{ وسلطان مصر مصر المماليك يبيعونه في السوق ألبسوه خرقة ودقوا عليه الجرس وفتحو المزاد واشتراه مواطن.. { وبيع السلطان كان يتم بأمر من «العز بن عبد السلام» أحد أبرز العلماء يومئذٍ. { العز يفتي بأن السلطان الذي كان عبداً مملوكاً وتسلق حتى أصبح سلطاناً هو عبد لا تجوز طاعته ولا .. ولا.. حتى يُعتق. { والناس تحت سلطان الدين يطيعون العز.. { والحكاية التي هي شيء يمكن أن يحدث في الأمة المسلمة فقط أعظم أمة على وجه الأرض يستعيدها توفيق الحكيم في مسرحية السلطان الحائر. { قبلها أيام الحيرة.. زمان عبد الناصر .. كان الحكيم يكتب مسرحية. { وفي المسرحية المسافرون في قطار في الخلاء يقتربون بالقطار من جسر صغير فوق هاوية. { والقطار يتوقف والسبب هو أن أحد قادة القطار يرى أن النور الذي يأذن أو يمنع العبور يُطلق الضوء الأحمر { لكن السائق الآخر يقول : لا النور أخضر { وكان يراه كذلك { المسافرون كلهم هبطوا ينظرون.. { وانقسموا بين أحمر وأخضر { الحكيم كان يعلق على مشروعات الدولة وقادتها. { و«عيون» القادة هؤلاء { والحكيم يقول إن الأمر ليس هو النور الأمر هو «العين» التي ترى! { والجسر الآن جسر الاقتصاد والمشاركة والمشروعات جسر تنظر إليه العيون وترى الأحمر والأخضر والأزرق ولون زينب. { والجهات التي تطارد السودان أيضاً هناك.. تقوم بعمل لا يكاد يخطئ الهدف. { والجهات هذه التي تعجز عن التشكيك في النور تشكك في العيون وبتجربة سابقة وتجارب ناجحة جداً في التشكيك { «أفي الله شك»؟! لا .. تظن أن الأمر انتهى؟..لا ..الأمر قديم.. أمر التشكيك والبراعة فيه. { والناس يعتقدون أن الجهات هذه.. التي تشكك في التوجه الإسلامي تلقت الضربة المعجزة بعد التوجه الإسلامي. { والجهات هذه تنحني في نعومة للقرآن للنصوص ثم ترفع عيونها ببطء { وتقول نعم للقرآن لكن «فهم » القرآن هذا هو ما نقول فيه لا لفلان ولا لفلان والتشكيك يجد ثقباً جديداً { وورقة هايدلبيرج التي تتحدث عن «فشل التجربة الإسلامية في السودان» كما تقول تذهب إلى الأسلوب هذا { ونعود إلى هايدلبيرج «2» { والحديث عن الاقتصاد يعود الآن.. في أيام الميزانية { وأبرع من كتب المقالة القصيرة كان هو الاستاذ علي حامد يكتب مساحة مثل أصابع اليد في صحيفة الرأي العام { وعن الاقتصاد والمشاركة الشعبية واللصوص على حامد كتب يوماً: { إمبراطور الصين أمر بإضاءة مدينة بكين والإمبراطور قام بتسليم التكلفة كاملة للوزير { والوزير أمر بإضاءة بكين وقام بتسليم نصف المبلغ لعمدة بكين { والعمدة أمر بإضاءة بكين وقام بتسليم نصف ما وصل إليه لكبير المهندسين. { وكبير المهندسين أمر بإضاءة بكين وقام بتسليم نصف ما وصل إليه للمهندس الأول. { والمهندس الأول.... { والناس حين طال انتظارهم للإضاءة التفت عجوز وأوقد شمعة في بيته. { جاره أوقد شمعة وجار الجار... و... و... { بكين أضاءت { والميزانية الآن يهمس فيها حديث عن زيادة هنا وهناك { وأحمد الطاهر قال لا.. والمسؤولون قالوا لا و... حتى إضاءة العجوز لبيته يرفضها النواب. { والحكاية التي تسخر من الدول الفقيرة كانت تقول : الدولة الفقيرة أرسلت للغنية تطلب معونة الدولة الغنية قالت : ليس عندنا شيء .. اربطوا الأحزمة { وفي الحال جاء الرد : أرسلوا الأحزمة { والناس سوف يقولون للوطني { أرسلوا الشموع لإضاءة بكين!! «3» { النور أمام الجسر واضح وأخضر. { وممتع أن عمر سليمان مدير مخابرات مبارك في زيارته الأخيرة للخرطوم كان يهدي كتاب الحكيم هذا لأحد مرافقيه. { وعمر سليمان يصبح شخصية مثيرة جداً في ملف السودان مع آخرين. { فالرجل كان هو من يدير مصر في آخر أيام مبارك { والرجل الذي يجعل مبارك يُقنع الخرطوم بقبول القوات الإفريقية التي تصبح ورطة كانت آخر زيارة له لبلد في العالم هي زيارته للسودان. { والخرطوم تستغرب الزيارة المفاجئة ومعه مبارك.. ثم الخرطوم تفهم حين تستمع إلى عمر سليمان وهو يطلب من البشير الاستجابة للجنائية. { عمر سليمان مدير مخابرات مصر وكازيني مدير مخابرات موسيفيني وأخطر رجل مخابرات في إفريقيا وعبدالله السنوسي مدير مخابرات القذافي و... و... كلهم كان يعمل ضد الخرطوم في وقت واحد. { والنتيجة؟! كلهم الآن تحت نوع من التراب.. والبشير .. سااااااالم.. والحمد لله. { الخرطوم عليها الآن ومنذ الآن أن تنطلق لتعبُر آخر الجسور، جسر الاقتصاد. { وأن تعبر مع آخرين. { وعن الآخرين يهاتفنا أحدهم ليقول { أستاذ قبل سنوات تكتب عن وزير فرنسي تدعوه جمعية «العراة» لناديها { والوزير.. بدبلوماسية كاملة يدخل النادي وهو عريان تماماً.. مجاملة لأهل الدعوة { ليجد أن أهل النادي كانوا وبدبلوماسية كاملة ينتظرونه في بدلة كاملة وربطة عنق.. مجاملة للوزير. { أستاذ {المدعوون من الاتحادي والأمة هل استقبلناهم ببرنامج وتنسيق أم «بدبلوماسية كاملة»؟! ٭٭٭ بريد { أستاذ المناصير في حديثنا أمس كنا نطلب الاستجابة لهم أولاً على حق كانوا أم غيرها. { مفهوم كدا؟!