معارك مفروضة علينا وواجب علينا خوضها فالعدو المتربص بالامة وهويتها بعد ان اسقط خلافتها الراشدة وحصنها المنيع ودرعها الواقى بعد ان اغتال حامى بيضتها وحارس دينها والذاب عن عقيدتها بعد ان خرب بايدى بعض بنيها عزها المجيد وعزتها المصونة بعد ان اسقط دولة الامة واقام دولة الشعب وقطع اوصال الامة ووضع هذه القطع الممزقة فى اقفاص الدولة القطرية ذهب يخترق آخر حصونها المجتمع والاسرة، المرأة والطفل أمة أضاعت امامها فاصبحت قطيعًا بلا راعٍ ما اسهل افتراس الذئاب لها، وفى صحيح مسلم كتاب الامارة باب الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقي به اورد بسنده الى ابى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» قال الامام النووى فى شرحه لهذا الحديث «الإمام جنة» أي : كالستر; لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويحمي بيضة الإسلام، ويتقيه الناس ويخافون سطوته، ومعنى «يقاتل من ورائه» أي : «يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد والظلم مطلقًا» والعدو ما كان له ان «يتحشر» فى امر نسائنا وحقوقهن وعمر تزويجهن وعدد انجابهن وحكم ختانهن «ويحشرنا» معه فى كل هذا لو كنا امة تعيش بموجب قيمها وتحيا شهودها الحضارى تنفس برئتها وتتكلم بلسانها وتتفاعل بوجدانها وتسمع باذنها وتبطش من اعتدى عليها بيدها لا بيد حلف النيتو !! ما كان للعدو ان يحشر أنفه فى غرف نومنا وتربية أطفالنا والتعامل مع زوجاتنا لو كنا امة وإمامً ومصحفًا وسيفًا وكتابًا وكتائب ونعمة ومنعة ورحمة ورهبة ومحنة عليه إن غوى ومنحة له ان اهتدى، اكره ان يجرجرنى العدو الى ميدان معركة ليست من اولوياتنا وأحتقر عقلى عندما كانت ردة فعل للآخر فنحن امة ضاع كتابها والعدو يحدثنا عن المرأة وحجابها، ونحن أمة دكت حصونها والعدو يحدثنا عن المرأة وختانها، نحن امة سالت دماؤها فى بقاع كثيرة واحتلت مقدساتها والعدو يحدثنا عن تحرير المرأة من الاحتلال الجنسي حين تبقى تحت رجل واحد لا رجال كثر!! هذه المعركة المفروضة سأتناولها من بعدها الفكرى حتى لا اكون قد خرجت بعيدًا عما احب وما نذرت له نفسى فإن تصحيح الافكار والمفاهيم وهدم الايدلوجيات الباطلة والافكار الفاسدة هو المدخل الصحيح للتغيير والاصلاح، فهو حين يبنى يبنى بعمق وحين يقتلع الباطل يقتلعه من الجذور!!، لماذا القضاء على جميع أشكال التمييز بين الرجل والمرأة؟! لماذا يريدون الرجل والمرأة شيئًا واحدًا فى جميع «جميع» الادوار إلا الانجاب؟؟!! ولا اعنى بلماذا السؤال عن أهدافهم فحسب وانما اعنى اهدافهم ومنطلقاتهم، فالغرب الذى يحاضرنا اليوم عن حقوق المرأة ويعمل على تحريرها كما يزعم ويتهم الإسلام ونصوصه باحتقار المرأة هو ينتسب الى كتاب جاء فيه: 1/ المرأة نجاستها ضعف نجاسة الرجل!!: جاء فى الكتاب المقدس سفر اللاويين [ 12 : 1 _ 5 ] : «إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا « 2/ كل من يلمس إمرأة حائضا او يجلس على سرير جلست عليه فهو نجس!! سفر اللاويين [ 15 : 19 ] : « وَإِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. كُلُّ مَا تَنَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ حَيْضِهَا أَوْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً، وَكُلُّ مَنْ يَلْمِسُ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ، وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ يَلَمِسُ شَيْئاً كَانَ مَوْجُوداً عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ عَاشَرَهَا رَجُلٌ وَأَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ طَمْثِهَا، يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَنَامُ عَلَيْهِ يُصْبِحُ نَجِساً» 3/ من تزوج إمرأة طالقة فهو زانٍ!! إنجيل متى [ 5 : 31 _ 32 ] : «وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي». 4/ المرأة فى الكنيسة والكرسى الذى تجلس عليه شيء واحد لا يجوز لها ان تتكلم او تسأل!! كورنثوس 14 : 34 «لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ». 5/ يجوز للرجل ان يبيع ابنته فى السوق مثلها مثل الاماء يعيبون على الاسلام بيع الاماء بينما يجيز كتابهم بيع بناتك مثل الإماء !! سفر الخروج [ 21 : 7 ] : « إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابنته كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لاَ تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ اْلعَبْدُ ». هذه هى بعض احكام المرأة فى الكتاب المسمى مقدسا هذه الاحكام هى التى شكلت منطلقًا للتحلل من الدين عندما رأوا كتابهم يذكر من التشريعات الخاصة بالنساء ما سبق ذكره وهو نزر يسير ولم تكن لديهم المنهجية الإسلامية فى التعامل مع هذه الأحكام هذه المنهجية القائمة على ركنين عظيمين الركن الاول التثبت من هذه الاخبار والنظر فى أسانيدها وعلم الاسناد مما اختصت به هذه الامة وهذا ما حفظ لها دينها والركن الثانى انه ان ثبتت تلك الاحكام فليس للعبد الثورة عليها او التمرد وعدم الخضوع لها بل يتلقاها على وجه التسليم والاذعان لله رب العالمين لأن مدار التشريع على ابتلاء العبيد واختبار ما فى قلوبهم من التسليم لله عز وجل وهذه هى العبودية والمنازعة او المزاحمة فى التشريع ضرب من الربوبية ولا ربوبية الا لله عز وجل «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما»، ومن تقبل من ذرارى المسلمين هذه الاتفاقيات الباطلة والتشريعات الجاهلية المتعلقة بالمرأة مثل اتفاقية سيدوا واخواتها ذلك لانه سلك ذات المنطق، منطق من ضاق صدره بتشريعات الإسلام التى جعلت للمرأة وظائف وأدوارًا وللرجل وظائق وادوارًا فى تكامل وانسجام لا تدابر وانفصام فراح السطحيون هؤلاء يزعمون ضعف اسانيد تلك النصوص او القول بتأويلها بغية الخروج من الحرج العظيم الذى ضرب صدورهم وهم غارقون فى «بالوعة» الانبهار بما انتهى اليه الغرب من مزاعم تحرير المرأة وهؤلاء ترد عليهم خطيبة النساء فى زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتى كانت بمثابة قائدة النساء والناطقة باسمهنّ.