تشكل نسب البطالة وسط الشباب هاجسها مؤرقًا وتهديدًا فى كافة اوجه الحياة المختلفة مما يتطلب تضافر الجهود لتداركها وتأمين حياة الشباب حتى لا تكون مدخلاً لمن ينادون بثورة الربيع العربى بالبلاد، فجنوب دارفور التى تبلغ فيها نسبة البطالة وسط الشباب «23%» تشهد هذه الايام حراكًا وتفاؤلاً شبابيًا واتجهت انظارهم صوب الدخول فى المجالات الاقتصادية بعد طول المعاناة التي وجدوها في البحث عن الوظيفة محدودة الدخل عندما دشن والي جنوب دارفور د. عبد الحميد موسى كاشا مشروع التمويل الأصغر لشباب الولاية عبر الاتحاد الوطني للشباب السوداني بالتعاون مع البنوك والمصارف بالولاية وخاطب الورشة التي نظمت للمستهدفين من هذا المشروع وطالب كاشا بضرورة أن تتناول اوراق الورشة وبنقاش مستفيض قضية التمويل الاصغر بالولاية حتى تخرج برؤى واقعية لنجاح التجربة وقال ان هناك تحديًا ومشكلات ستواجه المقدِّم والمقدَّم له التمويل داعيًا إلى النظر اليها بنوع من الحيطة والحذر لان المال الذى يقدم ليس هو مال الزكاة وانما هو ودائع في المصارف وهي ملك لآخرين تتطلب المحافظة عليها من أجل ضمان استدامة التمويل وتنفيذ البرنامج بنسبة «100%» واكد كاشا ان لديهم من الافكار لتأمين استقرار الشباب حتى لا يجتاحهم الربيع العربى الذى انطلق بشرائح ودماء الشباب في الدول التي تكنز الذهب والدولار وتوجهت للمحاسيب والأقارب تاركة الخريجين والشباب عطالى لايجدون من يكفي قوت يومهم وتابع: «هناك حكام ظلمة لا يعملون بالعدل ويبتعدون عن جماهيرهم حتى اجتاحتهم موجة الربيع العربى لكننا فى هذه الدولة ظللنا نراعي قضايا الشباب والفقراء وبالتالي ستكون المسيرة مستمرة» فيما بعث رئيس الاتحاد الوطني للشباب بالولاية صابر بشير بالتحية للوالي وقال انه ظل موجودًا دومًا مع شباب الولاية، وقال صابر إنهم فى الاتحاد الوطني ليس لهم لون أو حزب وإن غايتهم وهدفهم المجتمع والشباب مشيرًا إلى أن مشروع التمويل الذي انطلق ب «30» مشروعًا بمبلغ «300» ألف جنيه بتمويل من بنك الادخار والتنمية الاجتماعية يستهدف «1000» شاب وشابة عبر كل البنوك التي أبدت تعاونها معهم لإنجاح البرنامج، وبعث صابر برسائل للمستهدَفين بالمشروع بأن التمويل يحتاج للعضد والانسجام وعدم الركون إلى النفس والعمل الجاد للحفاظ على التمويل واسترداده بعد انتهاء فترته وعدم خيانة هذه الأمانة حتى لا يُغلق الباب امام الشباب الآخرين الذين يقدمون للتمويل، بينما وصف وزير الحكم المحلي ورئيس المجلس الاستشاري للتمويل الأصغر بالولاية د. عبد الرحمن الزين انطلاقة المشروع بأنه يساعد في حل معضلة كبيرة ناحية تشغيل الخريجين والحد من البطالة، وقال إن المجلس سيكون حاضراً في هذا العام تجاه الشباب بتوقيع الشراكات بين الاتحاد الوطنى والبنوك وشراكات أخرى مع الجامعات في مجالات التدريب وبناء القدرات.. بجانبه قال أمين مشروعات استقرار الشباب بالاتحاد الوطني المركزي مامون حسن إبراهيم إن التمويل الأصغر واحد من المحاور الثلاثة التي يعمل فيها الاتحاد في مشاريع استقرار الشباب تاكيدًا لدور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات في الدفع والعمل المشترك مع أجهزة الدولة للحفاظ على الوطن، وقال إن تدشين المشروع بجنوب دارفور تزامن مع أعياد الاستقلال موضحًا أن الاستقلال الحقيقي يكمن في النهوض من خلال ما تحمل الأمة من قيم ومكنونات قوية جعلت لهذا الوطن أن يكون شامخًا وأقر مامون بأن جنوب دارفور بحكم مساحتها وعدد سكانها تحتاج لمزيد من الجهود في هذا الجانب متعهدًا بأنها سيكون لها النصيب الأكبر في مجالات التدريب المختلفة اما نائب مدير بنك السودان صلاح عبد الرحيم فقد أكد استعداد المصارف بالولاية لتمليك وسائل الإنتاج لكل الفقراء والمحتاجين حتى ينعكس ذلك اسهامًا في الاقتصاد الجزئي الذي ينصب في الاقتصاد الكلي الذي يعتبر واحدًا من إستراتيجيات الدولة وأبدى صلاح رضاء كافة المصارف بما نم من إنجاز في مشروعات التمويل الأصغر والتي تم من خلالها تمويل شريحة كبيرة جدًا من الفقراء الناشطين اقتصاديًا وتمكينهم بوسائل الإنتاج حتى انخرطوا في العملية الاقتصادية مؤكدًا مواصلة الجهود وعقد المزيد من الورش والمنتديات للوقوف على العقبات وتذليلها