شاب أنيق.. يبدو أنه لأول مرة يركب مواصلاتنا الطرفية، ولعله المسكين ما كان يعرف إنو نحن معشر الطرفيين هؤلاء متطرفين ومطرفين جداً نعرف كيف نطبخ من نص تلت ربع الكيلو لحمة ملاح.. ونشترك أربعة بيوت في علبة صلصة صغيرة.. وكيف نتعامل مع مواصلاتنا الطرفية، توصلنا بارتياح دون أن تجرحنا الكنبة، أو تتلصق فينا السفنجة ومهما يكن ضيق المقعد بنعرف نؤدي الركبة وين وبدون ما نتّكل شديد على ضهرية الكنبة عشان ما تنكسر إمكن ورانا واحدة حامل.. حتى الرايش والمسامير البارزة في طرف مقاعد النص حافظنّها بنعرف ننطها كيف.. والغبار البيدخل بي أرضية العربية بنقفلوا بي رجولنا.. مهما يكون العربية هي أصلها بتصل صابرين يعني بتصل. لكن المصيبة في الجانا جديد دا.. أنا غايتو عرفتها، مما شفتو جايي جاكي يحصل الحافلة قلت في نفسي الله يستر الشاب دا بنطلونو دا ما برجع بيه أهلو.. كوركت ليهو: يا شاب.. يا شاب.. اقعد في أول كنبة قَبَلَكْ ما تخش لي جوه الحافلة.. ما تخش ما تخش.. لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة. المسكين دخل لي جوه الحافلة واتوكر قعد ليهو في كنبة بلعتو تب.. غايتو اتلفتّ عليهو لقيت ركبتو جنب خشمو.. غايتو الحمد لله جات سليمة ما سمعت «نيط».. يعني البنطلون الأنيق داك وصل سليم.. إلا مشكتلوا بعدين يتخارج من الكنبة الاتوكَّر فيها دي كيف.. طبعاً حسب شكلو ما أظنو أخذ كورسات أو تدريبات على المحارجة أو الانملاص من نوع حافلاتنا ديل.. المهم الحافلة بعد ما لفلفت ليها زقاقين تلاتة في شوارع تراب واتخارجت من ماسورة مكسورة في الطريق قِدرت والحمد لله طلعت ظلط الشنقيطي المهم اتلفتّ أطمئن عليهو لقيت قعدت جنبو واحدة سمينة شوية رفعت الجزء القاعد فيهو هو من الكنبة خلتو يتمكن يشم هواء من الشباك.. طبعاً القزاز بتاع الشباك ثابت لو حاول يحركوا بنكسر.. وصلنا صابرين.. الشاب دفع عشرة جنيهات للكمساري.. أكيد الكمساري حينزل في آخر محطة ويشروا ليك مسافة يفتش فكة. الركاب الفي الحافلة كلهم اتخارجوا نزلوا متعوديين واحد فيهم انجرح مافي.. وكلهم عارفين الكمساري المطموس، فيهم من دفع حق التذكرة أو جنيه قلبو ليهو الباقي. الشاب الظاهر عندو ذوق رفيع خلا الجماعة ينزلوا.. وما شاء الله حريف جداً قدر يحرك ركبتو ببراعة يفكها من المقعد القدامي.. ورجلينو طوال.. غايتو قدر يتخلص من مقعد النص الأول والثاني.. أنا غايتو حمدت الله لمن وصل بالسلامة للباب. لكن للأسف نسيت انبهو لي حديدة بارزة في الباب كانت بالمرصاد للبنطلون الأنيق واسمع ليك البنطلون «نيييط» خلاهو ليك ينتظر الباقي بي فارق الصبر.. وتاني الله أعلم يجينا.. «شنطار»
السوق مليان بضاعة فشنك! هي تملأ الأسواق بشكل مريع.. خصوصاً مواد الكهرباء والماء.. أهم البضائع يدخلها الغش.. والسوق يعرف لغة اسمها: أصلي وما أصلي! كلمتان يكمن وراؤهما العجب. طيب ليه نتعامل بالما أصلي؟ كل مسلم سمع بالحديث الشريف «من غشنا ليس منا». الما أصلي يذهب من أجله شخص ليستورده من الصين. وينطلق مفهوم في الأسواق أن بعض التجار هم الذين يصنعون الما أصلي من الصين متشابه مع الأصلي.. بل إن بعض الما أصلي يباع بسعر الأصلي!!. بل إن مثل تلك البضائع يسترزِق منها بعض السماسرة والمروِّجون.. إلخ. وكل هؤلاء يعرفون أنها ما أصلي!! ويقول: أنا مالي! ما أصلي معناها بضاعة فشنك. وإن كانت رخيصة.. الرخيص بي رخصتو يضوق مغصتو!! المشكلة أنها أخطر من ذلك.. هي ترتبط بسمعة دولة كبيرة.. وتدمر اقتصادنا القومي.. وتبدد أموال الغلابى ويتفشى بها الغش والثراء الحرام. وأنا مالي حتى مواد الكهرباء والماء تقول أنا مالي!.