزير الصحة بالخرطوم د.مامون حميدة بتفريغ مركز الخرطوم من المرافق الصحية لا يمكن ان تطبق واهل الاطراف لا يجدون الخدمات العلاجية المكتملة. ولا يمكن لحميدة ان يجعل مستشفى الخرطوم خالياً من المرضي والمناطق الطرفية معدوم فيها العلاج. امس الاول شاهدت اعلاناً لمحلية امدرمان قدمه الممثل الرائع محمد المهدي الفادني. الاعلان كان يبشر بالعديد من الافتتاحات في امدرمان. انتظرت كثيراً ان يذكر الريف الجنوبي باحد الافتتاحات الخدمية خاصة المراكز الصحية ولكن لم اجد ذلك. الريف الجنوبي ذكر فقط تقريباً بالكهرباء وهذه ليست باهم من المركز الصحي. عدد من ابناء السليمانية حملوا معتمد الجبل مسؤولية عدم اكتمال مباني المركز الصحي. الاخ اليسع الصديق واحد من ابناء السليمانية ودرس بها ولكنه لم يقدم لها شيئاً حتى الان. لا يريده اهله ان يخصهم عن غيرهم من اهل امدرمان ولكن المنطق يقول كان يجب عليه ان يضع المركز الصحي ضمن اولوياته. هذا المركز الذي كان يقدم الخدمات للكثير من القرى المجاورة للسليمانية الان اصبح وكراً مهجوراً. سنوات مضت على تحسين مباني المركز وهذه السنوات كانت كفيلة بتشييد أفخم وأضخم المستشفيات وليس مركزاً صحياً فقط. الخضر وجّه بضرورة اكمال مباني المركز وحتى الان لم يحدث شيء، والطريق المسفلت يفصله عن القرية اقل من اثنين كيلو واهلنا محرومون منه. لا يعقل ان يكون هناك مواطنون في الخرطوم في القرن الواحد والعشرين ولا يوجد لديهم مركز بسيط يقدم خدماته الصحية. انها رسالة الى راعي الخرطوم اولاً وراعي امدرمان ثانياً ان يلتفتوا لخدمات ام القرى «السليمانية». ودعوة لهما لزيارة القرية للوقوف على سوء الطريق و المركز الذي ينتظره اهلنا طويلاً. الخضر واليسع .. الرعية في انتظاركما.