قبل سنوات عديدة كان أهالي منطقة الاندراية والمحجر العبيسات ونايفور بولاية النيل الابيض يعيشون حياة رتيبة خالية من التطور في التعليم والصحة والخدمات الأخرى مثل الكهرباء والمياه وكانت المعاناة تنتظر كل من يود ان يقطن تلك الاراضي، حتى أُنشئ مصنع النيل للاسمنت الذي قطع وعدًا لاهالي المنطقة بان يكون لهم نسبة 20% لتوفير الخدمات في المنطقة، وبالفعل تطبقت هذه النسبة حتى جاءت الخصخصة التى اخلّت بهذه النسبة مما اضعف توفر الخدمات بتلك المنطقة، ويرى بعض المراقبين ان شركة الأسمنت الجديدة التى جاءت بعد الخصخصة توسعت كثيراً على حساب اراضي المواطنين، وقال المراقبون ان الاموال التى دفعتها الشركة بهدف هذا التوسع كانت قليلة جدًا اذا ما قورنت بالأرض التى استحوذت عليها، وأشاروا أن خطورة هذا التوسع أنه كان على حساب الأراضي الزراعية، فيما ابدى مواطنو المنطقة استياءهم الشديد من تدني الخدمات بالمنطقة وقالوا ل«الإنتباهة» اننا بدأنا نبحث عن التنمية في ظل شح الموارد الاقتصادية واضافوا أن معظم الدعم الذي كانوا يستلمونه كان من شركة النيل للاسمنت ولكنه توقف، فيما شهدت المنطقة خلال الايام الماضية مسيرة سليمة لاهالي المحاجر حملت لافتات رافضة لسياسات الشركة الجديدة، وشكا عدد من المواطنين من توقف مسيرة التعليم وانسياب المياه في قراهم وانعدام الصحة، وقالوا ان هذه المنطقة يصل تعداد سكانها إلى سبعة آلاف نسمة مشيرين إلى أن تنمية المنطقة تعتمد على المصنع وإنتاجيته العالية، وأوضح عدد منهم ان ابسط ما يمكن ان يقدمه المصنع هو توفير المياه، ويرى المهندس عماد يعقوب وهو احد شباب المنطقة ان الخدمات التى توقفت تعتبر خطًا احمر لا يمكن تجاوزه مشيرًا الى ان توقف المياه يعني توقف الحياة في المنطقة، فيما يرى هيثم آدم ان توقف الخدمات الصحية يعني ايضًا توقف الحياة، وقال ان هناك الكثيرين الذين يصابون بنوبات مفاجئة، وارجع هذه الاصابات الى بعض الأقاويل التى تتداول حول ان منطقة المحجر السكنية هذه تحتها حجر عالي الجودة ويصلح للتصنيع اكثر من الموقع القديم، لهذا تسعى الشركة لترحيل المواطنين، فيما اكد بعض المشايخ واعضاء اللجان الشعبية تدهور الخدمات الصحية، واكد المساعد الطبي بالمركز الصحي حسين الفضل ان المركز توقف بعد ان توقف التأمين الصحي، وقال: رصدنا قائمة باحتياجات المركز للعمال وللمواطنين فلم نحصل على دعم ولا حتى صيانة والآن لا يوجد شيء سوى مصل للعقارب والثعابين والتجهيزات للمركز لا تتعدى اكثر من 1700 جنيه لم تُنظر، فيما نفى مدير المحجر المهندس محمد ابراهيم تقصيرهم في تقديم الخدمات، وقال انه وبعد ان تعطل الوابور الناقل للمياه اتينا بآخر سعة «50» برميلاً، واما الكهرباء فلا نستطيع توفير اكثر من الساعات التى تعمل فيها الكسارة، اما مدير مصنع الأسمنت حمزة عبد الرحيم فقد اكد أن توقف انسياب الخدمات كان سبب توقف المصنع لفترة قرابت ثلاثة أشهر لهذا تردَّت الخدمة التى كان يقدمها المصنع فى كل من قرية الاندرابة والمحجر واولاد عيسى والمؤسسة، وفيما يخص إقفال المركز الصحى قال: كان لدينا إشكال في التأمين الصحي بسبب تراكم الديون فتوقف التأمين، والآن نحن بصدد إيجاد خدمة صحية اكثر تطورًا بإنشاء عيادات تفي بحاجة المواطن فى داخل المصنع لكل العمال والمواطنين وسوف تعمم الخدمة الى منطقه المحاجر، ونفى حمزة وجود معادن فى تلك الاراضي السكنية التى تعانى من التردى الخدمى مشيراً أن هذه الأراضي بها حجر ترتفع فيه نسبة المغنزيوم وان شركة كوماسو المستأجرة الآن لا تود التوسع والاستيلاء على أراضي الموطنين وليس هنالك أي توجه بتجفيف المنطقة من خلال تقليص الخدمات من مياه وصحة وتعليم مؤكداً ان مشكلة المياه لكل هذه المناطق حلت تماماً وسوف ندعم انشاء مدرسة أخرى فى احدى القرى المتاخمة للمحجر لكي نقلل من الضغط على منطقة الاندرابة والمحجر.