حمَّل الرئيس عمر البشير نظام الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حالياً، مضيفاً أن السودان جاء في المرتبة الثانية من المعاناة من نظام القذافي السابق. وقال البشير في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية «إننا نقول إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام». ولفت إلى أنه جاء إلى ليبيا «وكأنه يزورها لأول مرة بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة»، وأكد البشير أن بلاده حريصة كل الحرص على استقرار وسلامة وأمن ليبيا، موضحاً «أن زيارته هذه جاءت لتأكيد وقوف السودان إلى جانب الشعب الليبي الذي طالبه بمزيد من الجهد والحرص خلال هذه المرحلة والتي وصفها بالمهمة.وأكد البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، أن المسؤولين الليبيين أكدوا فتح صفحة جديدة مع السودان، وقال: «سنستمر مع الإخوة في ليبيا إلى أن يتم تأمين الحدود بين السودان وليبيا وكل الجيران»، وأضاف البشير أن السودان يسعى لتوقيع بروتكول للتكامل بين البلدين يشمل حرية الإقامة والتملك والعمل. ومن ناحيته أكد عبد الجليل استعداد بلاده لتعويض كل المتضررين من الحرب سواء السودانيين أو غيرهم، وقال إن المحاكم هي الفيصل، وأكد أن التعاون الأمني سيكون على مستوى عالٍ وكبير في المراحل المقبلة.وعقد البشير ود.عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الليبية جلسة مباحثات مشتركة بحضور وفدي البلدين، وتطرقت المباحثات إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات، وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز المواقف المشتركة في كل القضايا التي تهم البلدين بجانب الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقال الكيب في تصريحات صحفية إن المباحثات مع الجانب السوداني كانت ودية معبِّرًا عن تقديره لمواقف السودان الداعمة للثورة الليبية، مبينًا أن موقف الحكومة السودانية كان شجاعاً سواء على المستوى السياسي أو الإنساني أو الأمني. وأضاف: «نحن نعبِّر عن تقديرنا لمواقف السودان في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها ليبيا لأنه موقف تاريخي وسيبقى في أذهان الليبيين على مدى التاريخ. وأعلن الكيب أن الفترة المقبلة ستشهد تفعيل المزيد من التعاون في كافة المجالات والعمل على تفعيل الاتفاقيات بين البلدين والنظر في مشروعات جديدة تخدم مصالح الشعبين، وأشار إلى أن البلدين حريصان على تعزيز التعاون في المجال الأمني خاصة وأن البلدين تربطهما حدود مشتركة مع عدد من دول الجوار.