يقول المثل «إن المصائب تجمع المصابين» وتأبى إدارة السدود إلا أن تضيف في كل يوم عدواً جديداً، وضحية أخرى لضحاياها السابقين فمأساة ومعاناة أهلنا المناصير التي نُقلت عبر كل الوسائط الإعلامية كانت بمثابة رسالة سالبة.. للمتأثرين بقيام سد عطبرة وسيتيت فحواها «شدوا الأحزمة على البطون» و«كان أخوك اتزين بل رأسك» هكذا أصبحت سمعة أهل السدود. فهل هم على حق ويساء فهمهم؟ والناس على باطل؟. أم العكس؟. وما هو الفيصل بين الإدارة والمتأثرين؟ هل لإدارة السدود قانون ينظم ويحكم العلاقة بينها وبين المتأثرين؟ أم أن الأمور تسير وفق مزاجها وهل هذه الإدارة أُنشئت لإدارة المشروعات أم لخلق الأزمات؟ هذه الأسئلة بحاجة لإجابات عاجلة وإلا فهي في قفص الاتهام. نُشرت قبل أسبوع الكشوفات الأولية للمتأثرين بسد نهر عطبرة، والملاحظ أن هنالك سقوطاً كبيراً في الأسماء. وبالذات في قرية الصوفي البشير. محلية الفشقة والتي أصبح سكانها يشعرون بالاستهداف المقصود من إدارة السدود بالمنطقة، كيف لا وقد أسقطت الإدارة ما يربو على الثمانين اسماً من أسماء مُلاك المنازل المتأثرين. كما استبعدت من دون القرى الأخرى كشوفات الشباب المنتسبين لتلك الأسر ويقدَّر عددهم بحوالى أربعمائة اسم. لا يدرون حتى الآن ما مصيرهم. إن المنطقة في حالة احتقان شديد وتنتظر لحظة الانفجار التي بلا شك قادمة إن استمرت تلك الإدارة في سياسة التعنُّت ومصارعة الشعوب صاحبة الأرض والمصلحة من تلك المشروعات. هذه الإدارة نحسب أنها تعرف أبسط أسس العمل العام وكان الأجدر بها أن تنوِّر المتأثرين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات قبل الشروع في عملية الحصر، وهل سيعامَلون معاملة الخطط الإسكانية. أم وفق تعويضات قانون السدود «المجهول» ولمن يشتكي المظلوم؟ وما الفرق بين الاستئناف والطعن؟ المواطنون بتلك المنطقة حائرون وقلقون على المستقبل المظلم الذي ينتظرهم وهم بسطاء لا حيلة لهم وصراع إدارة السدود التي لا ترحم ولا تخاف من أحد ولا تعمل بقانون، سامحهم الله. نسأل الله أن تحل قضية أهلنا المناصير بكل سهولة ويسر وأن «تستجيب» إدارة السدود لتوجيهات الرئاسة في هذا الشأن، كما نأمل أن تتواضع الإدارة الخاصة بسدي عطبرة وسيتيت وتسعى لإمتصاص ودرء ثورة الغضب والظلم «القادمة» بالمنطقة. فالجمهورية الثانية أرضت القاعدة العريضة، وعلى إدارة السدود أن تُرضي المتأثرين وهم قلة ونذكرها بقول الشاعر: أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضرام فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب أولها كلام أقول من التعجب ليت شعري أأيقاظ «أهل السدود» أم نيام * لجنة تهجير قرية الصوفي البشير القضارف