{ التشكيل الحكومي الذي يعيد القدامى يثير الدهشة.. والسخط { ونحدِّث هنا أن القدامى يعودون لأن الدولة تشعر بقدوم معركة رهيبة وقاسية بحيث لا يقوم لها إلا المتمرسون القدامى { والمعركة تنفجر.. بالفعل.. معركة خليل { وما يحمله الإعلام هو شظية واحدة من معركة تعتبر المعركة الأضخم حجماً ومعنى من كل ما حملته معارك صيف العبور { وما لم يقله الإعلام هو أن : قوات تتحرك من جنوب كردفان وجنوب النيل ومن داخل الخرطوم { ثم قوات للحركة الشعبية تلتقم أبيي وتتجه إلى مناطق أخرى { وقوات يوغندية كانت تربض هناك «والصحف تحمل نبأ وصول قوات أمريكية إلى المنطقة هناك قبل أسبوعين اثنين بحجة دعم يوغندا في قطع الطريق على جيش الرب.. مع أن جيش الرب لم يكن له نشاط طوال الشهور الماضية». { ثم قوات على حدود إفريقيا الوسطى والنيجر. { «ونحدِّث هنا الأسبوع الماضي عن الأفروكوم وتحركات غريبة». { والمعسكرات هذه تصبح إمداداً كاملاً لجيش خليل بعد أن توقف الإمداد عبر ليبيا وتشاد. { ثم قوات خليل ومناوي وعبد الواحد وآخرين. { وعربات محملة بأموال هائلة كانت ضمن جيش خليل والأموال تتجه إلى الجنوب. { ثم جيش هو أكثر خطورة كان ينتظر هناك في جنوب السودان. { واليوم الأربعاء كان يوماً تعده قوات خليل لتجمع الإعلام العالمي لإعلان أضخم عملية ضد الخرطوم. { والإعلام هذا يشهده ساسة مشهورون من الخرطوم تنغرس كاميرات العالم فوق وجوههم المبتسمة وهم يبشرون العالم بالخلاص من البشير.. والخرطوم ظلت تنظر. { والخرطوم كانت تحسب وتشهد.. ثم تضرب { والمعركة كانت من الضخامة بحيث إن من شهدوها كانوا يُجمعون على أنهم لم يشهدوا مثلها في تاريخ المعارك. { وشيئاً فشيئاً.. ومن تحت الدخان يتكشف حجم الركام.. وسوف يظل يتكشف. { والركام ما يشير إلى معناه هو حجم القادة والذين قُتلوا هناك. { وأحدهم في الخرطوم حين يسمع اسم «البلبل» يصرخ فالبلبل كان هو عيون قوات خليل كلها وأبرع دليل عرفه غرب السودان في تاريخه كله.. معركة خليل «بعض» حجمها هو هذا..«بعض» مجرد بعض. «2» { لكن معركة أخرى أضخم شراسة كانت تدور دون صوت على الإطلاق { وفي الخرطوم!! { وأمس عدد من ضباط الأمن يدخلون مكتب شخصية اقتصادية ضخمة ويخرجون والرجل معهم.. معتقلاً { وآخر وآخر والصحافة سوف تحمل الأسماء غداً أو بعد غدٍ { وعدد من كبار التجار الذين ظلوا يكدسون الأموال السودانية خارج السودان يُفاجأون بزوار لهم عيون باردة!! { والسادة هؤلاء يترددون الآن بين أبواب الحراسات وأبواب مكاتب التحقيق. { ورتل طويل من الشاحنات التي ظلت/ آمنة مطمئنة/ تقوم بتهريب السكر تهدر في رحلتها لتفاجأ بنوع غريب من «النمل» يصعد إليها .. وإلى شاحنات في أماكن كثيرة أمس الأول. { وأمس الأول نحدِّث هنا أن الإنقاذ تشرع في قراءة كتاب جديد. { والكتاب الدقيق ينتهي إلى شىء دقيق وهو : أن مشروع هدم السودان بعد أن فشل سياسياً وعسكرياً و«أوكامبياً» وغيرها يتجه الآن ومنذ فترة إلى هدم السودان اقتصادياً. { المخطَّط الذي يبلغ درجة المشاركة المباشرة مع رجال المخابرات الأمريكية نقص حكايته مع غطاء هنا وغطاء هناك.. والغطاء له أسبابه. { وفي اليمن القديم حين تشعر الزوجة بالمرض فإن من يذهب إلى الطبيب ليس الزوجة.. بل من يذهب هو.. «الزوج» { والزوج يرقد أمام الطبيب.. ثم يظل يشير إلى الأماكن التي يصدر منها الألم في جسم الزوجة وذلك لأن الرجل اليمني يرفض أن تنكشف زوجته على غريب { نقص حكاية الاقتصاد السوداني والمؤامرة والأسماء بالأسلوب هذا.. لأن الاقتصاد لا ينكشف على غريب { خصوصاً وأن الطبيب مهما كان بارعاً يستحيل عليه أن يقول للزوج. .. مبروك انت حامل!!