على خلفية حريق ضريح الشيخ إدريس ود الأرباب مؤخرًا اشتد الصراع بين السلفية والصوفية حيث بدأت الانتقادات والمواجهات بين الطرفين في الآونة الأخيرة.. وعلى خلفية هذة القضية أطلق المجلس القومي للذكر والذاكرين مبادرة أسماها: «التواصل بين الجماعات الإسلامية»، قادها الأمين العام للمجلس المهندس الصافي جعفر، وسعى بين الطرفين من أجل نزع فتيل الخلاف وإطفاء نار الفتنة وتقريب وجهات النظر بين المدرستين. وأكد الصافي جعفر إدانة المجلس واستنكاره لمثل هذا السلوك وقال «حرمة الأموات معروفة والدولة ترعى جميع الأموات ناهيك عن المسلمين» وأضاف نحن قمنا بهذه المبادرة وأجرينا بعض الاتصالات بقادة الطرفين لأن هناك قواسم مشتركة وأن الإسلام لم يدخل السودان بحد السيف بل دخل عن طريق التصوُّف والعلماء رفيقاً هادئاً. وجمع الصافي جعفر لقاء بأهل التصوُّف الجمعة الماضية بمسجد الشيخ الفاتح بودنوباوي نظم من خلاله جماعة التصوُّف ندوة بعنوان «أدلة بناء القباب وزيارة الصالحين» تحدث فيها لفيف من مشايخ الطرق الصوفية حيث طرح مبادرته، فكانت أول اتصال بين الطرفين، وبعدها واصل المهندس الصافي الحوار مع الطرف الثاني ممثلاً في جماعة أنصار السنة المحمدية حيث قام بزيارة لمقرالجماعة بالسجانة ووجدت زيارته الترحيب من قيادات الجماعة في مقدمتهم رئيسها الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان الذي أشار إلى أنهم من كان يفترض عليهم القيام بالمبادرة. وأكد رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية د.إسماعيل أن منهج الجماعة هو الدعوة والتواصل مع الآخرين، ووصف ما حدث بأنه انفعالات ومراهقات شبابية وزاد في القول «إن أول من برّأ أنصار السنة هم أهل الدار الضريح بالعيلفون » وأضاف: «نحن نؤكد لك التواصل الاجتماعي لأن التواصل في السودان شيء طبيعي» ودعا للمحافظة عليه وأشار إسماعيل إلى أن الجميع في السودان أهل عقيدة وأهل دعوة كما دعا إلى تعاهد الجميع لإزالة هذه الصورة. يذكر أن الجلسة كانت في أجواء مرحة صحبتها بعض القصص الطريفة حول التعايش والتواصل بين الجماعات الإسلامية وأنها أصبحت ضرورة في ظل التحديات التي تحيط بمسيرة الإسلام في السودان وأهمية تماسك الجبهة الإسلامية فضلاً عن التوحُّد ضد المؤامرات التي تحاك ضد السودان.