«الفحوصات نضيفة، ماعندو حاجة».. عبارة يسمعها كثيرًا مرافقو المرضى عقب فراغ الطبيب من مراجعة الفحوصات! والحال هكذا فقد شعرت أن البون شاسع بين الواقع وبين شعار المؤتمر العلمي الثاني للجودة «الجودة في الخدمات الطبية» الذي التأمت فعالياته أمس الأول.. تظاهرة علمية بغرض الاستفادة منها في تدريب الكوادر الطبية والصحية في مختلف المجالات بمبادرة من الجمعية الطبية السودانية بآيرلندا وجهاز السودانيين العاملين بالخارج وبمشاركة اتحاد الأطباء وإدارة التدريب وتنمية الموارد البشرية ومجلس التخصصات الطبية تحت كنف وزارة الصحة الاتحادية ممثلة في إدارة التطوير المهني المستمر. ووفقًا لرئيس اتحاد الأطباء السودانيين دكتور عبد العظيم كبلو في حديث ل «الإنتباهة» فإن المؤتمر يعنى بقضايا الجودة في مختلف المجالات مثل التعليم الطبي وتدريب الأطباء والتدريب المهني المستمر والخدمات الطبية وجودة العمل في المختبرات وبعض الندوات عن مرض الهيموفيليا «نقص وتخثُّر الدم»، ورغم أن مفهوم الجودة نشأ حديثًَا إلا أن هناك توجهًا عالميًا للعمل من خلال تحقيق الجودة في مختلف مناحي الحياة البشرية وأهمها مجال الصناعات وفقًا لكبلو الذي يرى أن العلاقة بين مقدم الخدمة ومتلقيها تتطلب هيكلاً إداريًا منضبطًا وذا كفاءة عالية وهيكلاً راضيًا عن وضعه في المؤسسة، وأشار إلى أن أكبر مقدِّم خدمة في القطاع الصحي هي وزارة الصحة الاتحادية ونظيراتها بالولايات والتي هي مطالبة بتقديم خدمة ترضي المرضى وذويهم بتوفير الكادر المؤهل والإمكانات التي تمكِّن هذا الكادر من تقديم الخدمة المطلوبة. جهاز المغتربين قصد من المشاركة في التظاهرة نقل المعرفة عبر الجمعيات السودانية بالمهجر حسبما قال الأمين العام للجهاز كرار التهامي أما إدارة التطوير المهني المستمر التي تطورت هي الأخرى من مركز في عام 2006 إلى إدارة في 2009 هدفت بحسب نائب المدير د. أبو بكر محمد توم لتقديم خدمة تشمل كل الأطر الصحية ودعت للمؤتمر أكثر من 250 جهة إضافة لربط ولايتي الشمالية والجزيرة بفعاليات المؤتمر عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، وقد سنحت الفرصة للدكتور الرشيد سيد ليقدم اختراعه في تقنية معالجة الكسور أعلى المرفق وقدَّم ورقة عن كسور العظام في الأطفال كما قُدِّمت عددٌ من الاوراق من خبير بريطاني في مجال الطوارئ ومن وكيل الصحة بالإنابة، مدير التطوير والجودة المستمرة د. حسن عبد العزيز عن الوضع الراهن فيما يتعلق بالجودة في الوزارة ومؤسساتها، وأخرى من أخاصاصي فى المستشفى القومي بآيرلندا بروفسير مارتن عن ضمان الجودة في المعامل، وورقة رابعة عن ضمان الجودة في قسم الطوارئ والحوادث في المملكة المتحدة، وأخرى عن ضمان الجودة في المؤسسات الخاصة. قلت لدكتور كبلو: «الواقع يقول إننا في السودان بعيدون عما تناقشونه في هذا المؤتمر حيث لا جودة»، فدافع قائلاً: «قياس درجة الجودة مهم والأهم منه تنزيل أساليب تحسين الجودة، ومقارنة بالوضع الاقتصادي مع دول الجوار نستطيع القول إن الوضع جيد، ولكن بالتأكيد نحتاج لتطوير، وهذا لا يتم إلا بتوفير المال في ظل توفر الكادر البشري المؤهل لإدارة المرافق الصحية، وأشار لتفاوت قياس الجودة من مستشفى لآخر، وطالب بدراسة عاجلة للوقوف على الجودة العالية ورفع توصيات ليُتَّخذ فيها القرار المناسب من قبل متخذيه».. وسألنا كبلو «إذا كان ما تقوله صحيحًا فلماذا تظهر نتائج فحوصات معظم المرضى نظيفة رغم عللهم الواضحة؟ ياربي يكون عاملين ليهم عمل؟» فضحك ولم يجب.. أما رئيس المجلس الطبي د. الزين كرار فقد رفض التصريح لنا رغم أن إفادته تخدم غرض المؤتمر باعتباره دعاية مجانية.