في الوقت الذي تتسارع فيه خطى التطور التقني والتكنولوجي الذي أصبح بموجبه العالم قرية صغيرة، ما زالت الكثير من ولايات السودان تعانى من تدهور البنية التحتية للتعليم والفاقد التربوى والأمية التى أضيفت لها أمية اخرى وهى «الأمية التقنية» وجنوب دارفور واحدة من الولايات التى تعانى فى هذا المجال لما مرت به من تعقيدات بفعل الحرب والصراعات القبلية وغيرها. ولعل ما تقوم به المؤسسة الشبابية لتقانة المعلومات كواحدة من المؤسسات الطوعية بالاتحاد الوطنى للشباب السودانى بجنوب دارفور فى مجال الحرب على الأمية التقنية كان محل تقدير حكومة الولاية والمجتمع كافة. فتلك المؤسسة اسهمت كثيرا في دخول العديد من الشباب سوق العمل ووداع البطالة، وها هى تحتفل بكرنفال التقانة الثانى للعام 2014م تتويجاً لعدد من الأنشطة التى تمت رغم شكاويها من ضيق اليد ومحدودية الإمكانات. وقد شهد ممثل والي جنوب دارفور معتمد نيالا شمال الهادي عيسى سعيد الأسبوع الماضي بقاعة شموس للمؤتمرات بنيالا احتفال الاتحاد بتخريج «700» شاب وشابة في مجال تعليم الحاسوب بجانب تمليك أجهزة اللابتوب بالأقساط المريحة، فضلا عن تمليك كود حسابات تحويل الكهرباء للمستفيدين، وتنظيم ورشة حول الحكومة الإلكترونية وافتتاح المركز التقاني النموزجي بمدينة نيالا. وقال مدير المؤسسة لتقانة المعلومات بالولاية سالم محمد الشيخ إن المؤسسة منذ ميلادها بالولاية حملت العديد من الأهداف من بينها تدريب الشباب على استخدام الحاسوب والاستفادة من طاقاتهم الكامنة وتسخيرها خدمة لقضايا الوطن، بجانب التقليل من الآثار السالبة للاستخدام التقني وتوطين التقانة وإعداد البنى التحتية، فضلاً عن المشاركة في التنمية العامة والتنمية البشرية مستخدمين في ذلك العديد من الوسائل للتدريب الاساسي والمتقدم والمحاضرات العلمية والنظرية والسمنارات وورش العمل الى جانب الحاضنة الإلكترونية وحملة فك الحظر على البرمجيات، إلى جانب مشروع لابتوب لكل شاب وشابة وإعادة تأهيل أجهزة الحاسوب. وقال إنهم في مجال مشروع تمليك لابتوب لكل شاب تحت شعار «تمليك,وتدريب,وتشغيل» استفاد منه عدد «1000» شاب وشابة بجانب تخريج «5» آلاف فى مجال تعليم الحاسوب ودورات تدريبية مختلفة اساسية ومتقدمة بجانب «300» مستفيد مجال الاستخدام الآمن للانترنت و«200» فى مجال بيع الكهرباء عبر الانترنت، وقال سالم ان الولاية تحتاج لبنيات تحتية من اجل توطين التقانة التى يسعون اليها، بينما اشتكى رئيس الاتحاد الوطنى لشباب الولاية حافظ القوني من قلة مواعين التدريب التقني بالولاية في ظل رفعهم لشعار التقانة للجميع، وأضاف أن لديهم مركزين فقط بحاضرة الولاية وأملهم ان يكون بكل محلية مركز لتعزيز قدرات الشباب تقنياً، مشيراً الى أن ثورات الربيع العربى انطلقت من بوابة التقانة، وتابع القوني «لو حتى نبدأ من الصفر التقانة لازم تستمر»، فيما قال مدير المؤسسة الشبابية بالمركز معتصم الصادق آدم إن جنوب دارفور رغم ما تعانيه من مشكلات إلا ان الشباب بذلوا جهودا كانت محل تقدير المركز. وقال «المؤسسة ستظل الذراع الفاعل فى بسط ونشر التقانة والسعي لتنفيذ مشروع الحكومة الالكتروونية»، وكشف عن رصد «10» آلاف فرصة للتدريب المتقدم سيكون للولاية نصيب كبير منها، وفى السياق قال ممثل الوالي معتمد نيالا شمال الهادي عيسى إن الحكم اصبح بالعلم والتقنية وليس باللاندكروزر والدوشكا، وحمل الشباب مسؤولية قيادة التغيير ومعالجة ما تمر به الولاية وتابع «الإنقاذ لها 25 سنة ونحن في دارفور قضيتنا منو يبقى وزير ومعتمد وأنتم الشباب اذا لم تتمسكوا بزمام التعليم سنظل هكذا» واضاف ان اي شيء يقوم دون علم لا فائدة منه. وقال عيسى ان التقنية اصبحت سلاح العصر ولابد من مواكبتها، وقال ان المؤسسة قامت بدور كبير فى هذا المجال. وأشاد بفكرة الحكومة الالكترونية، وقال إنها ستقلل التكاليف والوقت، وحول الورشة الخاصة بالحكومة الالكترونية قال مدير الرخصة السودانية لتشغيل الحاسوب محمد الفاتح موسى إن الورشة هدفت للتعريف بمفهوم الحكومة الالكترونية نتيجة لوجود خلط كبير بين الادارة الالكترونية التى تهتم بالإجراءات التي تتم داخل المؤسسة، بينما الحكومة الالكترونية تهتم بالخدمات المقدمة من الحكومة والقطاع الخاص للمواطنين، وأضاف الفاتح ان هناك مقومات كبيرة لنجاح رؤيتهم المستقبلية الرامية للربط الشبكي منها توفر الطاقة ومدى وعي الناس والمسؤولين بالتقانة، وأشار الى ان معظم ولايات البلاد مهيأة لمشروع الحكومة الالكترونية. وشكا من هجرة العقول البشرية للخارج ووصفها بالاستنزاف للموارد، وقال ان الخطوة خطيرة جدا على مستقبل الأجيال القادمة وتحتاج لمعالجات جذرية على المستويات السياسية، وأبدى الفاتح استعدادهم التام للتعاون مع الولاية والمؤسسة الشبابية لتكثيف برامج التأهيل التقني وإنفاذ مشروع الحكومة الالكترونية بجنوب دارفور. وفي ختام كرنفال الشباب قام الاتحاد الوطني بتكريم «الإنتباهة» تقديراً لدورها الكبير تجاه قضايا إنسان الولاية.