الشاعر نزار قباني «رحمه الله» عرف بشعره الغزلي والاجتماعي والسياسي وقد انتقدته في مقال طويل نشرته جريدة «المسلمون» في الثمانينيات عن فقرات وردت في كتابه «الشعر قنديل أخضر» وهو يقول: «انظروا كيف تسيل حنجرة الله بالشعر» : ثم أورد سورة مريم على أبيات كما يفعل كتاب شعر التفعيلة. «استغفر الله» ولكنه في أخريات أيامه عاد إلى صوابه واستغفر ربه لعل الله يتقبل منه وكتب القصيدة التالية يمدح فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم: عز الورود.. وطال فيك أوام..... وأرقت وحدي والأنام نيام ورد الجميع ومن سناك تزودوا.. وطردت عن نبع السنى وأقاموا ومنعت حتى أن أحوم ولم أكد . وتقطعت نفسي عليك .. وحاموا قصدوك وامتدحوا ودوني اغلقت ..... أبواب مدحك.. فالحروف عقام أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني ...... خجلا.. تضيق بحملي الأقدام أمن الحضيض أريد لمساً للذرى ........جل المقام.. فلا يطال مقام وزري يكبلني.. ويخرسني الأسى فيموت في طرف اللسان كلام يممت نحوك يا حبيب الله في شوق..تقض مضاجعي الآثام أرجوالوصول فليل عمري غابة.... أشواكها.. الأوزار والآلام يا من ولدت فأشرقت بربوعنا... نفحات نورك..وانجلى الإظلام أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي... أيرد عن حوض النبي ..هيام كيف الدخول إلى رحاب المصطفى... والنفس حيرى والذنوب جسام أو كلما حاولت إلماماً به... أزف البلاء فيصعب الإلمام ماذا أقول وألف ألف قصيدة... عصماء قبلي سطرت أقلام مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم .. أسوار مجدك فالدنو لمام ودنوت مذهولا.. أسيرا لا أرى .... حيران يلجم شعري الإحجام وتمزقت نفسي كطفل حائر .... قد عاقه عمن يحب ..زحام حتى وقفت أمام قبرك باكيا .... فتدفق الإحساس ..والإلهام وتوالت الصور المضيئة كالرؤى.. وطوى الفؤاد سكينة وسلام يا ملء روحي..و هج حبك في دمي.. قبس يضيء سريرتي.. وزمام أنت الحبيب وأنت من أروى لنا.. حتى أضاء قلوبنا الإسلام حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى من يحمه الرحمن كيف يضام وملأت هذا الكون نورا فأختفت.... صور الظلام.. وقوضت أصنام الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ... فالمسلمون عن الطريق تعاموا والذل خيم فالنفوس كئيبة ....... وعلى الكبار تطاول الأقزام الحزن أصبح خبزنا فمساؤنا... شجن وطعم صباحنا أسقام واليأس ألقى ظله بنفوسنا... فكأن وجه النيرين.. ظلام أنى اتجهت ففي العيون غشاوة ... وعلى القلوب من الظلام ركام الكرب أرقنا وسهد ليلنا ... من مهده الأشواك كيف ينام يا طيبة الخيرات ذل المسلمون ....... ولا مجير وضيعت ..أحلام يغضون ان سلب الغريب ديارهم .. وعلى القريب شذى التراب حرام باتوا أسارى حيرة..وتمزقا ...... فكأنهم بين الورى..أغنام ناموا فنام الذل فوق جفونهم .....لا غرو ضاع الحزم والإقدام يا هادي الثقلين هل من دعوة ندعى بها .. يستيقظ النوام