حوار: هنادي عبد اللطيف مقداد عبد الواحد السلطان إبراهيم يوسف علي دينار سلطان عموم دارفور وسلطان الإداراة الأهلية في دارفور كانت له مجهودات كبيرة في الشأن الدارفوري أدت إلى تكريمه بوسام النيلين من الطبقة الأولى من قبل رئاسة الجمهورية.. لديه عدد من المبادرات والمجهودات من أجل لملمة الشمل ونشر السلام في ربوع وطنه الأصغر وإرجاع دور الإدارة الإهلية لما كانت عليه في السابق.. حركة دؤوبة مع الحكومة ومع الحركات الموقِّعة وغير الموقِّعة من أجل أن تنعم دارفور بالأمن والاستقرار ..التقيناه لنطرح عليه كثيرًا من التساؤلات حول الأحداث الحالية فكانت هذه الحصيلة... في البداية أين دور الإدارة الأهلية في حل قضية دارفور ما مدى أهميتها؟ الإدارة الأهلية بدأت منذ القدم ومنذ السلطنة الزرقاء وقامت بإدخال أسس جديدة بالنسبة للحكم في دارفور كالعمد والشيوخ وذلك للأهمية الكبيرة التي تمثلها، وبعد استشهاد السلطان انتهى حكم السلطنة، وكل العائلة نُفيت من دارفور ولم يعودوا إلى ما بعد العام 1956م. وتوزعوا على مناطق السودان المختلفة، لذلك فالكثير منهم لا يتقن اللهجة الفوراوية.. فالنظام الإنجليزي أسس النظارات ولم تبدأ مسألة السلطنة في دارفور إلى قبل عشرة أعوام في عهد الإنقاذ تم التشاور من قبل قبيلة الفور ومجلس الأعيان وهو المجلس الذي يطلب من الأسرة وتم ترشيحي وتم عقد مؤتمر في الفاشر ومن ثم توليت إدارة السلطنة في دارفور. منذ تقلدكم للسلطنة ماهي الإنجازات التي حققتموها لأهل دارفور؟ كما هو معلوم الوضع تغير كثيرًا في دارفور ففي السابق كان السلطان في دارفور هو الحاكم وله كل مقاليد السلطة في دارفور ولكن الآن الوضع مختلف، وتغير بوجود رئيس جمهورية ووزراء ورئيس قضاء ووزير مالية وولاة فلم يبقَ للسلطان إلا التوفيق بين القبائل والصلح، لذلك نحن حاولنا أن نجمع القبائل ونوحد بينهم داعين للمّ الشمل بين القبائل الأخرى، وهنا يكمن دور الإدارة الأهلية بالنسبة لحل النزاعات والخلاف بين العشائر والقبائل نسبة للتداخل الكبير الذى يحدث بينها، لذلك يجب الاستعانة بالإدارة الأهلية حتى يتحقق سلام دارفور. وثيقة الدوة التي وُقِّعت مؤخرًا لوقف القتال في دارفور ولقاؤك مع رئيس السلطة الإقليمية الدكتور التجاني السيسي ما هي القاضايا التي نوقشت خلال هذا اللقاء؟ وثيقة الدوحة واحدة من الاتفاقيات التي تعتبر من أفضل المواثيق التي وُقِّعت بشأن دارفور ويجب ألاّ نفرط فيها، فهي باعتقادى الحل الوحيد لحسم قضية دارفور، لذلك نحن نعض عليها بالنواجذ، وقمنا بمحاولات كثيرة حتى نقنع الأطراف الأخرى غير الموقعة وحثها على الانضمام لركب السلام، والتقيت الدكتور التجاني السيسي وبحثنا سويًا كيفية تنفيذ الاتفاقية والعمل على إعادة النازحين وعودتهم إلى قراهم وهذه أولى المهام التي يجب أن تكون في قائمة مهام السلطة في دارفور، فالدكتور السيسي رجل متعلم وذو ثقافة عالية وله خبرة كافية، وكان قد حاكم دارفور وعمل في عدة مناصب تجعلنا نثق به في إنفاذ بنود الوثيقة التي في رأيي أتوقّع لها النجاح وفي اعتقادي لن تأتي اتفاقية أخرى أفضل منها لأنها ناقشت كل الإشكالات وعالجتها. ماهي أهم التحديات والمهام التي يجب إنفاذها وتحقيقها لأهل دارفور التي على السيسي النظر إليها بعين الاعتبار؟ مهمة السيسي إنهاء الحرب الموجودة في دارفور بالإضافة إلى العمل على إعادة النازحين من معسكرات النزوح والعودة إلى مناطقهم وقراهم، ويجب تنمية البنية التحتية لهذه المناطق من طرق وكهرباء وخدمات وغيرها لتطوير قراهم، فالحكومة التزمت بالعمل على ذلك، ولكن هذا وحده لا يكفي، فيحب أن تتضافر كل الجهود وإشراك كل فئات مجتمع دارفور بكل مكوِّناته في إعمار وبناء دارفور. التقيتم المبعوث الأميركي مؤخرًا ماذا تم خلال اللقاء؟ لقاءي بالمبعوث الأمريكي جاء ليرى مدى تقبل أهل دارفور لوثيقة الدوحة، وما إذا كانوا مؤيدين لها أم رافضين وباعتباري قريبًا جدًا من القبائل والمجمتع المدني أخبرته أن الاتفاقية قد نالت رضا مواطن دارفور والذي رأى فيها كل متطلباته، كذلك تناولنا خلال اللقاء العديد من القاضايا التي تهم دارفور وحول كيفية تنفيذ بنود اتفاقية الدوحة وذلك بمساعدة الحكومة والسلطة في دارفور، والدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في حل قضية دارفور وطرح العديد من المقترحات لإنهاء الأزمة، وأكد على مبادرته بإقناع الحركات غير الموقعة وانضمامها إلى وثيقة الدوحة. هل هنالك مساعٍ من قبلكم أو من قبل المبعوث الأمريكي لإقناع الحركاتغير الموقعة للانضمام لوثيقة الدوحة؟ نعم هنالك مساعٍ كثيرة من قبلنا وأمل كبير في إقناع هذه الحركات، فالقضية وصلت إلى نهايتها وهذا هو بطبيعة الحال ففي السابق كانت هذه الحركات تجد الدعم والآن فقدته، ودارفور جزء مهم من السودان وبه العديد من الثروات سواء حيوانية أو زراعية وغيرها، وتأثير اقتصاد السودان سببه ما يجري في دارفور من نزاعات، لذلك فجزء من السودان وهو دارفور أصابه شلل في المجال الاقتصادي والزراعي في السودان الأوضاع في دارفور بعد مقتل خليل كيف تراها.. وما مدى تأثير الحركة بعد مقتل رئيسها؟ خليل كان له دور مؤثر جدًا في الحركة وبفقدانه ستتأثر بشكل كبير، فالرجل كانت له قدرة كبيرة على إدارة الحركة وقد لا يكون لها تأثير مثل السابق ولكن هذا أيضًا قد لا يعني نهياتها، ولا أعتقد أن نهاية الحركة ستكون بموت خليل.. بالرغم من أنها لن تكون ذات تأثير يُذكر. تعيين الطاهر الفكي خلفًا لخليل كيف تراه وما هو مستقبل الحركة بقيادته؟ إدارة خليل للحركة ومن كان حوله من الشخصيات يصعب التكهن حاليًا بمستقبل الحركة وكيفية إدارتها ولكن في رأيي لا أعتقد أنه سيكون مثل خليل الذي يتمتع بالتجربة والخبرة الكبيرة. هل تعتبر أن مقتل خليل سيؤثر على الحركات التي لم توقع وسيأتي بنتائج إيجابية لصالح سلام دارفور؟ مقتل خليل كان مفاجأة، وبالتاكيد أن مثل هذه المفاجآت ستشل التفكير في وقتها وقد تتأثر به الحركات ولكن لا يمكننا الجزم بما ستقرره الحركات مستقبلاً ولكن الناظر للأحداث يدرك أن موت خليل ستتأثر به الحركات خاصة على مستوى الأفراد، فأعتقد أن قوة هذه الحركات يكمن فى دعمها ومن يدعمها في السابق كان الداعم الأساسي لها الزعيم الليبي معمر القذافي وبموته فقدت هذا الدعم وأيضًا تحسن العلاقات بين السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى كان له تأثير عليها، لذلك فإن قضية دارفور في طريقها للحل وتحقيق السلام. كسلطان للفور ما هو الحل الأمثل لقضية دارفور؟ الجل يتمثل في تنمية دارفور فأهل دارفور طيبون وإيمانهم بالله كبير فقبل هذه الأحداث لم يكن هنالك من يتحدث بقبيلة وحتى الآن تجدهم مجتمِعين على السراء والضراء في ظل هذه الظروف بالرغم من أنها شردتهم عن قراهم ومناطقهم لذلك يجب أن تتضافر الجهود لإرجاعهم إلى قراهم وأهم من هذا يجب أن يشعروا بالسلم والأمن حتى يطمئنوا إلى أنفسهم. الإدارة الأهلية وعودة دورها في ظل الظروف الراهنة هل من الممكن أن يكون لها دور في حل قضية دارفور؟ الإدارة الأهلية لم تعد كالسابق، فقد كان تعليم زعماء هذه العشائر والقبائل محدودًا ولكن نجد الآن رئيس قبيلة يحمل شهادات ودكتوراه لذلك ستكون القيادة مرشدة وعلى أسس علمية وإذا تم إعطاء صلاحيات أكبر فبالتاكيد ستؤدي دورها في حل القضية، وذلك للأهمية الكبرى التي تمثلها الإدارة الأهلية..