في بداية القرن الماضي وتحديداً في العام 1906 كانت بداية إنشاء القيادة الشمالية ببلكات السواري الراكبة وذلك عندما عسكرت قوة بمنطقة ود حامد ثم انتقلت هذه البلكات إلى شندي وأقامت في مبانٍ مستديمة في منطقة الخدير بشندي هذه القوات شاركت بهذا الاسم في معارك كثيرة وانتصرت فيها ومن ذلك مشاركتها في معركة كردفان في العام 1910م ومعركة ميري ودارفور والفاشر ومعركة نيما بالجبال ومعركة النوير ومعركة دينكا عالياب، ولقد كان لقوات السواري دور بارز في معارك السودان ضد القوات الغازية الأجنبية الإيطالية وذلك عند اشتراكها في عملية استرداد الأراضي السودانية في الشرق في كل من القلابات، كسلا، قيسان، الكرمك، وقد منيت القوات الإيطالية بهزيمة تاريخية منها. وبعد عودة هذه القوات من العمليات الناجحة تم تجميعها في عطبرة وسميت بالأورطة الرابعة وأعيد تنظيمها وإعدادها للمشاركة في الحرب بشمال إفريقيا حيث إنها اشتركت في معركة العلمين الشهيرة، وفي العام 1954م بدأ تكوين القيادة الشمالية بشكلها الجديد وتم تدريب الأفراد الذين تم تجنيدهم بمدرسة المشاة أم درمان وتم تقسيم القوة إلى ستة بلكات وتم تجميعها بالقيادة العامة تحت قيادة الأميرلاي حسن بك جوهر والذي اعتبر أول قائد لقوات الشمالية ثم وزعت إلى جبيت وشندي.. وعند قيام التمرد في الجنوب عام 1955م تم الدفع بكل البلكات إلى الجنوب وقد ساهمت بنصيب وافر في إخماد التمرد وكسر شوكته في مراحله الأولى ثم تم تجميع هذه البلكات كقيادة وصدق لها بقسم منفصل وسميت بالقيادة الشمالية وكان ذلك في العام 1957م وفي مقال نشر له في صحيفة المتحف الحربي العدد «34» وتحت عنوان «القيادة الشمالية الشماء» كتب اللواء الركن الشيخ مصطفى علي أن القيادة الشمالية قد أبلت بلاءً حسناً في عمليات استرداد توريت إلى أرض الوطن تحت قيادة الأميرلاي أحمد عبد الوهاب ونائبه القائم مقام الطاهر عبد الرحمن المقبول وكانت القيادة الشمالية الشماء تاريخاً ناصعاً ملئت وحفلت صفحاته الوضيئة بالأمجاد التي أنجزها قادة وضباط أشاوس سطروا تاريخها المجيد في مقدمة هاماتهم وحيد القرن وعلى جنباتهم الريشة الحمراء والخضراء وحرف «ش» ويواصل اللواء الركن الشيخ مصطفى علي حديثه أنه في أواخر العام 1952م انشأت القيادة الشمالية بتوجيهات من الجنرال إسكونز ونفذت عندما نقل إليها القائم مقام حسن جوهر وترقى القائم قام حسن جوهر إلى رتبة الأميرلاي ونقل إليها في العام 1953م القائم مقام أحمد أبو بكر من الدفعة الأولى براءة الحاكم العام والبكباشي عبدالله إسماعيل الأمير من الدفعة الثانية براءة الحكم العام ولكنه لم يستمر طويلاً حيث نقل إلى أورطة العرب الغربية، بدأت القيادة الشمالية العمل فعلياً بقيادة الأميرلاي حسن جوهر قائداً والقائم مقام أحمد أبوبكر قائداً ثانياً والبكباشي حسن عبد الوهاب قائد البلك الأول والبكباشي أحمد مختار جبرة قائد البلك الثاني وكان هنالك من الضباط المترقين من الصفوف اليوزباشي بلال إبراهيم واليوزباشي محمد علي الكودة كما نقل إليها في سلاح الهجانة الملازم مبارك عثمان رحمة والملازم عبد الحليم محمد خير شنان ومن أورطة العرب الشرقية الملازم ثاني جعفر محمد نميري وجميعهم من الدفعة الثالثة الكلية الحربية، وفي العام 1954م أصبحت القيادة الشمالية آخر قيادة أنشأت من القيادات وإذا كان هنالك فضل من نشأة القيادة الشمالية بهذه القوة والانضباط والمستوى العالي من التدريب فكل هذا الفضل يرجع إلى أول قائد لهذه القيادة وهو الأميرلاي حسن جوهر. إنجازات القيادة الشمالية نالت القيادة الشمالية جائزة الأورطة المثالية لذلك وبناءً على ذلك اُختيرت كأول وحدة تم تسليحها بالأسلحة الألمانية في ذلك الوقت وجمعت تحت قيادة اللواء العاشر مشاة وفي العام 1976 تم التصديق بإنشاء وتنظيم المنطقة الشمالية من ثلاث ألوية مشاة كأول منطقة عسكرية على مستوى القوات المسلحة واستمر هذا التنظيم حتى تم تعديله إلى تنظيم الفرقة الثالثة مشاة في يناير 1987م. شعار القيادة الشمالية عند بداية تكوين القيادة الشمالية كان شعارها جوقة خضراء تلبس الكسكتة «غطاء رأس» بالجنب الأيسر وبعد ذلك استبدل الشعار إلى علامة حمراء وخضراء في شكل مثلث ولاحقاً تم تغيير الشعار من شكل مثلث إلى شكل مستطيل باللون الأخضر والأحمر وأيضاً فوقه ريشة من نفس اللون الأخضر والأحمر.. وفي بداية السبعينيات استبدلت الكسكتة بالبوري الأغبش عليه الشعار الأخضر والأحمر في شكل مستطيل يوضع مع حاجب العين اليسرى بالحرف «س» من المعدن. موقع القيادة الشمالية أثناء حوادث الجنوب تم إنشاء البلك الثامن مع إجراءات تجهيز موقع للقيادة الشمالية فتم اختيار الموقع الحالي للفرقة الثالثة مشاة، وفي العام 1957م وإثر عودة البلكات من الجنوب والتي بدورها قد وجدت المباني جاهزة فأصبح من الصعب إدارة كل هذه البلكات من القيادة العامة، فتم نقل قيادة البلكات إلى شندي تحت قيادة الأميرلاي الطاهر عبد الرحمن عام 1957م وتم تغيير النظام إلى رباعي حيث تشمل الأورطة الأولى والثانية كل منها أربعة بلكات وتم دفع الأورطة الأولى إلى حلايب بقيادة القائم مقام الزين حسن، وأيضاً في عام 1957م نالت القيادة الشمالية جائزة الأورطة المثالية كأول وحدة تسلم الأسلحة الألمانية كما ذكرنا. اللواء العاشر ولد هذا اللواء العملاق بجانب اللواء الأول هجانة والرابع شرقية والسابع غربية في العام 1957م وأيضاً تحت قيادة الأميرلاي الطاهر عبد الرحمن وبدأ التجنيد بهذه الوحدة في العام 1954م وفي العام 1964م تم إنشاء الأورطة الثالثة بالرغم من المهام الملقاة على عاتق اللواء العاشر بمنطقة مسؤوليه بملكال وفي العام 1976م تم التوسع بإجازة قيام ثلاثة لواءات مشاة، وبدأ تكوين اللواء الحادي عشر بشندي ولكنه لم يكتمل، وكتنظيم ثلاثي تم إنشاء الكتيبة 105،118،119 وفي أكتوبر 1976 سمي اللواء العاشر بالمنطقة العسكرية الشمالية وذلك حتى العام 1987م ثم عدل الاسم إلى الفرقة الثالثة مشاة ومن العام 1987 وحتى 1988م تم إنشاء كتائب مستقلة هي ك 420 وك 193، ك179، وفي 3/2/1988 ولد اللواء الخامس عشر مشاة بشندي وهو حالياً اللواء الحادي عشر مشاة تحت قيادة العميد أ.ح عبدالله عبيد آنذاك وكان يضم ك 420، ك 138وك 132 وفي العام 1989م تم تكوين اللواء السابع مشاة بمعسكر المعاقيل بشندي بقوة ثلاثة كتائب وهي ك 160 وك 161 وك 162 مشاة وتحرك لمناطق العمليات بأعالي النيل في فبراير 1990م تحت قيادة العميد تاج السر محمد نجيب وبعد تكوين اللواء الخامس مشاة واللواء السابع عشر مشاة ولحاجة القيادة العامة لمزيد من القوات بمناطق العمليات تم التصديق بإنشاء عدد من الكتائب المستقلة وهي الكتائب 193،194،179،252،226،267 وكل هذه الكتائب عملت بمناطق العمليات بالجنوب والشرق وفي العام 1999 وبعد توزيع قوات الحدود تم ضم الكتيبة 495 حدود إلى الفرقة الثالثة مشاة وتم توزيعها على وحدات الفرقة وفي يوليو من العام 2000م تم تكوين الكتيبة 495 مستقلة وحركت في سبتمبر 2000م إلى منطقة المرخيات بأم درمان بغرض إلحاقها إلى الفرقة السابعة عشرة مشاة الإحتياطية بالمرخيات. وقد مثل اللواء العاشر القوات المسلحة والسودان عند اشتراكه في قوات حفظ السلام بالكنغو وأيضاً في اشتراكه بقوات حفظ السلام بلبنان كما اشترك اللواء العاشر في الحرب العربية الإسرائيلية والحرب الإيرانية العراقية.