حمل الرئيس عمر البشير، نظام العقيد معمر القذافي، مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حاليا، مضيفا أن السودان جاء في المرتبة الثانية من المعاناة من نظام القذافي السابق، ورحب البشير بقيام مؤتمر اقليمى لضمان التعاون بين دول الجوار فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية، بينما أعلن السودان وليبيا أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والأمنية وانه سيتم التوقيع على برتوكول جديد للتكامل بين البلدين،وأكدا تطلعهما لبناء مستقبل زاهر للعلاقات الثنائية مبنية على الاحترام المتبادل بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين. وأثنى البشير الذي وصل طرابلس أمس، في أول زيارة له إلى ليبيا الجديدة، على شجاعة وبسالة الشعب الليبي في مقاتلة وإسقاط نظام القذافي السابق، مشيراً إلى أن الشعب السوداني نفسه عانى من ذلك النظام المنهار، وأصبح في المرتبة الثانية من هذه المعاناة بعد الشعب الليبي،وقال «لقد عانينا كلنا من نظام الحكم السابق سواء الشعب الليبي أو الشعب السوداني إلا أننا نقول إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام». وعبّر البشير عن سعادته بزيارته لليبيا بعد أن منَّ الله على الشعب الليبي بالانتصار والتحرر، مؤكداً أنه جاء إلى ليبيا في هذه الزيارة وكأنه يزورها لأول مرة بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة. مضيفاً أنه كان يتابع الثورة الليبية المباركة والتي شهد لها العالم، وكيف قاتل الليبيون ببسالة وشجاعة ونحن جئنا لنهنئ الشعب الليبي على هذه الانتصارات،وقال لقد جئنا إلى ليبيا لنؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب الليبي في هذه المرحلة وهي مرحلة مهمة في التحول والتي تحتاج إلى جهد إضافي وحرص من الجميع. وفي السياق ذاته، بحث البشير مع رئيس الحكومة الليبية، الدكتور عبدالرحيم الكيب، بحضور وفدي البلدين، تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، واكد الجانبان حرصهما على تعزيز المواقف المشتركة في كافة القضايا التي تهم البلدين بجانب الموضوعات ذات الاهتمام المشترك . وقال الكيب في تصريحات صحفية إن المباحثات مع الجانب السوداني كانت ودية، معبرا عن تقديره لمواقف السودان الداعمة للثورة الليبية، مبينا أن موقف الحكومة السودانية كان شجاعاً سواء على المستوى السياسي أو الإنساني اوالأمني. واضاف « نحن نعبر عن تقديرنا لمواقف السودان في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها ليبيا لانه موقف تاريخي وسيبقي في اذهان الليبيين على مدى التاريخ. « واعلن الكيب أن الفترة المقبلة ستشهد تفعيل المزيد من التعاون في كافة المجالات والعمل على تفعيل الإتفاقيات بين البلدين، والنظر في مشروعات جديدة تخدم مصالح الشعبين. واشار الى أن البلدين حريصان على تعزيز التعاون في المجال الأمني خاصة وان البلدين تربطهما حدود مشتركة مع عدد من دول الجوار. الى ذلك أكد البشير لدى مخاطبته مساء أمس، مؤسسات المجتمع المدني والثوار، ان ما قدمه الشعب السوداني للثوار لا يساوى شيئا مقارنة بما قدمه ثوار ليبيا للسودان باعتبار ان السودان كان يعانى من نظام القذافى وتأذى منه كثيرا من خلال دعمه اللامحدود للحركات المسلحة فى دارفور وتأجيجه لنيران الصراع فيها،وقال ان بعض الدول الافريقية كانت تقف الي جانب نظام القذافي خوفا منه وخشية من شروره ،واعتبر ازالة نظام القذافى انجازا بكل المقاييس وأردف قائلا « لن يكتمل هذا الانجاز الا بعد قيام مؤسسات الدولة التى يختارها الشعب الليبي عبر الإرادة الحرة «. وأضاف نحن نعلم ان اكبر المشاكل التى تواجه الشعب الليبي هي انه لم يرث نظام دولة او مؤسسات،وأكد وقوف السودان حكومة وشعبا الى جانب الشعب الليبي واستعداد السودان لتقديم كل العون والمساعدة . ودعا البشير الى بناء جيش وطنى يعمل على صون وحماية التراب الليبي وإشاعة الطمأنينة فى البلاد . ورحب البشير بقيام مؤتمر اقليمى لضمان التعاون بين دول الجوار فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية، وقال ان السودان يتبنى الدعوة لقيام المؤتمر موضحا ان الظروف مواتيه الآن لقيام مثل هذا المؤتمر والذي يهدف لتطبيع العلاقات وتامين الحدود، واكد البشير أن السودان يتمتع بمساحات واسعة من حرية التعبير التي كفلها القانون مبينا أن حالة الطوارئ مفروضة في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور باعتبارها مناطق تشهد تمردا وعملا مسلحا. إلى ذلك أعلن السودان وليبيا أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون المشترك في كافة المجالات السياسية والأمنية وانه سيتم التوقيع على برتوكول جديد للتكامل بين البلدين،وأكدا تطلعهما لبناء مستقبل زاهر للعلاقات الثنائية مبنية على الاحترام المتبادل بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين. وقال الرئيس عمرالبشير في مؤتمر صحفي مشترك مع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بفندق كورنيشا بطرابلس، أن السودان لديه رؤية إستراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية وانه سيتم تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التي تضع الأساس الجيد لعلاقات متميزة.وقال ان هذا الامر يتطلب بنيات أساسية لدعم العلاقات ،مشيرا إلى أن البرتوكول المزمع توقيعه يشمل كافة الجوانب السياسية والتنسيق في المحافل الدولية والإقليمية. وأكد أهمية التنسيق المحكم في الحدود بين البلدين خلال الفترة القادمة وقال أن البلدين يمتلكان مقومات زاخرة في شتى المجالات يمكن الاستفادة منها في خدمة الشعبين ،واعلن البشير عن افتتاح ملحقية خاصة بالسفارة السودانية لمعالجة أوضاع العمالة السودانية. من جانبه قال مصطفى عبد الجليل «إننا نتطلع لمستقبل زاهر في العلاقات» مشيرا لمواقف السودان الداعمة للثورة الليبية معلنا أن التعاون الامنى سيكون على مستوى عال خلال الفترة المقبلة وذلك لتامين الحدود، وأبان أن المباحثات مع البشير تركزت حول التعاون السياسي والامنى موضحا أن امن البلدين يعد هما مشتركا. وأعلن عبد الجليل عن دخول ليبيا في الاستثمار الزراعي بالسودان مشيرا للإمكانيات الضخمة التي يذخر بها السودان في هذا المجال, مضيفا» نحن لدينا رؤية لمراجعة كل الاستثمارات الليبية الخارجية». وحول رؤية البلدين لإصلاح النظام الدولي أكد عبد الجليل استمرار التفاهم والتعاون مع السودان بشان التنسيق في المحافل الدولية وقال» لن نخرج عن المنظومة الدولية». ويرافق البشير في زيارته التي تنتهي اليوم، مساعده الدكتورنافع علي نافع ،ووزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح ،ووزير الخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الامن والمخابرات الفريق محمد عطا ومحافظ بنك السودان الدكتور محمد خير الزبير .