في افتتاح محطة التحكم الآلي بالرياض تعهد والي الخرطوم بإنارة شوارع الخرطوم وقراها. إنارة الشوارع جيدة جداً وتسهم بصورة كبيرة في حفظ الأمن من زوار الليل وتعمل على تقليل حوادث المرور. ولكن أعتقد أن الأهم من إنارة هذا الشوارع هو توفير الخدمات الصحية للمواطنين في الإحياء والقرى البعيدة. وحينما نقول الأحياء نقصد المراكز الصحية التي تعاني من الإهمال المخيف حتى في وسط الخرطوم. مركز صحي القوز يعمل بمزاج من يديرونه، ومركز صحي الرميلة يحتاج للترميم، وهذان المركزان يقدمان الخدمات العلاجية لسكان القوز والرميلة والحلة الجديدة. وسكان هذه المناطق الآن يشكلون ضغطاً كبيراً على مركز صحي الشجرة ونتوقع بهذا الضغط إن تقل كفاءة مركز الشجرة. والمناطق المذكورة تعتبر من اقرب المناطق للقصر الجمهوري «يعني لوسط الخرطوم. ولكم أن تتخيلوا حال المناطق التي تبعد قليلاً عن الخرطوم. أهل المناطق القريبة بإمكانهم إسعاف مرضاهم إلى أحد مستشفيات الخرطوم ويصعب هذا الأمر على المناطق البعيدة. من قبل تحدثنا عن مركز صحي السليمانية شرق، وبعد معاناة طويلة تم افتتاح المباني الرائعة، ولكن هذه المباني تحتاج للخدمات الصحية من معمل حديث وصيدلية، وأن يتوفر فيها العلاج والاختصاصيون. أهل المنطقة ملتزمون بتوفير السكن للطبيب المقيم، وعلى وزارة الصحة وضع برنامج للاختصاصيين حتى يقل الضغط على المستشفى التركي ومستشفى الخرطوم وغيرهما من المستشفيات الكبيرة. أما أهل السليمانية غرب فإنهم يصرخون بصوت عالٍ لإتمام صيانة المركز الصحي في أم القرى بالريف الجنوبي. مركز السليمانية غرب كان في السابق يقدم خدماته لأهل المنطقة والقرى المجاورة، والأخ اليسع الصديق التاج معتمد أم درمان يعلم ذلك جيداً. نرجو أن ينجح اليسع في إدارة دفة أم درمان ويعطي الريف الجنوبي حقه كاملاً. إدارة محلية بحجم أم درمان تحتاج للكثير من الحكمة والصبر والمثابرة، ونحن نثق في قدرات اليسع لجعل ام درمان منارة بدءاً بريفها الجنوبي الذي يعاني كثيراً من نقص الخدمات. ونرجو أن تكون فترة تكليف الأخ اليسع هي البداية نحو إعمار الريف الجنوبي وتطويره بدءاً بمركز صحي السليمانية غرب وإكمال الطريق للقرية والقرى المجاورة، وانتهاءً بوضع لمسات جمالية على ريفنا الجنوبي وإنارة شوارعها كما ذكر والي الخرطوم في احتفال الرياض. إن الأولوية للصحة والتعليم، ثم تأتي بعد ذلك الإنارة خاصة في قرى الخرطوم التي تحتاج للكثير من العمل والخدمات. وهذه الخدمات خاصة الصحية تحتاج للرقابة المكثفة حتى تتطور وحتى لا يهدر المال العام. وإهدار المال طرحه بعض أهلنا في السليمانية غرب حول اختفاء سيارة المركز الصحي. الكثيرون يسألون أين ذهبت وماذا حل بها وهي التي كانت تعمل ليل ونهار. مع الخدمات ننتظر وغيرنا كذلك من الأخ مدثر عبد الغني وزير الزراعة بالولاية زيارة مشروع الجموعية الزراعي. نجح مدثر في إدارة المال في نهر النيل وننتظر منه النجاح زراعياً في العاصمة المثلثة. مشروع الجموعية يشكو من الإهمال ومازال، وبه المخرج الاقتصادي إن حسنت إدارته. الجموعية ينتظرون اليسع ومدثر في الخدمات والزراعة، ونحن كذلك ننتظر معهم.