حررها: المثنى عبد القادر الفحل طالت جميع الوجوه حالة من الصدمة والذهول في مستشفى بحري صباح يوم الخميس الماضي الموافق الأول من ديسمبر الجاري عند وفاة الحالة الثالثة المتضررة من جهاز (MVA) الذي استخدمه المستشفى في عملية أُجريت للشهيدة «إسراء إبراهيم العوض»، قد سبق أن تناولنا حالتها في الحلقة السابعة عندما زار ذووها «الإنتباهة» وطالبوا وزارة الصحة بالتحرك إزاء ما يجري وما يقوم به الجهاز الذي تشير القرائن أنه تسبّب في إحداث حالة تسمُّم عام أدى لوفاتها، بينما جهاز (MVA) الأمريكي لا يزال يعقر في أرحام نسائنا مما يطرح سؤالاً عن عدد النساء اللآئي لقين مصرعهنّ بهذا الجهاز.. لا نعلم لكن الله يعلمهنّ، والمسؤولية في رأينا تتحملها وزارة الصحة التي لم توقف الجهاز ولم تستجب لدعوتنا إلى إيقاف شركة (dkt) الأجنبية في السودان مهما قتلت ومهما فعلت. تفاصيل استشهاد إسراء قال والد الشهيدة إن ابنته إسراء وصلت إلى مستشفى بحري للنساء والتوليد في أكتوبر الماضي وأُدخلت لإجراء عملية إجهاض مستعجلة فقام الأطباء بإجرائها بغرفة شركة (dkt) وبنفس الجهاز مما أحدث خرقًا في جدار الرحم وسبّب لها حالة من النزيف المتواصل، وقد أُجريت لها العملية بدون تخدير، والمدير عندما اشتكى أهل المريضة له، قال لهم أجروا صور أشعة، مع العلم أن مستشفى بحري بأكمله ليس به قسم أشعة، ولا نعرف فيم يعمل موظفو الأشعة بالمستشفى!! ، وظلت الشهيدة ولمدة أسابيع تعاني من الحادث وزارتها «الإنتباهة» يوم السبت الماضي أي قبل وفاتها بخمسة أيام والتقيتنا والداتها وأسرتها الكريمة، وكانت حالتها تدعو للأسى من جراء مصابها، ولحسن الحظ عند خروجنا من العنبر تمكنّا من زيارة غرفة شركة (dkt) في المستشفى التي كانت في الأصل حمّامًا أو «مرحاض»، وكتبناها بالتكرار هذا ليعلم المسؤولون أين تُجرى عمليات المواطنين الذين يُفترض أن يكونوا مسؤولين عن صحتهم، وحتى الغرفة نفسها تفتح على استراحة للممرضات، ولن نستمر في الكتابة عن ذلك لكن على المسؤولين إلقاء نظرة فحسب عليها ليعلموا من أين جاء التسمم الذي أصاب الشهيدة.. جاء صباح يوم الخميس وفاضت روح الشهيدة وهي تئنُّ من الألم الذي ظلت تعاني منه طوال فترة مكوثها بالمستشفى، وعلى الفور تحركت «الإنتباهة» إلى المستشفى وتابعت تفاصيل الوفاة التي نتجت بسبب حالة تسمم عام في الجسم بسبب الخرق الذي أحدثه الجهاز الذي يقبع في غرفة شركة (dkt) ولا يزال يعمل حتى كتابة هذه الأسطر. إن مأساة الشهيدة ستظل عبرة خاصة وأن والدها بعد أن قام بفتح بلاغ ضد المستشفى لمقاضاته وإرسال جثمان ابنته إلى المشرحة رفض بعض أفراد الأسرة تحت مسمى «العفو» ونيل الثواب في الدار الآخرة، وعلى هذا الأساس تحرك والد الشهيدة إبراهيم العوض إلى نيابة بحري ليقوم بشطب البلاغ بعد أن اتهم المستشفى بقتل ابنته، وعاد الأب المكلوم إلى المستشفى مرة أخرى وحمل ابنته وعاد إلى بلدته ليقوم بأخذ واجب العزاء في ابنته. من هو أسعد إنسان باستشهاد إسراء؟ إن السعادة الغامرة التى ستملأ قلب ملك الدعارة الأمريكي فليب داود هارفي كبيرة بعد وفاة الشهيدة إسراء العوض خاصة وأن إسراء أُضيفت إلى معدلات وفيات الأمهات بالجهاز نفسه الذي صنعته الشركة، بالتالي فإنه سيتمكن من تقليص حجم سكان السودان على ذات الشاكلة أسرع من الخطط المتوقّع لها عبر أجهزته الفتاكة التي أصبحنا نتعامل معها باعتبارها أمرًا واقعًا، من أجهزة الشفط الكهربائي وجهاز (mva) وموانع الحمل من واقٍ ذكري وحبوب منع الحمل، فكل منتجات الشركة الأجنبية تعمل على قدم وساق وتعمل في الشعب ما تعمل فتزهق الأوراح أولها الشهيدة إسراء وغيرهنّ قادمات للمستشفى ولا يعلمن أن الموت قد ينتظرهنّ بتلك الأجهزة. وعندما ذكرت «الإنتباهة» في الحلقات السابقة ما جرى للمريضات وثالثتهنّ كانت الشهيدة «إسراء» لم يتحرك أحد لإغاثتهنّ بما فيها وزارة الصحة لترى في الواقع ما جرى لهنّ، وكل الذي جرى أن والد إسراء قام برفع شكوى للمجلس الطبي الذي زار غرفة الشركة الأجنبية ببساطة ولم يتخذ أي إجراء ضدها حتى فاضت روح الشهيدة، وما يهمُّنا هنا، هل صادق مجلس التخصصات الطبية وسمح بذلك باستعمال جهاز الشفط الكهربائي لكل مريضة؟ وما هو البرتكول المتّبع في هذه الغرف وما حقيقة ما يجري في المستشفيات الأخرى في المناطق النائية التي دخلت عليها الشركة وكأن السودان ليس فيه جهات معنية بالتدريب والتأهيل. جهاز «mva» المجهض الشيطاني إن حالة الشهيدة إسراء العوض مشابهة لحد كبير لحادثة مقتل الأمريكية جويس جونسون التي تعد أول قتيلة بواسطة ذات الجهاز في العام 1955 م بالولايات المتحدةالأمريكية مع اختلاف التوقيت والمكان، فالشهيدة إسراء التي توفيت في مقتبل العمر شاءت أقدار المولى عز وجل أن تُجري عملية الإجهاض في المستشفى، وهي مختلفة عن الأمريكية جويس التي رغبت في إجهاض حملها بإرادتها، فالجهاز الذي استُخدم ضد الشهيدة إسراء كان الجهاز الكهربائي، فيما استخدم اليهودي كارمن هارفي في إجهاض الأمريكية جويس جهاز (mva) العادي الذي يشبه «الحقنة» لكنه بمقاس أكبر، وبحسب إفادة التقرير الذي تحصلت عليه «الإنتباهة» فإن الشهيدة قد حدث لها ثقب في الرحم، وعلى ذات السياق قال زوج القتيلة الأمريكية في عام 1955م إن زوجته أُصيبت بخرق أيضًا في الرحم بسبب ذلك الجهاز، نُقلت القتيلة جويس على إثره إلى مستشفى جويس العام لتلقي علاج متخصص، لكنها توفيت هناك. وأكد تقرير تشريح الجثة أن موت جويس كان بسبب الالتهاب الرئوي الشعبي الناجم عن الإجهاض المتفسخ، ومن جويس التي قُتلت قبل أكثر من «50 عامًا» عاد الجهاز نفسه ليغتال الشهيدة إسراء ويسبِّب لها ما سبَّب، لكن هل تتعظ وزارة الصحة وتوقف العمل بذلك الجهاز أم تواصل العمل وتنتهز فرصة أن السودانيين شأنهم العفو والصفح عند أولياء الدم وتواصل في مخطَّط فيليب داود هارفي لمحو السودانيين من أرضهم .! تجاوزات الشركة لمجلس التخصصات الطبية إن الجهاز الذي أدى لحالة تسمم للشهيدة ويتبع للشركة الأجنبية ليس وحده المسؤول وإنما أيضًا عدم وجود الكوادر الطبية من الأطباء الذين يجب أن تندرج تحتهم المسؤولية، فلماذا تجاوزت شركة (dkt) الأجنبية مجلس التخصصات الطبية وتقوم بأعمال التدريب في مجال حيوي يتعلق بالصحة العامة للناس؟، وللعلم فإن الشخص المكلف من الشركة الذي يقوم بالتدريب شخص غير معتمد من المجلس، وهل أجاز مجلس التخصصات الطبية العمل بجهاز (mva) للشركة في غرفة عملياتها في مستشفى عام، ولماذا تعمل الشركة في المستشفيات العامة ولم تنشئ مستشفى لوحدها تتحمل فيه مسؤولية ما تُجريه من عمليات؟، الإجابة بسيطة وهي أن الشركة الأجنبية غير مؤهلة لإقامة مستشفى في البلاد لأنها تتبع لرئيسها فليب داود هارفي وهو ملك الدعارة في أمريكا وصاحب مصانع الدمى والألعاب الجنسية وفنادق الدعارة بالعالم في أكثر من دولة، ثانياً أن رأس ماله الشركة الأجنبية من شركة تُدعى «دو برازيل» وهي شركة برازيلية تعمل على رعاية الشواذ جنسياً في بلادها وتدعم زواج الرجال من الرجال والنساء من النساء، ثالثاً أن الشركة تعمل في المستشفيات العامة لكي لا تخضع للمساءلة القانونية، ويكون المستشفى هو المسؤول الأول والأخير، وبحسب عقد الشركة مع وزارة الصحة الذي لدى «الإنتباهة» نسخة منه، فإنه لا يحق لأي مواطن أو مريض متضرر من الشركة رفع دعوى عليها، رابعاً أن الدليل الملموس حيث يقول أحد الأطباء النواب ل«الإنتباهة» فضّل حجب اسمه إن مدير التدريب بالشركة الأمريكية الذي يُدعى أيمن المغربي كان يدربهم على استخدام جهاز الشفط الكهربائي داخل غرف (dkt)، وتساءل نائب الاختصاصي تلقائيًا: أين ذهب استشاريو المستشفيات ولا يوجد من الاختصاصيين أي شخص ليتعامل مع هذه الأجهزة بالطريقة السليمة والعلمية والصحية، بالتالي فإن ما يجري بغرف شركة (dkt) داخل المستشفيات لا يعلمه إلا الله، وهنا يجب أن نذكر أن بعض المستشفيات عقودها انتهت مع الشركة الأجنبية منذ فترة، لكنها لا تزال تعمل بها، وليعلم المواطن أيضًا أن الشركة الأجنبية تعمل في تلك المستشفيات بمقابل مادي وأن الأخيرة مدينة للشركة بملايين الجنيهات مقابل عملها.. وببساطة أن أجهزة الشركة تقتل المواطنين ومستشفيات وزارة الصحة تدفع لهم المقابل. المجلس الطبي في «الحمّام» الذي أصبح غرفة عمليات علمت «الإنتباهة» أن لجنة تحقيق من المجلس الطبي زارت مستشفى بحري وبالتحديد غرفة شركة (dkt) التي كانت حمامًا قبل تأهيلها وتصبح غرفة لعمليات الكحت بالمستشفى، وأكد المصدر أن الوفد الطبي ضم المستشار القانوني للمجلس الطبي بالإضافة لعدد من الأطباء، مؤكدًا أن التحقيق جاء لشكاوى المواطنين الذي أُجريت لهم عمليات تضرروا منها وتسببت لهم بتبعات لا يزالون يعانون منها حتى الآن، يُذكر أن «الإنتباهة» عرضت ثلاث حالات لشكاوى المواطنين الذين تم إجراء عمليات لهم في تلك الغرفة، وتسبّب جهاز (mva) الذي تورِّده الشركة الأجنبية في اختراق رحم إحدى المريضات مما عجّل بإجراء جراحة لها واقتطاع جزء من الأمعاء التي خرجت بسبب الجهاز. أخيراً إن روح الشهيدة إسراء لا يجب أن تضيع ويجب معاقبة من ارتكب الأخطاء بحقها وأضر بها مرتين: الأولى عندما استخدم جهاز الشركة الأجنبية، والثانية بالطبيب الذي درّبته الشركة، ولا يجب أن ننسى وزارة الصحة التي لا تزال هي المشرفة على كامل هذه المأساة والمستشفى والطبيبة التي أجرت العملية. نواصل،،، الحلقة القادمة.. }من هم الناطقون رسمياً باسم شركة (dkt) الأجنبية؟ } ماذا يجري في برنامج الصحة الإنجابية بالسودان؟