بعد أن رفع سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء بأقل من ستمائة عام ولد سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله الهاشمي في مكةالمكرمة خاتماً للأنبياء والمرسلين، وسبقت ولادته البشائر وعرف بالنبوة بين الملأ الأعلى سكان السماء «الملائكة» قبل أن تكتمل خلقة «أبو البشر» آدم عليه السلام والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله. ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العصماء واليوم نحتفل بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ولنا ألا يمر هذا اليوم إلا وتكون هناك دروس وعبر نأخذها من هذه الذكرى العطرة فلنتذكر دائمًا حياته وكيف نشأ وكيف تعامل مع أعدائه وأحبابه نتعلم الدين الصحيح نبحث وندرس ونتعمق كيف نهض بالرسالة وكيف نحافظ على ما تركه لنا ونطبقه. فلينظر كل منا في دواخله ويحكم على نفسه فيما طبقه من تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهل تبدل حاله من ذكرى مولد رسولنا صلوات الله عليه وسلامه في العام السابق؟ وكثير من الأسئلة يجب الوقوف عندها ونحن نحتفل بهذه الذكرى العطرة لقائدنا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وسلم. إن الدروس والعبر والتعاليم التي غرزها فينا رسولنا الكريم تجعلنا في مقدمة الأمم إن طبقت بصورتها السليمة، كيف لا والمسلمون في عهود سابقة كانت رايتهم هي العليا، وهم الذين تسيدوا العالم اجمع بفضل قائدنا وحبيبنا المصطفي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ولكن الحال تبدل بعد وفاة رسولنا الكريم وبدأت دولة الإسلام تضعف عامًا بعد الآخر حتى وصلنا للذل والهوان في القدس والعراق وغيرهما من الدول الإسلامية التي لم تقوَ على مجابهة قوى الاستكبار. إن الاحتفال بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم يجب أن ينبهنا لإعادة صياغة حياتنا من جديد ومعرفة سلبياتنا ومحاولة معالجتها حتى نعود مجتمع معافى من الفتن والأحقاد، ويجب أن نعي ونعلم من له مصلحة في توسعة الشقة بين المسلمين إن كان في السودان أو غيره من الدول الإسلامية حتى تأتي الذكرى المقبلة إن شاء الله ونحن أكثر قوة وصلابة كما كان المسلمون في أزمان سابقة.