إن إزمة المواصلات من القضايا التي شغلت المواطنين والرأي العام فكان لا بد من الوقف عليها وكشف الحقائق الغائبة عبر جهات الاختصاص لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الاختناق المروري وأزمة المواصلات التي شهدتها الولاية مؤخرًا التي لم تراوح مكانها حتى الآن.. بدليل ازدحام المواقف بآلاف المواطنين الغاضبين في مسلسل انتظار لا ينتهي بدلاً من المركبات التي أصبحت (رواية مملَّة).. مبرِّرات عديدة يسوقها أصحاب المركبات العامة وأزمة المواصلات تطرح تساؤلات عدة من قبَل المواطنين أين تكمُن المشكلة؟ وما هي الحلول المقترحة؟ ولماذ لم تحل بصات شركة مواصلات ولاية الخرطوم الأزمة رغم دخول عدد كبير منها؟.. (الإنتباهة) أجرت استطلاعًا داخل موقف كركر والتقت عددًا من سائقي الحافلات حول الاتهامات التي وُجِّهت لهم.. السائق أبو مريم قال: (إن أصحاب الحافلات ليسوا هم الطرف المتسبِّب في الأزمة وأضاف: لا أنكر أن هنالك بعض السائقين يذهبون بحافلاتهم لنهاية «محطة» دون العودة مرة أخرى للموقف الرئيسي مما يخلق الازدحام والتكدس ويفاقم الأزمة في الإستاد تحديدًا. وأضاف قائلاً: ازدحام الشوارع بالباعة المتجولين يؤدي إلى تعطيل الحركة وترك الحافلات تشحن الركاب من الطريق). اشتكى سائقو الحافلات من الذهاب إلى الخطوط الطويلة آخر اليوم باعتباره مضيعة للوقت والجهد وهو السبب الأساسي لتغيير الخطوط آخر اليوم بخطوط أكثر قربًا، بينما يرى آخرون أن أوقات الذروة والأزمة الحقيقية تبدأ من الساعة الرابعه عصرًا، حيث يتدافع الركاب على المواصلات بطريقة غير حضارية مثلاً (الركوب بواسطة الشبابيك) وهذا يؤدي لتحطيم الحافلة وإحداث تلف وضرر من قبَل المواطنين وهذا الأمر الذي جعل معظم أصحاب المركبات العامه يتفادون التحرك في أوقات (الذروة).. فيما أضاف محمد عثمان قائلاً: إن ارتفاع أسعار الاسبيرات أسهم بصورة كبيرة في تلك الأزمة ويتفق معه حامد في الحديث، مبينًا أن غلاء أسعار الاسبيرات هو السبب الأساسي وأصبحت حصيلة اليوم غير كافية في ظل ارتفاع الحاجة للمحروقات بمبلغ (40 جنيهًا) وكمسنجي (160) قرشًا وكمساري (10 جنيهات) والزيت والمصافي (175جنيهًا)، وطرح سؤالاً كل ذلك من أين؟. وفي السياق ذاته أكَّد مدير إدارة شركة المواصلات عمر عبد الله الكتيابي في حديثه ل (الإنتباهة) أن هناك 385 بصًا يعمل في جميع خطوط ولاية الخرطوم البالغة حوالى 42 خطًا.. بالإضافة إلى جلب 124 بصًا جديدًا، ويرى أن كل البصات لم تفلح في حل أزمة المواصلات وأشار إلى تكدس المواطنين أمام المواقف ويقر الكتيابي بأن زيادة البصات لم تغيِّر حياة المواطنين بعد، وأكد استلام الشركة عدد من البصات في الأيام القليلة القادمة من جملة 600 بص موجودة في ميناء بورتسودان.. وفي محاولة لفك الاختناق قامت الشركة بإدخال 40 بصًا لموقف كرر بعد أن كان ممنوع الدخول للموقف في بداية الأمر وما زال الحال كما هو. غياب الرقابة المواصلات وملل الانتظار أدى إلى انتشار بعض الجرائم مثل السرقات وتقول الطالبة مها عمر (طالبة بجامعة السودان): نعاني من أزمة المواصلات اليومية بسبب الزحمة، وأضاف شهود عيان: حادثة السرقة مرات كثيرة في موقف كركر الذي ظل يستغله ضعاف النفوس لممارسة السرقات بطرق متنوعة وأضاف المواطن (م،ع، ف) أن أصحاب المركبات ساعدوا في افتعال الأزمة بالهروب من الركاب وزيادة التعرفة خاصة عند سماعهم الحديث عن أسعار المحروقات في الميزانية الجديدة لعام 2012 ويمضي قائلاً: إن غياب الرقابة الحقيقية هو سبب أساسي في الفوضى مما جعل السائقين يتصرفون حسب هواهم مع تغيير الخطوط متى ما أرادوا بغرض الكسب السريع. مسلسل بلا نهاية العلَّة الأساسية تكمُن في الطرق وليست في العربات، هكذا ابتدر علي جابر (المشرف على موقف جاكسون) حديثه مؤكدًا مطالبتهم بالعمل في الشوارع لتصبح اتجاهًا واحدًا لتفادي الاختناقات التي تؤدي إلى تأخر الحافلات عن موعدها المحدد مضيفًا أن الحافلات التي توجد بالمواقف ودائمًا ترفض الرجوع فهي في الغالب حافلات ملاكي لا نستطيع السيطرة عليها ولا المرور كذلك؛ لأن تلك الحافلات تكون لها إيصالات بملغ (50 ج) ومن جانبه قال: أما إذا كانت الحافلة تجارية وتحمل لوحة خضراء فعلى المواطن الإبلاغ عنها بأخذ لوحتها وتقديم شكوى لإدارة النقل والبترول وهي تفرض عقوبات على سائقي الحافلات مع سحب الرخصة. قال مدير إدارة التخطيط العمراني أمين النعمة إن الوزارة بصدد ربط موقف كركر بشارع الغابة مباشرًا، وأضاف: وأيضًا بصدد تغيير اتجاهات الحركة بمنطقة الجامع الكبير وتحويل حدود الجامع الكبير ل (صينية) كبيرة تلغي التقاطعات الداخلية وتوحد اتجاهات الحركة المرورية لتخفيف ضغوط الموصلات.