تمر علينا هذه الأيام ذكرى الاستقلال المجيد ونحن اذ نحتفل بهذه المناسبة الوطنية العظيمة نسترجع تاريخ بلادنا ونقف على مشاهد البطولات والتضحيات ونحن نردد النشيد القومي لبلادنا وربما ذهب البعض الى ابعد من ذلك بزيارة الأماكن التاريخية مثل بيت الأزهرى وموقعة كررى والطابية لربط الماضى بالحاضر، لكن كثيرين هم ابناء هذا الوطن الذين يعيشون في دول المهجر وفرض عليهم واقعه م ان يكونوا خارج الوطن في تلكم المناسبة فهل ياترى لذكرى الاستقلال نصيب من ذاكرتهم؟ وهل يحتفلون بها؟ وهل يحفظ أبناؤهم النشيد الوطنى للسودان أم اكتفوا بالنشيد الوطني الخاص بالبلد الذي يقيمون به؟ وماهي معلوماتهم عن وطنهم الأم؟ حملنا استفهامتنا تلك صوب المغتربين للإجابة عنها فماذا قالوا.. بداية استطلاعنا كانت مع الأستاذ صلاح غريبة «صحفي وإعلامي مقيم بالمملكة العربية السعودية» فابتدر شرفة الحديث قائلاً: شخصي وأسرتي في برنامج الاغتراب هذا لمدة تربو عن الثلاثين عامًا ولديّ من الأبناء ثلاث بنات وولد وهم من مواليد السعودية وتلقوا كل مراحلهم التعليمية فيها وفق المنهج السعودي ووفق هذا المنهج جاء انتماؤهم لكل ماهو ذو علاقة بالمجتمع السعودي ومنها برامج الاحتفالات الرسمية خاصة العيد الوطني السعودي وبالتالي ترديدهم اليومي للنشيد القومي السعودي، وعلاقة معظم أبناء الجالية السودانية بعيد الاستقلال أو ترديد النشيد القومي السوداني علاقة باهتة لاتذكر احيانًا ويرجع هذا لأن السفارة أو القنصلية وجمعيات وروابط العمل العام لاتلتفت لهذا كثيرًا بالرغم من أنه كانت هنالك بعض التجارب الناجحة لكنها لم تستمر كثيرًا ومنها فصل التربية الوطنية عن المنهج السعودي وحتى على مستوى الأسر نجد عدم المتابعة للقنوات السودانية. وقفتنا التالية كانت مع أمل عباس «سودانية مقيمة بامارة ام القوين بدولة الإمارات العربية المتحدة» حيث قالت :لديّ من الأبناء ثلاثة أكبرهم صف ثالث وصراحة هم لايعرفون عن السودان الا القليل عن طريق المكالمات التي أجريها عبر «الأسكايبي»مع أهل بيتي ويحرص والدي على ذكر الكثير من العبارت السودانية المحلية ليتعلمها ابنائي وحتى ابني البكر من ضمن كورال المدرسة التي يدرس بها وبالتأكيد يردد الأناشيد الوطنية لدولة الإمارت لكن المصير المحتوم هو العودة للسودان وبالتالي سوف يتعرّف أبنائي على تأريخ بلادهم. «أميرة» تقيم بدولة قطر وكانت لها افادة مختلفة نوعًا ما من سابقيها حيث قالت: لدي ّ بنت وولد وهما من مواليد مدينة الدوحة ودرسا كل مراحلهما التعليمية بها ولكن نحرص أنا ووالدهما على تربيتهما تربية وطنية من اجل السودان وهما يحفظان النشيد الوطني للسودان بجانب حفظهما للنشيد الوطني لدولة قطر بحكم الاقامة والدراسة.. اما بالنسبة للاحتفال بعيد الاستقلال نكتفي بجلسة أسرية قصيرة داخل المنزل مع متابعتنا للقناة السودانية بعد حضورنا من الدوام. «غادة إسماعيل» مقيمة بالمملكة العربية السعودية جاءت إفادتها كالآتي: منذ حضوري للمملكة وانجابي لأبنائي الثلاثة لم أعد للسودان لكن مع ذكرى رأس السنة الميلادية نتذكر عيد أستقلال السودان ونتابع ذلك عبر القناة السودانية وأشرح لأبنائي قيم ومعاني ودلالات الاستقلال وكيف أن أجدادنا ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن لكن أشعر بعدم استيعابهم لما أقول وفي النهاية مصيرنا العودة للسودان.