ما يميز المشجع السوداني لكرة القدم عدم ميله للعنف الجسدي رغم أنه وفي غمرة حماسه ممكن أن يتفوه بألفاظ حادة ويتشجع بعصبية زائدة في بعض الاحيان ولكن في الغالب الأعم فإنه مسالم جدا مهما تحدث البعض عن التعصب في الملاعب إلا أن الحقيقة تبقى بأن المشجع ينتهي تعصبه بإنتهاء المباراة لذا نادرا ما نجد ضربا وصداما بين المشجعين بعضهم البعض أو مع رجال الأمن ويتحدث الناس عن دور كبير تلعبه الصحافة الرياضية في تغذية التعصب في نفوس المشجعين وهو أمر غير موجود على أرض الواقع ويمكننا أن نقول بأنه حب يتم التعبير عنه بصوت مرتفع يميل أحيانا إلى الحدة وأكبر دليل على ذلك بأن مباريات القمة عادة ما تنتهي بسلام بل نجد بأن مشجعي الفريقين يذهبون مع بعضهم البعض بعد إنتهاء المباراة ويداعبون بعضهم في ود دون أن تحدث إحتكاكات بينهم لذلك على الذين يتحدثون عن التعصب وتأثيره أن يكفوا عن ذلك فلا دليل عملي واحد يدل على ذلك وإنما هذه أوهام تعشعش في رؤوس البعض لا أظن أن الأجهزة الفنية تحتفظ في سجلاتها بحالات يمكن تصنيفها بعنف الملاعب لأنها لا توجد أصلا نحن على أعتاب موسم جديد ويأمل الكثيرون بأن يكون الموسم الجديد مميزا في كل شيء على الرغم من إيماننا التام بعدم وجود العنف في ملاعبنا إلا أن ذلك لا يمنع من الدعوة لنشر ثقافة عدم الغلو في التشجيع والمواصلة في التشجيع المهذب القوي والمداعبات البريئة والتي لا تخدش الحياء العام أعتقد بأن طبيعة المجتمع السوداني المتسامحة هي التي أثرت في السلوك العام للمشجع السوداني ويجب أن نتمسك بهذه الثقافة وعدم التفريط فيها لا يمكن مقارنة تشجيع أنديتنا ومنتخاباتنا مع بعض الدول المجاورة ناهيك عن البعيدة في اوروبا وغيرها ويكفي ما شهدناه من قبل في مصر وفي الكنغو وفي تونس والجزائر من المؤكد بأن الإعلام له دور وتأثير كبيرين على المهتمين بالرياضة من مشجعين وإداريين ولاعبين وغيرهم لذا عليه أن يؤكد على قيم التسامح والمحبة وهي الدعوة التي تحملها الرياضة أصلا آخر الكلم دعونا نواصل في هذا النهج الجميل وعلينا عدم تحميل الاشياء أكثر مما تحتمل ،فالمشجع السوداني واع والإعلام الرياضي رغم تفلتات البعض إلا أنه لا تأثير لهذه التفلتات في المحصلة العامة والنهائية.