تميزت المرأة في دارفور بصناعتها الجيدة للطعام حينئذٍ تسمى بالميرم وبالشيخة والمرأة ومن ثم تسلم الراية حيث تكون مالكة للقرار والاستشارية اما نديدتها التى لا تجيد الطعام فتلقب «بالخمبة» لعدم درايتها الكافية بصنع الطعام حينها توصم بالعار، ولا يمكنها تسليمها زمام الامور للشك فى ريادتها الطبخية... ومن اشهر الاطباق والاطعمة لدى المرأة الدارفورية هي العصيدة وأشهرها عصيدة الجير التى تُصنع من الدخن وتدخل عليها عدة مركبات كيميائية و هندسية مما يجعل لونها ناصع البياض، ويكون ملاح الحوت ملازمًا لها ويقدم فى المناسبات السعيدة مثل الاعراس والأعياد وغيرها. وهنالك بعض الاطعمة صعبة الصنع مثل ملاح الحوت «السمك الناشف» وملاح المرس، عصيدة الجير، المحشي، الفرندو وملاح الكركدي اما التحلية مثل الكنافة، العجينة الزرقة، الكسرة العسلة والبقلاوة والودعة.. اما طريقة التقديم فتكون مختلفة ومميزة فى المناسبات، فمثلاً فطور العريس يضع اهل العروس الطعام فى قدح ومندولة «تُصنع من السعف الملون» ثم تزين بالسكسك والودع ثم توضع فيها اطعمة مختلفة وتكون مميزة لهذه الخصوصية.. تلك الاطعمة تكون بمثابة معاينة للمرأة الدرافورية إن نجحت فى صنعها تنال لقب «الشيخة والميرم» وبالمقابل فإن اخفقت فيها تسحب منها رخصة الطبيخ لانه اصبح مشكوكًا في امرها ولا يوثق فيها كثيرًا عند مجاملتها والمساعدة فى المناسبات، يكون محلها تقشير ونظافة الخضار وتقطيعه فقط الى ان تجيد صنع الطبيخ حينها يمكن ترقيتها الى مساعد حلة ومن ثم عمل حلة بأكملها فهي تجتهد لنيل لقب الميرم اوالشيخة لأن لقبها «بالخمبة» يكون بمثابة نبز وعار لها.. ويبدأ تعليم الفتاة الدارفورية للطعام منذ عمر صغير حيث تكون ملازمة لوالدتها فى المطبخ فتكون «مساعد حلة» ثم تنفرد بعدها بعمل الكسرة وعواستها وطبخ الملاحات المختلفة وعمل العصيدة وذلك حتى تكون مؤهلة تمامًا عند زواجها، لأن الرجل الدارفورى يحب الطعام الجيد واستمرار زواجها يتوقف على إجادتها كل انواع الاطعمة.. اما إن فشلت فى ذلك فيتم إرجاعها الى بيت والدها غير مأسوف عليها بعد طلاقها.. لهذا السبب تجتهد المرأة الدارفورية لإجادة عمل كافة الاطعمة حتى لا تجلب العار لأسرتها.